الاحتيال الافتراضي يتزايد

ما يقرب من ٦ سنوات فى الشبيبة

مسقط - محمد سليمانمع دخول الشهر الفضيـل، تعود رسائل الهدايا مجهولة المصدر عبر تطبيق التواصل الاجتماعي الشهير «واتس آب» مجدداً، والتي مفادها الحصول على جائزة عبارة عن بطاقة شحن مجانية من شركات الاتصالات، أو ربح آيفون بعد الإجابة على بعض الأسئلة، وتكمن خطورة تلك الرسائل في السماح للمخترقين بالوصول إلى الملفات الشخصية لمستخدمي التطبيق أو سرقة بيانات الحسابات البنكية أو طرق احتيال أخرى، ورغم الدعوات المتكررة بعدم الاستجابة لتلك الرسائل لكنها تعاود التجدد من آن لآخر.الخبراء والمختصون أكدوا أن حالة الركود التي تشهدها تلك الرسائل ليست عشوائية، وإنما يهدأ المحتالون في حال زادت الدعاوى التحذيرية، ومن ثم يعاودون الكرة مرة أخرى بعد أن تهدأ الأوضاع.تلك الرؤية تحدث عنها خبير تقنية المعلومات والمتخصص في هذا المجال، وديع مرتضى اللواتي قائلاً: «بالنسبة لأسباب ظهورها مرة أخرى فذاك عادة يكون لسببين، الأول إيجاد طرق جديدة للاحتيال يبدأون بعدها محاولات الاحتيال اعتمادا على أن الناس ستصدقها، والثاني هدوء المحتالين المتعمد حتى تهدأ الأمور وتختفي النداءات وحملات التوعية ويبدأ الناس بالنسيان ليعاودوا الكرة من جديد، وشهر رمضان لدينا يرتبط بالخير والعطاء وهو فرصة مناسبة لإيهام الناس أن هذه الهدايا هي من بركات هذا الشهر الفضيل لذا نجد هذه الرسائل تزداد في هذه الفترة من السنة.وأضاف: الاستفادة التي يجنيها هؤلاء المخترقون متعددة أهمها الحصول على بيانات المستخدمين ومن ثم استخدامها لأي غرض يخططون له، وهم في الغالب ليسوا مخترقين بل هم محتالون يسعون للحصول على الأموال من الناس عن طريق استغفالهم وإيهامهم بأنهم قد ربحوا.الرسائل الأخيرة التي أرسلت كانت تحتوي على وصلة يدخلها المستخدم ويضع فيها بعض بياناته ويرسلها للمحتالين لتخزن عندهم وليستخدموها فيما يشاؤون، فهم لا يتسللون للهواتف، وإنما تكون لديهم قواعد بيانات بالأرقام، ومن خلال برامج معينة يقومون بإرسال رسائل لأصحاب تلك الأرقام عبر الواتساب أو الرسائل النصية القصيرة.وأكد اللواتي أنه يجب على المستخدمين معرفة أن شركات الاتصال والمؤسسات بشكل عام لا تلجأ لهذه الطرق للإعلان عن الرابحين، إذ إن المعلومات لديها أصلا ولا تحتاج أن تطلب إعادة إرسالها، كما أن الهدية تقدم من المؤسسة دون أي حاجة للقيام بدفع مبلغ أو القيام بأي شي آخر ويكون التسليم في مقر الشركة. لذا يجب الحذر مع هذه الرسائل وحذفها مباشرة دون التعامل معها.تكوين قواعد بياناتمتخصص أمن المعلومات والجريمة الإلكترونية حسن علي العجمي يقول: «الهدف الأكبر من تسجيل عدد كبير من الأشخاص هو جمع وتكوين قاعدة بيانات كبيرة، ومن ثم بيعها للشركات، حيث تكون العملية برمتها تجارية بحتة. تستغل فيها تلك المجموعات من المحتالين المواسم الإعلانية مثل السفر والسياحة أو الهواتف الذكية، ومن ثم يبدأون في عرض منتجهم الاحتيالي مستغلين جهل البعض واندفاعهم وفضولهم.وأضاف: رُصدت رسائل تأتي من عدة دول عربية وأجنبية وتم تحديد مواقعها، وكان الهدف هو تكوين قواعد بيانات ومن ثم تداولها وبيعها لشركات أخرى، وتحقيق استفادة إعلانية.وجه آخرعضو مجلس إدارة الجمعية العمانية لتقنية المعلومات عارف بن داود الزدجالي قال: «هناك منظور آخر واحتيال يتم عبر البريد الإلكتروني، حيث تتخذ الرسائل الاحتيالية أشكالاً متنوعة وتتطور مع الوقت أكثر من أي وقت مضى؛ حيث يتلقى المستخدم يومياً رسائل تطلب منه تبرعات لأحد الأقارب أو الإعلان عن فوز بجوائز أو طلب مساعدات أو طلبات عاجلة من زملاء العمل أو حتى سداد لفواتير عن طريق ارتباطات وهمية. وهي مستمرة ولا تتوقف، وتكون إما موجهة لجهات معينة أو عشوائية تبحث عن ضحايا جدد.وتعتبر رسائل الاحتيال أحد أنواع البريد المزعج، والبريد المزعج Spam عبارة عن رسائل بريد إلكتروني يتم إرسالها بكميات كبيرة، وتحتوي بعض هذه الرسائل على مرفقات ضارة؛ ويهدف بعضها إلى محاولة التجسس على بيانات المستخدم، بالإضافة إلى وجود بعض محاولات النصب والاحتيال. وعادة ما يتم الحصول على بيانات المستخدمين من تسريب بيانات المتاجر الإلكترونية، أو أن يقوم القراصنة ببيع قوائم البيانات، التي تتضمن عناوين البريد الإلكتروني وبيانات الزبون أو من خلال الثغرات الأمنية والاختراقات.وأضاف الزدجالي: لا يتوانى المخترقون عن استخدام كل الوسائل للنصب والاحتيال، أحد هذه الوسائل هو استغلال العواطف والمشاعر الإنسانية والاعتقادات الدينية. ففي رمضان يرتبط الشهر بعمل الخير والإنفاق والتبرعات، الأمر الذي يدفع إلى استغلاله من قبل المحتالين، حيث معدل الاستجابة في هذه المواسم قد يزيد لذا يجب الحذر.ويستفيد هؤلاء المحتالون بإشكال مختلفة مثل الحصول على معلومات حساسة أو الحصول على تفاصيل الحسابات المالية أو الاختراقات وتدمير ما يمكنهم من أنظمة أو أجهزة أو الإساءة للسمعة، وقد تتطور الأمور لتأخذ أشكالا أكثر خطورة فيما يتعلق بتبييض الأموال والجرائم ذات العلاقة بالسيادة الوطنية أو نشر الأكاذيب وانتحال الشخصيات ونشر الفتنة.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على