روكز ممثلاً فخامة الرئيس عون في "المؤتمر الحادي عشر لإتحاد النحالين العرب" لعل لسعات النحلة الايجابية تنسحب على الحياة السياسية فتحول الخلافات الى تضامن للنهوض بلبنان

أكثر من ٥ سنوات فى تيار

إفتتح اليوم في مجمع "غولدن توليب الجية - مارينا" على ساحل الشوف، "المؤتمر الحادي عشر لإتحاد النحالين العرب" و"المؤتمر العاشر ل"فيدرالية نحالي حوض البحر الأبيض المتوسط"، بعنوان: "النحلة تجمعنا"، بدعوة من اتحاد النحالين العرب وبالتعاون مع برنامج تنمية القطاعات في لبنان "LIVCD"، الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "USAID" وهي الجهة المانحة الأساسية في دعم قطاع العسل.
رعى الافتتاح، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بالعميد شامل روكز، وحضور قائد الجيش العماد جوزاف عون ممثلا بالعميد الركن غسان عبود، القائم بالأعمال في السفارة الأميركية ادوارد وايت، رئيس المؤتمر عفيف ابي شديد، وممثلين عن وزارتي الزراعة عبود فريحة والبيئة جوزف الاسمر، مديرة الوكالة وشخصيات ووفود عربية واجنبية من 30 دولة عربية واجنبية.
روكزاستهل الاحتفال بالنشيدين الوطني والأميركي، ثم ألقى النائب روكز كلمة، فقال: "إذا ما إختفى النحل من على وجه الأرض، فلن يبقى للبشرية أكثر من أربع سنوات قبل فنائها، فبدون نحل لا يكون تلقيح وبدون تلقيح لا يكون نبات، وبدون نبات لا يكون حيوان ولا انسان، هذا ما يقوله انشتاين". واكد "لا نريد للنحل ان ينتهي ونريد للبشرية أن تبقى".
اضاف: "مما لا شك فيه ان النحلة تمثل نمط حياة يسطر الإنضباط في العمل والمثابرة، كما ان بقاء النحل يساهم في تأمين الاستدامة البيئية، نظرا للدور البيئي الكبير الذي يلعبه النحل من خلال تلقيح الأزهار وأهمية منتجات الخلية الصحية والطبية. وقد دخل النحل عالم الطب والتجميل، حتى أن لسعته اصبحت من اهم علاجات التهاب المفاصل والروماتيزم، ولطالما اعتبر العسل ذهب لبنان السائل. إذ يستخدم كمكون عام ورافع لمناعة الجسم ضد العديد من الأمراض، وقد وصل انتاج الخلية الواحدة في اواخر الثمانينات الى 43 كيلوغراما من العسل، وهذا المعدل يعتبر عاليا في دول البحر المتوسط، لكنه تراجع بحدة الى 20 كلغ في العام 90، ثم انخفض ووصل في العام 2010 الى 12 كيلوغراما".
واعلن "لكل هذه الاسباب، بادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى وضع خلايا عدة في حديقة القصر الجمهوري كرسالة منه لضرورة حماية النحل، وبالرغم من اهمية النحل، إلا ان هذا القطاع يواجه تحديات عدة في العالم ولبنان. أولا: سوء استعمال المبيدات الزراعية والعشبية بعشوائية في استخدامها، وانحسار المراعي بسبب القطع الجائر للأحراش وبسبب الحرائق والهجمة العمرانية التي يشهدها لبنان، بالاضافة الى قطع اشجار الحمضيات بعد تعثر تصدير الحمضيات من لبنان خلال الحروب في المنطقة وغياب الدعم الكافي للمنظمات والاتحادات التي تعنى بالنحل، ونحن نود في هذا الاطار مساعدتكم على انجاز هذه النقابة ودعمها لما لها من اهمية في تنظيم قطاع النحل وحمايته وتأمين ديموته، كما سنسعى مع وزارتي البيئة والزراعة للمبادرة الى اطلاق حملات تشجير اشجار رحيقية صديقة للنحل، بالتعاون مع البلديات واتحاداتها في كل المناطق اللبنانية".
