١٠ نساء في البيت الأبيض.. بينهن «ممثلة وشرسة وصريحة»

ما يقرب من ٨ سنوات فى التحرير

أصبحت هيلاري كلينتون أول امرأة يرشحها حزب كبير لمنصب الرئاسة بعد أن أعلن «الحزب الديمقراطي» ذلك رسميًا أمس الثلاثاء، وفي حال فازت ستصبح أول امرأة تحكم الولايات المتحدة، كما أنه في حال فوزه ستكون الولايات المتحدة لأول مرة بدون «سيدة البيت الأبيض» وسيحل محل هذا اللقب «السيد الأول».44 رئيسًا حكموا الولايات المتحدة، هناك من تزوّج مرتين لتصبح هناك سيدتين للبيت في فترة رئاسته، وهناك من منح اللقب لنساء لم يكن زوجات للرؤساء، ووفقًا للإحصاءات الرسمية كان هناك 46 سيدة للبيت الأبيض.

ونستعرض في السطور التالية عدد من سيدات البيت الأبيض اللاتي لن ينساهن التاريخ.

مارثا واشنطن .. الأولى

تعتبر السيدة الأولى للولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1790، كانت تحمل لقب ليدي واشنطن.

البيت الأبيض الشهير سمي على اسم منزلها، فعندما حكم زوجها جورج واشنطن أطلق اسم «البيت الأبيض» على مقر الحكم، تخليدًا لذكرى منزلهما بفرجينيا.

كانت تحب امتلاك العبيد، ولم تكن اجتماعية بالقدر الكافي، صمدت بعد وفاة جميع أبنائها واحدًا تلو الآخر.

أغرمت بزوجها رغم أنه زوجها الثاني الذي تزوجته بعد وفاة صديقه، أحبته للدرجة التي توفت بعده بثلاث سنوات بعد فترة من الحزن على فراقه.

آنا هاريسون.. السيدة التي لم تدخل البيت الأبيض

لم تدخل البيت الأبيض، ففي طريقها إلى واشنطن تلقت خبر وفاة زوجها وليام هنري هاريسون، الرئيس التاسع للولايات المتحدة الأمريكية إثر التهاب رئوي بعد شهر واحد على توليه منصب الرئاسة.

لم يكن لها أي اهتمام سياسي، كانت تهتم بدورها كأم رزقت بـ10 أطفال، وخصصت وقتًا لخدمة الكنيسة، لم تكن مع زوجها في صعوده السلم السياسي، حتى حين انتخب زوجها عضوًا بمجلس الشيوخ لم ترافقه إلى واشنطن.

وهي الوحيدة التي حملت لقب زوجة رئيس وجدة رئيس أمريكي حيث انتخب حفيدها «بنيامين هاريسون الثاني» الرئيس الثالث والعشرين للولايات المتحدة الأمريكية.

ماري تود لينكولن.. الشرسة

«لو لم يتزوج لينكلون هذه المرأة الشرسة لكان من المحتمل أن يكون زوجًا سعيدًا، لكنه من المؤكد أنه لم يكن ليصبح رئيسًا للولايات المتحدة»، وفقًا لما جاء في كتاب «لينكولن وتود صفحة منسية».

وقال ريك برادلي في كتابه، إنّ تود هي تعبير لمقولة «وراء كل رجل عظيم امرأة شرسة».

قيل إن السيدة الأولى لم تحب زوجها يومًا، لذا دائما ما كانت تعنفه، كانت امرأة سليطة اللسان حادة الطباع، للدرجة التي هرب فيها لينكولن من الزواج بها يوم الفرح.

التقى بها بعد هروبه بعامين، وطلب منها الزواج فما كان منها إلا أنّ وافقت وأصرّت على الزواج منه في نفس الليلة، وهذه المرة قرر أن يهرب منها، لكن بطريقة أخرى فقد انغمس في العمل السياسي.

إليانور روزفلت.. أعظم سيدة

اختيرت كأعظم سيدة أولى في تاريخ الولايات المتحدة في استطلاع لآراء المؤرخين، أجراه معهد سينا كوليدج للأبحاث.

