مأرب برس حزب صالح يتشظى.. نسخة «أبو رأس» تطوي صفحة «الزعيم» وقواعد الحزب ساخطة وتنتظر نسخة «البركاني» و «العواضي» يرفض الشراكة بدأ حزب المؤتمر الشعبي العام في اليمن بالتشظي رسميا إلى أكثر من نسخة، وقبل حلول أربعينية مؤسسه، الرئيس الراحل، علي عبد الله صالح، كانت قيادات الحزب المقيمة في صنعاء، تقر تعيين خليفة رئيسا جديدا للحزب الذي يتجه لفقدان شعبيته. وأقرت اللجنة العامة للمؤتمر، وهي أرفع هيئة سياسية داخل الحزب، الأحد، اسناد مهمة قيادة الحزب "صادق أمين أبو رأس"، في قرار كان متوقعا، وخصوصا لمن ينتظرون النسخة التي ستعلن من صنعاء وستكون تحت وصاية كاملة من جماعة الحوثي. ورغم عدم اعتراض قواعد وكوادر حزب المؤتمر على تعيين "أبو رأس"، خليفة لصالح في زعامة الحزب، إلا أن البيان الأول للجنة العامة التي بات يترأسها، أصاب أنصار الحزب، وخصوصا المناهضين للحوثيين، بخيبة أمل واسعة. وتخلى "أبو رأس"، الذي كان أصيب مع "صالح" في تفجير جامع دار الرئاسة ٢٠١١، ثم أصبح نائبا أول لرئيس المؤتمر، عن مضامين الدعوة الأخيرة التي أطلقها مؤسس الحزب، صالح، قبل يومين من مقتله، بالانتفاضة ضد الحوثيين وقتالهم، وأيضا فك الشراكة معهم. وأعلن حزب المؤتمر، في بيان تنصيب زعيمه الجديد، أنه سيظل رافضا ومقاوما لـ"العدوان والحصار الذي استهدف اليمن منذ ٢٦ مارس ٢٠١٥"، في إشارة للتحالف العربي الذي تتزعمه السعودية، كما أكد وقوفه " بكل قوة خلف اللجان الشعبية (الحوثية) المسلحة والمتطوعين"، في قرار مخالف للدعوة التي أطلقها صالح لكل اليمنيين للانتفاض ضدهم. وأثار بيان الحزب من سخط نشطائه في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبروه بأنه تبنى وجهة نظر الحوثيين في كل القضايا المطروحة على الساحة اليمنية، بل أدان علي عبد الله صالح، الذي دعا للحرب ضد الحوثيين. ولم يلق نشطاء المؤتمر باللوم على الرئيس الجديد للحزب، صادق أبو رأس، ففي حين راح البعض يبرر حضور القيادات تحت تهديد السلاح من الحوثيين، أعلن آخرون براءتهم من البيان بشكل عام وبأنه لا يمثلهم. وقال الأمين العام المساعد للمؤتمر، ياسر العواضي، إن أي بيان لا يعلن بشكل صريح فك الشراكة مع قتلة "صالح"، في إشارة إلى جماعة الحوثي، مرفوض، كما استهجن ما وصفه بـ" الاستعجال " لانعقاد اللجنة العامة للحزب لاختيار قائد جديد. ولن يكون "أبو رأس"، المولود في ١٩٥٢، الرئيس الأوحد لحزب المؤتمر، وخصوصا مع تحركات حثيثة من الجناح الموالي للشرعية لتشكيل قيادة تخلف صالح في قيادة الحزب برئاسة الرئيس عبد ربه هادي، الذي كان يشغل النائب الأول لرئيس الحزب، بالإضافة إلى تحركات أخرى تسعى لتعيين قيادة ثالثة يكون نجل صالح، العميد أحمد، أحد اللاعبين الرئيسيين فيها. ويملك "أبو رأس"، سيرة حافلة في السلك الإداري للدولة، حيث تقلد عددا من الوزارات والمحافظات، لكن مراقبون، يرون أن الرجل لا يملك كفاءه سلفه "صالح"، الذي أسس حزب المؤتمر ١٩٨٢، وظل رئيسا له لمدة ٣٥ عاما، حتى مقتله في الرابع من ديسمبر الماضي. ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي اليمني، صادق القاضي، أنه " لا مشكلة في شخصية أبو رأس، لكن لا أحد من قيادات مؤتمر الداخل يمتلك كاريزما صالح ولا علاقاته الواسعة وتأثيره الكبير داخل وخارج الحزب". ويرى القاضي، في حديث للأناضول، أن القيادات الجديدة لحزب المؤتمر، ستجد نفسها أمام تحديات كبيرة لن تتمكن على الأرجح من تجاوزها دون خسارة الكثير من قيادات وكوادر وشعبية الحزب. وقال" أولى هذه التحديات، هي الفجوة الهائلة التي نشأت مباشرة إثر الاجتماع الأول لهذه القيادات (الأحد)، بسبب الموقف الضعيف الذي اتخذته في اجتماعها وبيانها الذي كان محل استياء عام من قبل نُخب وأعضاء الحزب". وقبل أن تتخذ قيادات المؤتمر الموالية للشرعية ولنجل صالح أي قرار بشأن خليفة صالح، يتوقع الكاتب اليمني، القاضي، أنه من المرجح أن يفشل حزب المؤتمر في الحفاظ على كيانه الكبير وتوجهاته واستقلال قراره في ظل القيادة الجديدة. ـ موقف صالح في الثاني من ديسمبر الماضي، أعلن الرئيس السابق، صالح، عن موقف غير مسبوق ضد الحوثيين، وذلك بدعوته للانتفاضة المسلحة ووصفهم بالعدوان الداخلي. ويتوقع مراقبون، أن النهاية السريعة لصالح ومقتله على أيدي الحوثيين بعد أيام من دعوته لمواجهتم، كشفت عن اختراق حوثي لقيادات وكوادر حزب المؤتمر التي خذلته، وكشفت عن ولائها للقوة المتمثلة بجماعة الحوثيين. وانتقد نشطاء المؤتمر، تغاضي القيادة الجديدة للحزب عن موقف صالح الأخير بعدم الشراكة مع الحوثيين بل والدعوة لدعم "اللجان الشعبية" التابعة لهم، وكذلك صمتهم عن المطالبة بجثمان "صالح". وعلى الرغم من توقيعه لاتفاق تشكيل المجلس السياسي مع الحوثيين ممثلا عن حزب المؤتمر، في أغسطس ٢٠١٦، إلا أنه لا يمكن القول أن الرئيس الجديد للمؤتمر، أبو رأس، يعمل في صف الحوثيين وسيجعل من الحزب مطية لهم خلال الفترة أكثر من ٦ سنوات فى مأرب بريس