واردف: "النحلة تجمعنا، شعار هذا المؤتمر ولعل لسعاتها الايجابية تنسحب على الحياة السياسية، فتحول اللسعات والخلافات السياسية الى تضامن بين مختلف الأفرقاء للنهوض بلبنان، فلنتعلم من نمط الحياة الذي تعيشه النحلة ضمن الخلية، حيث يشكل التعاون والعمل الجماعي الركيزة الأهم، ونحن ننتظر منذ اشهر ولادة الحكومة، علينا ان نعمل سويا لانهاء الأزمة، فأكرر، أن كل فريق في لبنان من الاحزاب والمجتمع المدني والمستقلين، يتمتع بأشخاص كفوئين ومناسبين لتولي حقائب وزارية ومناصب عليا، بعيدا عن المحاصصات والتوزيع الطائفي والمذهبي. الحكومة اللبنانية تولد في لبنان، حكومة الوزير المناسب في الوزارة المناسبة، وليست حصصا، حكومة العمل على استئصال الفساد، حكومة الحلول الاقتصادية، حكومة المشاريع الاقتصادية والاستثمارية، حكومة فرص العمل، حكومة تحفظ حقوق المرأة والطفل والمسن، حكومة تسهل حياة المواطنين وتؤمن لهم العيش المحترم. ان هذه الحكومة تتحقق بإرادتنا جميعا، ومصلحة لبنان فوق كل اعتبار وفوق كل الحسابات الضيقة، فشكرا لاتحاد النحالين العرب وفيدرالية نحالي حوض المتوسط وجميع منظمي هذا المؤتمر، متمنيا لهم النجاح الدائم".
وايتبدوره، اكد وايت ان الحكومة الأميركية "تدعم الاقتصاد المحلي اللبناني عبر قطاعات ناشئة كالعسل"، مشددا على ان "هذه الإستثمارات تساعد في رفع مداخيل سكان الأرياف، شرط ان يسبقها التدريب التقني المناسب".
ابي شديدولفت ابي شديد الى ان "قطاع العسل في لبنان تطور بشكل كبير خلال السنوات الماضية بدعم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، حيث تم تزويد لبنان بأحدث التقنيات المتعلقة بتلقيح ملكات النحل وتدوير شمع النحل وانتاج العسل".
ثم تسلم النائب روكز درعا تكريمية باسم رئيس الجمهورية من اتحاد النحالين العرب، ووزعت الدروع التكريمية على الجهات الداعمة. بعدها افتتح روكز معرض النحل على هامش المؤتمر، الذي يستمر لثلاثة ايام يستمر لثلاثة أيام، وهو الأهم في قطاع العسل في لبنان من حيث الحضور والمشاركة الدولية. وبالتالي سيسمح ل500 نحال من لبنان والقادمين من اوروبا وبلاد حوض البحر الابيض المتوسط والبلاد العربية، للاطلاع على أحدث التقنيات المتوفرة في تربية النحل وانتاج العسل ومشتقاته. وبالموازات، تم اطلاق حملة اعلانية للترويج لهذا المؤتمر ومعرض العسل الذي سيقام في الجية مرينا ايام 7،6،5 تشرين الاول 2018.
واشار بيان للوكالة الاميركية للتنمية الدولية، الى انه "خلال السنوات الماضية، تعاونت الوكالة مع اكثر من 1,500 نحال في شراء 6,328 قفير ودعمتهم في زيادة إنتاجهم. وإرتفعت قيمة مبيعات العسل في لبنان بنسبة 41% من 4.5 الى 6.3 مليون دولار خلال الخمس سنوات الماضية".
واوضح ان "برنامج "تنمية القطاعات الانتاجية في لبنان" ممول من الوكالة، بمبادرة من الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما، والمعروفة باسم "إطعام البشرية في المستقبل"، هو أحد برامج الوكالة ويمتد ست سنوات ويهدف إلى تحسين الاستقرار الاقتصادي في لبنان وتوليد الدخل للشركات الصغيرة، في حين تقدم فرص العمل للسكان الريفيين، وبنوع خاص النساء والشباب. ومن شأن المشروع أن يشبك العلاقات بين المزارعين والمنتجين والموردين ومقدمي الخدمات والتجار وشركات النقل وتجار التجزئة وشركات التوضيب والموزعين والمصدرين والمستهلكين".

شارك الخبر على