لم تكن بعيدة عن البيت الأبيض فقد نشأت قريبة من كواليسه، فهي ابنة أخ الرئيس الأمريكي تيودور روزفلت.

اهتمت بملف حقوق الإنسان، كانت تدافع عن حقوق المرأة والفقراء والأقليات، يقال أنه كتبت دورًا جديدًا للسيدة الأولى في الولايات المتحدة، فلم يكن دورها يقتصر على الحفلات والمناسبات بل كانت تضغط على زوجها فرانكلين روزفيلت لتغيير سياسات خاصة فيما يخص التمييز العنصري.

وقامت خلال الحرب العالمية الثانية، بزيارة إنجلترا وجنوب المحيط الهادئ، لرفع معنويات الجنود الأمريكان.

ترأست لجنة صياغة الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، وبعد وفاة زوجها شغلت منصب رئيس لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وساعدت على تأسيس منظّمة رعاية الأطفال «اليونيسيف».

جاكلين كيندي.. التي أحيت البيت الأبيض

وصفت بأنها المرأة التي غيرت مقاييس البيت الأبيض، لكن المرأة الشابة الحالمة سرعان ما انتهت قصتها في البيت الأبيض بنهاية مأسوية عند اغتيال زوجها جون كيندي لتصبح أشهر أرملة رئيس.

بدأت حياتها العملية كمصورة ومحققة صحفية، المجال الذي تركته بعد أن تعرفت بزوجها.

وقع في عشقها الشعب الأمريكي وأطلق عليها اسم «جاكي»، عرفت بأناقتها ووصفت بأنها سفيرة الموضة كما أحب الشعب فيها ثقافتها، كانت عاشقة للفن، أعادت إحياء البيت الأبيض الذي وصفته بالكئيب في أول أيامها هناك، وحولت البيت الأبيض إلى متحف تاريخي لأمريكا.

أصبحت حديث الشارع بسبب خيانة زوجها لها، وكانت أشهر هذه الخيانات علاقته مع أسطورة هوليود مارلين مونرو، ومع ذلك لم تترك زوجها، واغتيل وهو بجوارها لتصرخ «أنا أحبك».

حب الشعب لها خفت بعد أن تزوجت من المليونير اليوناني أرسطو أوناسيس، وبعد أن توفت أذيع حوار لها اشترطت أن يذاع بعد وفاتها اعترفت فيه أنها خانت كنيدي خلال زواجهم ردًا على خيانته لها.

بيتي فورد.. الصريحة

زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق، جيرالد فورد، كانت من أشهر زوجات الرؤساء نظرًا لصراحتها، كانت صريحة للدرجة التي أعلنت عن موافقتها للعلاقات ما قبل الزواج، مما جعل زوجها يخسر أصواتًا انتخابية، كان تبدي آراء في كل القضايا الساخنة، الجنس والمخدرات، والتمييز ضد المرأة.

أحبها الشعب الأمريكي لأنها امرأة تعرف كيف تواجه، فعندما واجه زوجها مشكلة في صوته بعد فوزه على جيمي كارتر عام 1976، كانت هي التي قرأت البيان الرسمي وعندما توفي زوجها عام 2006، أعلنت بنفسها نبأ وفاته.

كما واجهت المرض عندما أعلنت عن عملية استئصال ثدي بعد اكتشاف الأطباء لوجود سرطان في ثديها الأيمن، واعتبرت وقتئذ ملهمة للنساء.

لكنها أنكرت فترة إدمانها للكحول، وإساءتها استخدام الحبوب المسكنة، إلا أن أهلها أقنعوها بدخول مستشفى «لونج بيتش» في كاليفورنيا لتلقي العلاج.

وانتصرت في النهاية على معركتها مع الكحول، وأنشئ بسبب ذلك مركز بيتي فورد الطبي في 3 أكتوبر 1982، نتيجة انتصار بيتي على إدمانها للكحول والحبوب.

نانسي ريجان.. درع زوجها الواقي

قبل أن تصبح سيدة أولى كانت ممثلة في هوليوود وكانت بطلة لعدة أفلام، وتزوجت زميلها في المهنة رونالد ريجان قبل أن يصبح الرئيس الأربعين للولايات المتحدة الأمريكية.

