أفلام الحرب في السينما العالمية (١ ٢)
حوالي ٦ سنوات فى تيار
من الصعب، بل من غير المنطقي، تصنيف فيلم عربي أو أميركي على أنه فيلم سياسي، فكل فيلم يفترض فيه أنه انعكاس لواقع معين اجتماعي وسياسي وتاريخي واقتصادي، وإذا طالعنا مواقع الإنترنت المعنية بالسينما العالمية، سنجد أنه لا يوجد تصنيف محدد لما يمكن أن يسمى بأفلام سياسية أو أفلام اقتصادية، وربما كان هناك تصنيف لما يسمى بـ «أفلام الحروب- War Films»، وحتى هذا النوع من الأفلام لا يعني أن الفيلم لا يستعرض الحرب في حد ذاتها، وإنما يعرض قصة درامية على هامش نزاع عسكري معين.
وإذا تناولنا مثلا فيلم «السقوط المروع- Falling Down» لمايكل دوغلاس الذي يكاد يكون النسخة الأميركية من فيلم «الإرهاب والكباب» للفنان عادل إمام، إذ يحكي قصة مواطن عادي تطحنه الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتدفعه لأن يرتكب مخالفة، ثم جنحة، ثم جريمة، ويمسك بالسلاح ويقتل، قبل أن يتحول إلى «إرهابي» تقاتله حكومته نفسها التي هي السبب في وصوله إلى هذا الحد! إذا تناولنا قصة هذا الفيلم على أنه سياسي سنكون قد ظلمنا البعد الاجتماعي فيه، تماما إذا ما وصفنا رائعة أحمد زكي ومحمود عبدالعزيز وعاطف الطيب «البريء» على أنها فيلم سياسي لمجرد أنه يعرض قصة جندي في الأمن المركزي داخل معتقل سياسي، متجاهلين الجانب الإنساني في الفيلم، خاصة ذلك الذي يركز على شخصية المجند الصعيدي، الإنسان المرهف الحس الذواق للموسيقى الذي يتعاطف مع أبناء بلدته عندما يراهم في المعتقل!
ومن الصعب أيضا حصر قائمة كاملة بأسماء الأفلام العالمية التي تناولت فترات الحروب والنزاعات خلال القرن العشرين والسنوات الأربع الأولى من القرن الحالي، نظرا لأن كثيرا من الأفلام كانت الحروب فيها قصصا جانبية على هامش الدراما الأساسية، وهناك أفلام أخرى كانت الحروب فيها هي الجوهر، وأفلام أخرى ركزت على البعد «المغامراتي» في هذه الحروب.