أسماء بنت عميس.. زوجة الخليفتين والشهيدين وصاحبة الهجرتين

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

كان التاريخ الإسلامى وما زال يعج بالنساء المؤمنات اللاتى حملن راية الدعوة إلى الله وكان لهن دور كبير فى نشر الدين الإسلامى، ونصرنه بكل ما أوتين من قوة من هؤلاء الصحابية الجليلة أسماء بنت عميس، والتى هاجرت الهجرتين وصلت إلى القبلتين، كتب الله تعالى لها أن تتزوج ثلاثة من المبشرين بالجنة.

من هى؟ 
اسمها أسماء بنت عميس بن معد بن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن معاوية بن زيد بن مالك بن بشر بن وهب الله بن شهران بن عفرس بن خلف بن خثعم بن أنمار، وتكنى بأم عبد الله.

وأمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث، وأختها لأبيها وأمها سلمى بنت عميس زوجة حمزة بن عبد المطلب، وأخواتها لأمها أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث وأم المؤمنين زينب بنت خزيمة ولبابة الصغرى بنت الحارث أم خالد بن الوليد ولبابة الكبرى بنت الحارث زوجة العباس بن عبد المطلب.

روايتها للحديث
وقد روت أسماء بنت عميس عن النبي عددا من الأحاديث، وروى عنها ابنها عبد الله بن جعفر وابن أختها عبد الله بن شداد وسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير والشعبي والقاسم بن محمد بن أبي بكر.

إسلامها

أسلمت أسماء بنت عميس قبل دخول النبي دار الأرقم، وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب وهي عروس فولدت له في الحبشة عبد الله وعون ومحمد، وعاشت فى الحبشة 12 عامًا تنشر مع زوجها رسالة الإسلام، وفى ذلك الوقت كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد هاجر إلى المدينة المنورة، وعادت إلى يثرب سنة 7 هـ مع زوجها وأبنائها.

أزواجها

وحينما قُتل زوجها جعفر بن أبى طالب بمؤتة سنة 8 هـ، قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم "يا أسماء لا تقولى فجرًا ولا تضربى صدرًا"، فكانت من الصابرين، فبشرها النبى بأن الله جعل لجعفر رضى الله عنه جناحين يطير بهما فى الجنة.

بعد ذلك تزوجها أبو بكر الصديق بعد وفاة زوجته أم رومان، فولدت له محمدا، توفي أبو بكر عنها سنة 13 هـ، وأوصى بأن تغسله أسماء، ثم تزوجت بأخى زوجها الأسبق 
"حمزة بن أبى طالب"، وذلك بعد وفاة السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها فأصبحت بذلك زوجة الأخوين، ثم تزوجها علي بن أبي طالب فولدت له "يحيى وعون" وفي رواية ومحمد، وظلت معه حتى وفاته ولما تولى على بن أبى طالب الخلافة أصبحت "زوجة الخليفتين"، وباستشهاده عام 40 هجرية أصبحت بذلك "أسماء" "زوجة الشهيدين".

روي أن أسماء بنت عميس رجعت من الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب، فدخلت على نساء النبي فقالت، هل نزل فينا شيء من القرآن، قلن لا، فأتت النبي فقالت، يا رسول الله إن النساء لفي خيبة وخسار، قال "ومم ذاك؟" قالت لأنهن لا يذكرن بخير كما يذكر الرجال، فأنزل الله هذه الآية" (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين...).

أسماء مع علي
قال الشعبي، تزوج علي أسماء بنت عميس فتفاخر ابناها، محمد بن جعفر، ومحمد بن أبي بكر، فقال كل منهما، أبي خير من أبيك، فقال علي يا أسماء اقضي بينهما، فقالت ما رأيت شابا كان خيرًا من جعفر، ولا كهلا خيرًا من أبي بكر، فقال علي، ما تركت لنا شيئًا، ولو قلت غير هذا لمقتك. فقالت: والله إن ثلاثة أنت أخسهم لخيار.

أسماء مع عمر بن الخطاب
عن الشعبي قال قدمت أسماء من الحبشة فقال لها عمر يا حبشية سبقناكم بالهجرة فقالت لعمري لقد صدقت كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم ويعلم جاهلكم وكنا البعداء الطرداء أما والله لأذكرن ذلك لرسول الله.

وفيما رواه البخاري ومسلم أنها شكت للنبي صلى الله عليه وسلم ما عيرها به عمر فابتسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال، "ليس بأحقّ بي منكم له ولأصحابه هجرةٌ واحدة ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان".

رحلت الصحابية الجليلة أسماء عام 60 هجرية.

شارك الخبر على