اشتهر عنها أنها كانت مساندة قوية لزوجها خلال فترة حكمه ومحاولة اغتياله، ووقفت إلى جانب زوجها ريجان خلال إصابته بمرض الزهايمر، كما كتب كثيرًا عن قصه غرامهم.

كانت تشبه جاكلين كنيدي في أناقتها، وفي الاهتمام برونق البيت الأبيض، لكنها واجهت انتقادات عديدة عندما أرادت تجديده.

انتقادات أخرى طالتها بسبب تدخلها في قرارات الرئيس وتأثيرها عليه، واعترفت ريجان بأنها استعانت بعرّافٍ ليساعد في تخطيط الجدول الزمني للرئيس بعد محاولة اغتياله عام 1981.

كانت مبادرتها الأولى كسيدة البيت الأبيض حملة للتوعية بمخاطر المخدرات تحت عنوان «فقط قل لا».

هيلاري كلينتون.. امرأة وقفت أمام فضيحة

بدأت حياتها المهنية كمحامية، كانت عضوًا بالفريق القانوني الذي شكّلته اللجنة القضائية بمجلس النواب في أثناء إجراءات إقالة الرئيس ريتشارد نيكسون على خلفية فضيحة ووترغيت.

جاءت مرتين ضمن قائمة 100 محام أكثر نفوذًا في الولايات المتحدة، ذاع نجمها بعد أن أصبحت سيدة أولى.

كانت أول سيدة للبيت الأبيض تحصل على دبلوم الدراسات العليا، وكانت أيضًا أول من حصل على مكتب في الجناح الغربي من البيت الأبيض، بالإضافة إلى مكاتب السيدة الأولى المعتادة في الجناح الشرقي.

تعرضت لأزمة طاحنة عقب فضيحة زوجها مع متدربة البيت الأبيض مونيكا لوينسكي عام 1998، لكنها أصدرت تصريحًا عامًا تؤكد فيه التزامها تجاه زواجها.

وبعد فترة رئاسة زوجها بيل كلينتون شغلت منصب وزيرة الخارجية الأمريكية، وفي عام 2008 كانت أبرز المرشحين الديمقراطيين لانتخابات الرئاسة الأمريكية، لكنها أعلنت انسحابها لصالح باراك أوباما، واليوم تطمح في الوصول للبيت الأبيض لكن هذه المرة رئيسة.

لورا بوش.. الصخرة

تظهر لورا في صورة المرأة الخجولة التي فضلت المكوث في ظل زوجها الرئيس جورج بوش.

الصخرة هو اللقب الذي تطلقه عليها حماتها وسيدة البيت الأبيض السابقة،  فلورا التي كانت تعمل مدرسة كانت تساند زوجها خصوصًا في معركته عندما كان يدمن الخمر في بداية حياتهم، وتصفها حماتها باربرا بوش بأنها قادرة أن تعيد جورج الجامح إلى عقله.

مرة واحدة خرجت عن المعتاد وأثارت الجدل خلال خلال حفل العشاء السنوي لرابطة مراسلي البيت الأبيض، عندما كشفت أن موعد نوم زوجها المبكرة جعلتها «ربة منزل يائسة».

رغم عندم انخراطها بالسياسة الا أنها كانت تحظى بشعبية، ربما أحب الأمريكان فيها الدور التقليدي للسيدة الأولى التي لعبته.

امرأة لم تزعج أحدًا لذا وصفها الإعلام الغربي بأنها السيدة الأولى المثالية.

ميشيل أوباما.. أول سيدة من أصول أفريقية

أول سيدة أولى لأمريكا من أصول أفريقية، كانت تعمل في المحاماة، صنفتها فوربس ضمن أغنى سيدات العالم.

اهتمت بالعمل الاجتماعي، وكثيرًا ما يتم مقارنتها في الصحافة الأمريكية بجاكلين كينيدي خصوصًا من حيث أناقتها التي تتسم بالبساطة.

لعبت دورًا في وصول زوجها لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، حتي أنّ أوباما شكرها في خطاب توليه ولايه ثانية معترفًا بفضلها في وصوله للحكم، وأشارت عدد من استطلاعات الرأي أن شعبيتها فاقت شعبية اوباما.

شارك الخبر على