إسرائيل تقتل فلسطينيين اثنين قرب الحدود وغزة تدفن قتلاها

ما يقرب من ٦ سنوات فى تيار

 
الحدود بين غزة وإسرائيل (رويترز) - شيع سكان قطاع غزة يوم الثلاثاء 60 قتيلا سقطوا يوم الاثنين بنيران القوات الإسرائيلية في أدمى يوم بالقطاع الفلسطيني خلال سنوات في احتجاجات على الحدود تزامنت مع افتتاح الولايات المتحدة سفارتها في القدس.
 
وقتلت القوات الإسرائيلية فلسطينيين اثنين آخرين يوم الثلاثاء رغم تراجع حدة الاحتجاجات بالمقارنة بيوم الاثنين.
 
ويبدو أن الكثير منهم توجه لسرادقات العزاء مبتعدين عن مسرح أحداث أدمى يوم للفلسطينيين منذ حرب غزة 2014.
 
وصباح الثلاثاء سار المشيعون في مختلف أنحاء غزة وهم يلوحون بالأعلام الفلسطينية ويطالبون بالثأر.
 
وردد المشيعون هتاف ”بالروح بالدم نفديك يا شهيد“.
 
وفي مدينة غزة خرج المئات في جنازة الرضيعة ليلى الغندور التي لف جثمانها بالعلم الفلسطيني.
 
وقالت أمها وهي تبكي وتحتضن ابنتها ”خلوها معايا، بدري عليها كتير إنها تموت“. وقالت أسرتها إنها توفيت بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع.
 
وفي مستشفيات غزة احتشدت الأسر للاطمئنان على ذويها. وقال باسم إبراهيم، الذي أصيب بالرصاص في ساقه، إنه ظن في مرحلة ما أنه سيفقد ساقه بسبب التأخير داخل المستشفى.
 
وقال الشاب البالغ من العمر 23 عاما ”لا يوجد عدد كاف من الأطباء. لا يقدرون على فحص الجميع. العدد لا يمكن تصوره وليس لديهم وقت“.
 
وعلى الجانب الإسرائيلي من الحدود أخذ قناصة مواقعهم لمنع أي محاولة لاختراق السياج الحدودي إذا ما ظهر المحتجون من جديد. وتم أيضا نشر دبابات.
 
لكن رغم تراجع العنف فقد ترك أثرا قويا على الساحة الدولية في ظل انتقادات من عدد من الدول لاستخدام إسرائيل القوة الفتاكة وقرار الولايات المتحدة فتح سفارتها بالقدس في حفل حضرته إيفانكا ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر.
 
وطردت تركيا السفير الإسرائيلي وردت إسرائيل بطرد القنصل العام التركي في القدس. وتبادل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان كلمات لاذعة على تويتر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
 
واستدعى الفلسطينيون ممثلهم في واشنطن وأرجعوا ذلك إلى القرار المتعلق بافتتاح السفارة الأمريكية.
 
ودافع نتنياهو عن تعامل القوات الإسرائيلية مع الاحتجاجات على حدود غزة وألقى باللوم في وقوع العنف على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم القطاع وذلك وفقا لمقتطفات من مقابلة مع شبكة (سي.بي.إس) الإخبارية يوم الثلاثاء.
 
ووفقا لمقتطفات من المقابلة قال نتنياهو ”إنهم يدفعون المدنيين - النساء والأطفال - إلى خط النار لكي يقع ضحايا. نحن نحاول تقليل عدد الضحايا إلى أقل حد. إنهم يسعون إلى وقوع ضحايا من أجل الضغط على إسرائيل وهو أمر بشع“.
 
ووجهت الولايات المتحدة اتهاما مماثلا حيث قالت هيذر ناورت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة تأسف لأي خسارة في الأرواح لكنها ألقت بالمسؤولية عن ”المأساة التي يواجهها أهل غزة“ على حماس. وأضافت أن الحركة استغلت نقل السفارة الأمريكية ”كمبرر لحشد الناس والتشجيع على العنف“.
 
وقالت في إفادة صحفية ”رأينا كيف تواصل حماس التحريض على العنف... الأنشطة التي تحدث هناك ... ستتوقف بالتأكيد إذا توقفت الاحتجاجات العنيفة“.
 
