الديمقراطية تعصف بالرياضة والقانون ينهي فوضاها

أكثر من ٥ سنوات فى المدى

 سعد المشهداني: اتحاداتنا مرتبكة وعمومية الأولمبية لم تصوّت لانتداب المحامين! نصيحتي لحمودي أن ينهي سنينه التسع بموقفٍ مشرّف أترقب دوراً مؤثراً لعبد المهدي بفعل حكمته وشجاعته أهملنا الإنجاز في الأسياد وانشغلنا بمصالح المواقع
 بغداد/ إياد الصالحي
أكد رئيس اتحاد القوس والسهم سعد المشهداني، أن الجمعية العامة للجنة الأولمبية الوطنية لا تعلم بالإجراءات التي اتخذها رئيس اللجنة ونائبه بمفاتحة نقابة المحامين لغرض تسمية لجنة مشرفة على الانتخابات للدورة الجديدة إلا من خلال وسائل الإعلام، ما جعل الموضوع محط ريبة لدى أغلب الاتحادات التي رفضته لعدم إحاطتها علماً بحيثيات الاستعانة بالمحامين ومبرّرات ذلك الأمر الذي يعقّد المشهد الرياضي ويصعّب الحلول المرتقبة.وقال المشهداني في حديث خصّ به (المدى): كان المفروض دعوة الجمعية العامة لشرح موجبات اللجوء الى نقابة المحامين وتطرح أفكاراً عدة حتى نصل الى نقطة رئيسة لا تتعارض مع القانون العراقي أو الميثاق الأولمبي، ومن ثم يتم التصويت برفع الأيدي وإنهاء أزمة عدم إجراء انتخابات الاتحادات، لأن وضعها غير مستقرّ منذ سنتين ووقتها يُستنزف بسرعة وحساباتها مرتبكة في ظروف تسعى بعضها مخلصة لتحقيق الإنجاز.
خوف.. وعدم ثقة !وأضاف: صراحة، إن بعض الاتحادات تتخوّف من إجراء الانتخابات لعدم الثقة بالطرف الآخر الذي بادر بانتداب عدد من المحامين، علماً أن اتحادنا لم تكن لديه أية مشكلة لو طُلب منه إجراء الانتخابات في اليوم التالي من انتهاء دورة ريو الأولمبية عام 2016، إنما المشاكل تتوالى من مقر الأولمبية نفسها باعتبارها كياناً منحلاً تارة، وتُطرح فكرة تشكيل هيئة مؤقتة تارة أخرى، وهكذا للأسف لا همّ لجميع المعنيين في مفاصل الرياضة سوى مصالح المواقع من سيبقى منهم ومن سيغادر، ولا أحد يفكر بالإنجاز في دورة الألعاب الآسيوية في جاكرتا آب الحالي.وأوضح كنا نأمل في أن يتم الإعداد للأسياد قبل أربعة أسابيع، فأغلب الاتحادات استعدّتْ منذ شهر تقريباً، وبالنسبة لي أعسكر حالياً في إيران، ومسألة التخطيط هذه تقع ضمن الواجبات الرئيسة للجنة الأولمبية الرئيسة للعمل من أجل رياضة الانجاز العالي في الدورة، وحتى الآن لا توجد رؤية واضحة بسبب انهماك الجميع في قضية التحضير للانتخابات ووجود معارضة قوية ضد إجرائها.
