بعبارة أخرى الأولويات الضائعة!!

أكثر من ٥ سنوات فى المدى

 علي رياح
في حساب الزمن ، لم يتبق سوى فاصلة محدودة تبعدنا عن الحدث الرياضي الشامل الأكبر وهو الدورة الآسيوية بنسختها الثامنة عشرة في إندونيسيا .. ومع هذا كانت الأشهر الماضية من عُمر التحضير المفترض للدورة تمرّ من دون حساب أو تحسب ، وكأن هذه الدورة نشاط عابر لا قيمة له على صعيد العراق أو حتى أم القارات آسيا ، ذلك لأننا غادرنا الأولويات في التخطيط والتدبير والتهيؤ!العالم من حولنا كان يمور بالنشاط .. مباريات .. معسكرات وفقاً لبرامج معدّة سلفاً ، يجري تنفيذها في منتهى الحرص والدقة ، فيما كان التحضير العراقي متعثراً تكتنفه الضبابية والخضوع لمنطق الصدفة ( وسيري فيعين الله ترعاك) في أفضل الظروف!ماذا يمكن أن نجني من الدورة الآسيوية بعد انتظارها أربع سنوات كاملة لنتوقف عند موقعنا الحقيقي بين الدول الآسيوية ، كبيرها أو صغيرها على حد سواء؟!هذا سؤال لم يعد متاحاً في العراق ، بعد أن تحوّل العمل في المجالات كلها إلى فوضى لا رابط فيها بين الشخوص والظروف والأحداث .. ولم تكن اللجنة الأولمبية العراقية خارج هذا التوصيف لظروف خاصة بها ، ونابعة منها ، أو لظروف خارجة عن إرادتها .. فما تمّ وضعه قبل شهور من خطط للإعداد لم يجر تطبيقه بنسبة مقبولة ، هذا إذا غضضنا النظر عن تركيبة هذه المشاركة والتي كانت مقررة بثلاث عشرة رياضة ثم جرى الاختزال إلى اثنتي عشرة إثر الخشية من وقوع منتخبنا الكروي في محظور الأعمار وما تجرّ إليه من إساءة لسمعتنا الكروية فوق ما هي متدنية على هذا الصعيد!وفي خارطة المشاركة ، يمكن القول إن الرياضة العراقية تغيّرت كثيراً عمّا كانت عليه في المشاركات السابقة ، فما عدا رفع الأثقال والملاكمة وألعاب القوى والتي كانت رأس الرمح في النتائج العراقية وباتت تنازع للبقاء ، فان الرهان ينصبّ اليوم على عدد من الرياضات التي لا يعرف الجمهور العراقي نفسه الكثير عنها مثل الجوجيستو والكوراش والسامبا وهي فنون قتالية تدخل إلى الدورة من باب مجاملة عدد من الدول الآسيوية التي تنمو فيها هذه الألعاب وتشتهر خلافاً لما هو وضع هذه الألعاب على المستوى الدولي!كما أن الرهان هذه المرّة يقوم على ألعاب لم تحظ بالدعم أو الرعاية وهذه مشكلة باتت مزمنة .. وأنا هنا أتحدث عن رياضة مثل القوس والسهم والتي ستشارك لأول مرة في فعالية مبتكرة هي الزوجي المختلط بوجود فاطمة سعد وإسحاق إبراهيم ، فيما يداري اتحاد كرة السلة الغياب في الشكل التقليدي عن الدورة بزجّ فريق (3×3) لعله يحقق شيئا وسط ستة وعشرين منتخباً مشاركاً في الدورة!في عام 1974 انطلقت مشاركاتنا في الدورة الآسيوية عبر نسخة طهران ، واللافت أنه مع تقدم الزمن ، لم تحتفظ الرياضة العراقية بالصنوف الرياضية التي اشتهرت بها .. بمعنى أنه كلما تدهور المستوى في لعبة جماعية أو فردية تدين لنا بالنجاح من قبل ، كلما اتجهنا إلى ألعاب أخرى ناشئة أو صاعدة من باب البحث عن فرصة للنجاح ، ولا أدري ماذا سيحلّ بنا في إندونيسيا بعد كل هذا الانهيار المتوالي (المنظم) للرياضات والمنتخبات على حد سواء.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على