ازدياد التكهنات بارتفاع برميل النفط إلى ١٠٠ دولار

أكثر من ٥ سنوات فى المدى

 أكثـر من 20  مليار دولار إضافية تتدفق على موازنة العراق من ارتفاع أسعار النفط
 نيويورك– بغداد/ رويتز– متابعة المدى
يراهن المتعاملون في النفط بكثافة على أن الخام الأميركي قد يرتفع إلى 100 دولار للبرميل بحلول العام المقبل، وهو مستوى مهم كان الكثيرون حتى وقت قريب يعتبرونه غير وارد نظراً للنمو القياسي للإنتاج الأميركي والاستقرار النسبي للطلب العالمي.لكن العودة الوشيكة للعقوبات الأميركية على إيران، والاختناقات التي تمنع الخام الأميركي من الوصول إلى السوق، غذتا موجة ارتفاع دفعت أسعار خام النفط القياسي لأعلى مستوى في أربع سنوات.وفي حين تقول كبرى الدول المنتجة إن الإمدادات وفيرة، وتشكك صناديق التحوط والمضاربون على نحو متزايد في ذلك ويراهنون على أن السوق قد تواصل الارتفاع مع عودة العقوبات على صادرات إيران من الخام في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) .من جانب آخر قال المستشار الفني في شركة سومو النفطية في العراق، أحمد البصري، في تصريحات لـموقع "العربي الجديد"، إن "العراق سيحقق إيرادات تبلغ نحو 25 مليار دولار إضافية في العام الجاري بسبب ارتفاع أسعار النفط والطلب المتزايد عليه من قبل العملاء الدائمين بالسوق الآسيوية". وأوضح البصري أن "العراق كان يضع توقعات هامش ارتفاع أقل للخام، لكن التطورات السياسية والتوترات بالمنطقة وما رافقها من عوامل أخرى رفعت الأسعار بشكل يعتبر مثالياً للبلد الغني بالنفط".ووفقاً للبصري، فإن "ارتفاع الأسعار العالمية للخام يمكن أن ينعكس إيجاباً على قطاعات مهمة في العراق تضررت بفعل الحرب على الإرهاب، كما أنه سينفي حاجة العراق لمزيد من الاقتراض".وزاد خام «برنت» فوق 86 دولاراً للبرميل أول من أمس، وبلغ خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 76 دولاراً للبرميل، والخامان كلاهما عند أعلى مستوى في أربع سنوات.وشجّع قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب بتجديد العقوبات على إيران تحولاً كبيراً من جانب منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). فبعد نحو 18 شهراً من تقييد الإنتاج، اتفقت المنظمة على زيادته.وتتطلع أسواق النفط إلى أن تعوض «أوبك» وروسيا نقص الإمدادات. ولا يمكن أن يحل الإنتاج الأميركي، الذي بلغ مستوى قياسياً عند 11.1 مليون برميل يومياً، محل خامات الشرق الأوسط، مثل النفط الإيراني، في المصافي الآسيوية. وبالإضافة إلى هذا، تعوق اختناقات سلاسل النقل الإنتاج الأميركي.وقال المحلل لدى «يو بي أس» جيوفاني ستانوفو "ما زلنا نتوقع أن تميل الأخطار المرتبطة بالأسعار إلى الاتجاه الصعودي، ولا نستبعد قفزة في أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل".ويزيد عدد المراكز المفتوحة لخيارات شراء «برنت» عند 100 دولار في كانون الأول الماضي، والتي يحلّ أجلها في أواخر تشرين الأول (أكتوبر)، على 50 ألف دفعة، ما يفوق أي سعر تنفيذ آخر لذلك الشهر، وفقاً لبيانات بورصة "انتركونتننتال" .وازداد عدد المراكز المفتوحة لخيارات شراء خام غرب تكساس الوسيط عند 100 دولار في كانون الأول 2018، والتي يحلّ أجلها في منتصف تشرين الثاني، لأعلى مستوى في أكثر من أربعة أشهر عند نحو 15 ألف دفعة.ويؤكد كثير من المتعاملين أن تلك الرهانات على بلوغ النفط 100 دولار تواجه فرصاً ضئيلة للربح. وتميل عقود الخيارات المستخدمة في التكهن بنتائج غير مرجحة لأن تكون رخيصة، وإذا توقف ارتفاع الخام، فإن تلك المراكز ستتبخر بلا قيمة. لكن من المحتمل أن تسبب قفزة للنفط في الأجل القصير في زيادة قيمة تلك الخيارات، ليصبح بإمكان حامليها بيعها لتحقيق أرباح.ويأمل العراق في أن تنعكس الأموال الفائضة من ارتفاع أسعار النفط إيجابياً على الموازنة والمساهمة في سد جزء من احتياجات إعادة الإعمار للعديد من المدن التي دمرت بسبب اجتياح تنظيم داعش لمساحات شاسعة من العراق صيف عام 2014، ثم نجحت القوات العراقية في تحريرها في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.وقدّرت الحكومة العراقية في شهر شباط الماضي، وفقاً لدراسة أجراها خبراء عراقيون ودوليون، الحاجة الفعلية لإعادة إعمار البلاد بـ88.2 مليار دولار على مدى 10 سنوات. وتسعى وزارة النفط العراقية إلى استكمال توقيع ستة عقود للتنقيب والتطوير في رقع نفطية وغازية بمناطق عدة من البلاد وفقاً لبيان أصدرته الوزارة، أول من أمس، قالت فيه إن دائرة العقود ستواصل توقيع العقود، غداً الإثنين. وتمّ التوقيع على ثلاثة عقود، اليوم الأحد، مع شركة الهلال النفطية الخاصة المملوكة لعراقيين ومقرها الإمارات، ومن المقرر أن يجري التوقيع على عقدين، غدا الاثنين، مع شركة جيوجيد الصينية وعلى عقد مع شركة يونايتد إنرجي جروب ومقرها الصين أيضاً.وحسب بيان الوزارة فإن العقود الموقعة تخص مناطق في جنوب وشرق البلاد أبرزها السندباد ونفط خانة والحويزة وخشم الأحمر في البصرة وديالى.وارتفعت أسعار النفط العالمية نحو 50% مقارنة بمستوياتها قبل عام. وكان سعر النفط تهاوى منتصف عام 2014 من 115 دولاراً لبرميل خام برنت إلى أقل من 30 دولاراً وترتبت عليه خسائر باهظة وتراجع في الإيرادات المالية للدول المنتجة للنفط، قبل أن يعود سعره للارتفاع، خلال الفترات الأخيرة، ليصل إلى أكثر من 76 دولاراً يوم الجمعة الماضي.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على