أزمة المحكمة الاتحاديةونبّه المشهداني في حال إقامة الانتخابات بما يرتأيه حمودي، ستفجّر أزمة كبيرة مع المحكمة الاتحادية العليا، ونحن قلقون من هذا الموضوع، ولا خروج سليم منه إلا بحل الاشكالية مع المحكمة المذكورة للتوصل الى قرار يعد الأولمبية كياناً شرعياً عطفاً على قرار جمعيتنا العمومية التي صوّتتْ على قانون خاص للأولمبية ولا بأس أن يشارك الأبطال والخبراء وممثلو الأندية وكل من تعنيه المشكلة لتعضيد قرار العمومية ووأد الخلاف والوصول الى قرار قضائي يمكن الأولمبية من إقامة الانتخابات قبل الثلاثين من أيلول، وللعلم تم إنجاز القانون ورفعه الى مجلس النواب في الدورة الفائتة ولم يحسم حتى الآن، وكلنا يعلم حجم الضغوطات التي واجهت القانون تحت قبّة البرلمان وعطّلت تمريره من قبل جهات متنفذة تميل مع هذا الطرف وذاك، وإلا لماذا لم يُقرّ حتى الآن؟ أعتقد أنه أحد الأسباب الرئيسة لفشل رياضتنا.
مقابلة عبد المهديوعن السبب الجوهري وراء تقاطع القرارات داخل منظومة اللجنة الأولمبية، قال المشهداني: للأسف إنها الديمقراطية التي عصفت بالحياة العراقية في كل توجهاتها وقطاعاتها وليس الرياضية فحسب، هناك عدم انتظام في العمل الإداري وشكاوٍ وفساد ومحاكم، وسواء استمر وجود رعد حمودي رئيساً أم جاء من يخلفه لن يتغيّر وضع الأولمبية في ظل الفوضى العارمة وغياب روح التعاون والإيثار، وأذكر هنا مثالاً واحداً يُغني عن الصورة تماماً يتعلّق بدورة الألعاب العربية التي جرت في قطر من 9 إلى 23 كانون الأول 2011، حيث تمت تسمية الخبير الرياضي الدكتور باسل عبدالمهدي رئيساً للجنة العلمية المشرفة على استعدادات الاتحادات المركزية قبل إقامتها، وكنت أسمع من كثيرين، أن جدية الرجل تضعه في موقف محتد أحيانأً ولا يمكن لأحد أن يعارضه في رأيه، والبعض لا يرتاح للتعامل معه بسبب هذه النقطة، لكنه فاجأني بموقف لن أنساه منذ سبع سنوات، عندما حان دوري للمقابلة ناقشني في كل التفاصيل أنا والمدرب الكوري، حدثته عن حاجتنا لـ(قوس كمباوند) الذي يستخدم خلال منافسات الدورة العربية ووعدته أن القوس يساعد اتحادنا في تحقيق نتائج لافتة وبإمكاننا نيل ثلاث ميداليات، فأومأ برأسه بمعنى أنه يثق في كلامي، وألتفت الى الدكتورعادل فاضل أمين عام اللجنة الأولمبية حينها وسأله: لماذا لا توفّرون القوس المطلوب لاتحاده؟ وأضاف: أنا مستعد لشرائه من حسابي الخاص، ثم اتصل بمستشار وزير الشباب والرياضة حسن كريم الحسناوي، قائلاً له ضرورة إبداء العون لاتحاد القوس والسهم لأن مشاركته مهمة ولم يبق سوى شهر على انطلاق الدورة العربية وامتدح اتحادنا كثيراً، علماً لم تكن تربطني أي علاقة بالدكتور باسل، وبعد هذا الموقف كنت أردّ بقوة على كل من يجادلني في تعامل الرجل القوي وتواضعه في تسهيل مهام الرياضيين، وبالفعل لم يخبْ مسعانا وأهدينا العراق 12 ميدالية، هذه فرصة لأقول أن الدكتور باسل رجل حكيم وشجاع قولاً وفعلاً ورجل مرحلة بكل ما تعنيه الكلمة، وأترقب منه دوراً مؤثراً في ما يجري لرياضتنا.
