الذكرى الأولى لتحرير المدينة من دون معالم فرح..الموصل تغصّ بالأطفال المتسوّلين بعد خروجها من حرب مدمّرة

ما يقرب من ٦ سنوات فى المدى

بغداد/ ا ف ب
يحمل الطفل محمد سالم يوميا كيسا من المناديل الورقية ويدور في شوارع الموصل متسولا تحت ستار بيع المناديل، لتأمين نقود كافية لإعالة أمه، بعدما قتل والده بيد تنظيم داعش خلال حرب ضروس انتهت قبل أقل من عام.وعند تقاطع النبي يونس في شرق مدينة الموصل، يمسح سالم (12 عاما) المتعب العرق عن وجهه الذي يزداد سمرة تحت أشعة الشمس الحارقة، ويقول لوكالة فرانس برس"أنا أبيع المناديل الورقية. أخرج كل يوم من السابعة صباحا، حتى العاشرة ليلا".يسعى محمد لإعالة والدته، وهو وحيدها، بعدما أقدم الإرهابيون على قتل والده قبل انطلاق عمليات استعادة الموصل.وتضم الموصل دارين لإيواء الأيتام، واحد للبنين وآخر للبنات. ووصلت إلى الدارين أعداد كبيرة من فاقدي الآباء أو الأمهات نتيجة الأعمال المسلحة، من عمر ستة إلى 18 عاما، على وفق بيانات صادرة عن الدارين.وفي بلد كالعراق، حيث تنتفي تقريبا عمليات الإحصاء الرسمية، تسعى منظمات عدة إلى تسجيل أرقام تقريبية لآثار الحروب على المجتمعات والسكان.يقول مسؤول منظمة"فرحة يتيم"في محافظة نينوى قيدار محمد لفرانس برس إنه"لا توجد بيانات رسمية دقيقة بأعداد الأيتام في الموصل خصوصا وفي عموم المحافظة بشكل عام".ويوضح قيدار أن الأعداد الموثقة لدى المنظمة تشير إلى وجود 6200 يتيم في نينوى، بينهم نحو 3283 قتل أهلهم في الأحداث الأخيرة في الموصل".من يجول في شوارع الموصل اليوم، لن يتمكن من غض النظر عن عشرات الأطفال من كلا الجنسين ينتشرون قرب الإشارات الضوئية وعلى التقاطعات بشكل خاص، بأجسام هزيلة وملابس رثة وأحذية مهترئة، يركضون خلف المارة يستجدون المال بطرق مختلفة، من مد اليد أو مسح زجاج السيارات، أو بغطاء بيع المياه والمناديل الورقية.من بين هؤلاء، الطفل علي بنيان (10 أعوام) الذي كان يرتدي ملابس رياضية قديمة بضعف قياسه. لم يستطع بنيان، الذي تخوف بداية من الحديث إلى مراسل فرانس برس، حبس دموعه.يقول الطفل الذي يجعله التعب البادي على وجهه أكبر من عمره بسنوات"قتلت كل عائلتي وهدم بيتنا خلال القصف على المدينة القديمة". يرفض بنيان كغيره من الأطفال المتسولين الحديث عن مكان سكنه الحالي. يقول"لا أقارب لي الآن. اضطررت للتسول لإعالة نفسي وعدم تمكني من الحصول على عمل بسبب صغر سني".لكن رغم ذلك، يعرب بنيان، على غرار أترابه، عن أمله بإيجاد"عائلة تؤويني، كي أكمل دراستي".وحتى الساعة، لا يوجد أي برنامج واضح لإيجاد حلول، خصوصا لما يقارب ثلاثة آلاف تلميذ بشكل عام حرموا من التعليم في المدينة، ما يزيد من ظاهرة هؤلاء الأطفال.ويقول عضو مجلس محافظة نينوى خلف الحديدي لفرانس برس"حتى الآن لا يوجد مشروع أو دراسات حقيقية سواء من الحكومة الاتحادية أو المحلية لمعالجة هذه الظاهرة، خصوصا وأن أطفال الشوارع يتعرضون لمختلف أنواع الاستغلال".وتتجه ظاهرة تسول الأطفال في الموصل، للتحول الى منظومة ربحية تديرها عصابات، من خلال أشخاص يسعون إلى إبرام اتفاقيات تقاسم الارباح مع المتسولين، مقابل السماح لهم بالدخول إلى أماكن عامة لاستجداء الناس، وإلا فيمنعون.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على