فوضى الرياضةواسترسل: ما ذكرته من موقف للدكتور باسل يعطينا مؤشراً واضحاً أنه من يريد الخير للرياضة، فالساحة أمامه للعطاء بالكلمة قبل الموقف، الآن اختلط الحابل بالنابل، ولدى الاولمبية شخصيات جيدة يمكن أن نراهن عليهم وهم يرغبون العمل بصدق، لكن لا توجد لدينا ثقافة شفافة ومقنعة بأن رأي رئيس الأولمبية يُسمع ويُنفذ، لدينا مشاكل لها أول وليس لها آخر، وأكرر أن فوضى الرياضة هذه جراء عصف الديمقراطية التي تجعل رؤيتي متشائمة للمرحلة المقبلة، لأنه حتى لو خرج رعد حمودي وجاء رجل أقوى منه يبقى قوله واحداً ولا يستطيع مجابهة اعتراض الآخرين، الكل يريد أن يناقش ويستعرض عضلاته، وفي نهاية المطاف يصدر القرار من خلال التصويت، وهذا السبب وراء لجوء الرئيس ونائبه للتنسيق مع نقابة المحامين تمهيداً لإقامة الانتخابات دون تفويض من الجمعية العمومية.
نصيحة إلى حموديوطالب المشهداني رعد حمودي بأن يجد مخرجاً للرياضة العراقية كونها أمانة في رقبته منذ عام 2009، إلى يوم يُخلي نفسه من المسؤولية، وهو علم من أعلام العراق وخدم الرياضة والمنتخب الوطني ومسيرته مشرّفة لمن يحبه ويكرهه ولا يستطيع أحد أن ينكر مكانته، نصيحتي له كأخ وأنا مؤمن بأن أي شخص بديلاً عنه لا يستطيع العمل بصورة مستقرّة لأن الأخلاق والقيم والمبادئ لم تعد ماثلة للعيان في العمل الرياضي إلا بنسب قليلة، أرجوه مخلصاً أن ينهي المشاكل اليومية وتضارب المواقف في مقر الأولمبية ويحدّد مصير المركب الأولمبي بشجاعة، لا أن يتفق مرة مع هذا ومرة مع ذاك، يجب أن يتخذ قراراً نهائياً يَصلح للإنقاذ، كي ينهي حمودي خدماته طوال السنين التسع الماضية بموقف مشرّف يخلده مع الأبطال الذين يذكرهم بلدنا طوال التاريخ. فأزمتنا غدتْ شبه مستحيلة ولا نرى فيها بصيص أمل.وخلص الى أنه يرى في إنجاز قانون اللجنة الأولمبية خارطة طريق لمخرج آمن يقضي على كل مشاكلها، ولو تم اشراف ممثلين من المحكمة الاتحادية العليا أو مجلس القضاء الأعلى على انتخابات الأولمبية سنضمن الحياد التام بعيداً عن المجاملة، لأن القاضي يعرف الأساليب الصحيحة لتطبيق القانون باحترافية حقيقية وعدالة يُرضى بها الجميع وفق القانون الخاص بالأولمبية الذي سينهي فوضاها.
معسكر دماوندواختتم سعد المشهداني حديثه بخصوص تحضير اتحاده للأسياد: أن المعسكر التدريبي للمنتخب الوطني للقوس والسهم الجاري يستمر لمدة شهر أي منذ 18 تموز حتى 15 آب في مدينة دماوند الإيرانية، بمشاركة اللاعبة فاطمة سعد واللاعب اسحاق إبراهيم محمد في فعالية القوس المركب تحت إشراف المدرب الإيراني مجيد احمدي والمدربة حنان جاسم بالتنسيق مع الاتحاد الإيراني للعبة، وتم اختيار هذا المعسكر بحكم الأجواء المثالية من مناخ معتدل وتوفّر تجهيزات رياضية بجودة عالية، ونستشعر من خلال الوحدتين التدريبيتين أن الأرقام تبشّر بخير، مع العلم أن مدة شهر واحد غير كافية لتحقيق الطموحات بسبب الضائقة المالية مثلما تبرّر الأولمبية، مع أن هناك اتحادات نالوا اهتماماً أكثر من اتحادنا وأقاموا معسكرات أمدها ثلاثة أشهر، وعندما استفسرت شخصياً من رئيس اللجنة الأولمبية قال إننا نعوّل عليهم أكثر منكم، فسكتُ وتركت الجواب للنتائج النهائية في الدورة!

شارك الخبر على