وينظم الفلسطينيون احتجاجات عند حدود غزة منذ ستة أسابيع مطالبين بالعودة إلى أراضي أو بيوت أسرهم التي فقدوها عند قيام إسرائيل في الحرب بين إسرائيل والعرب في عام 1948.
 
وترفض إسرائيل حق العودة خشية أن يحرمها ذلك من الأغلبية اليهودية.
 
ويقول مسؤولون طبيون فلسطينيون إن 107 أفراد من سكان غزة قتلوا منذ بدء الاحتجاجات وإن قرابة 11 ألف شخص أصيبوا بينهم نحو 3500 بالذخيرة الحية. ولم ترد أنباء عن إصابات إسرائيلية.
 
ووصف قادة فلسطينيون أحداث يوم الاثنين بأنها مذبحة كما أثار استخدام القوات الإسرائيلية الذخيرة الحية قلقا وإدانات على مستوى العالم.
 
واجتمع مجلس الأمن الدولي لبحث الموقف.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 24 على الأقل من قتلى يوم الاثنين ”إرهابيون لهم خلفيات إرهابية موثقة“ وإن معظمهم أعضاء ناشطون في حماس.
 
ونشرت حركة الجهاد الإسلامي صورا لثلاثة من أعضائها قالت إنهم قتلوا خلال مشاركتهم في الاحتجاجات ونشرت وزارة الداخلية التي تديرها حماس صورا لعشرة من أفراد قواتها الأمنية قتلوا في الاحتجاجات وقالت الحركة إنهم كانوا عزلا ويراقبون الحشود.
 
ويعيش أكثر من مليوني نسمة في القطاع الساحلي أكثر من ثلثيهم من اللاجئين. وتفرض إسرائيل ومصر على القطاع قيودا مشددة بسبب مخاوف أمنية، فيما يزيد المصاعب الاقتصادية ويثير مخاوف إنسانية.
 
وقال قائد إسرائيلي كبير إن من بين قتلى غزة الستين يوم الاثنين كان 14 ينفذون هجمات بينما كان 14 آخرون من المسلحين.
 
وقال أيضا إن المحتجين الفلسطينيين كانوا يستخدمون مئات القنابل الأنبوبية والقنابل الحارقة. وأضاف أن مسلحين فتحوا النار على القوات الإسرائيلية وحاولوا تفجير قنابل بجوار السياج.
 
وأضاف أن كثيرا من القتلى والجرحى سقطوا نتيجة انفجار عبوات قبل أوانها.
 
وفي جنيف أدان مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان ”العنف الدامي المروع“.
 
وقال المتحدث باسم المكتب روبرت كولفيل خلال إفادة صحفية مقتضبة منتظمة للمنظمة الدولية في جنيف إن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن حدودها بموجب القانون الدولي لكن القوة الفتاكة يجب أن تكون الملاذ الأخير ولا يمكن تبريرها باقتراب الفلسطينيين من السياج الحدودي مع قطاع غزة.
 
وقال مايكل لينك مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية إن استخدام إسرائيل القوة قد يرقى إلى حد جرائم الحرب.
 
* ضحية صغيرة
وأغلقت الكثير من متاجر القدس الشرقية أبوابها طوال النهار تلبية لدعوة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالمشاركة في إضراب عام في أنحاء الأراضي الفلسطينية. ودوت صفارات الإنذار بالضفة الغربية المحتلة لمدة 70 ثانية إحياء لذكرى النكبة.
 
وبقي معظم المحتجين حول الخيام المنصوبة غير أن مجموعات من الشبان غامرت بالاقتراب من المنطقة المحظورة قرب السياج الحدودي وخاطرت بالتعرض لنيران القوات الإسرائيلية من أجل الدفع بالإطارات المحترقة أو إلقاء الحجارة صوب السياج. وأطلق البعض طائرات ورقية تحمل عبوات من البنزين أدت لنشر حرائق على الجانب الإسرائيلي.
 
وقدر الجيش الإسرائيلي عدد المحتجين الذين احتشدوا على الحدود يوم الثلاثاء بنحو أربعة آلاف وهو أقل كثيرا من عددهم يوم الاثنين.
 
ومما زاد من الحماس للمشاركة في احتجاجات الاثنين مراسم نقل السفارة الأمريكية الجديدة إلى القدس من تل أبيب تنفيذا لوعد قطعه الرئيس دونالد ترامب الذي اعترف في ديسمبر كانون الأول بالقدس عاصمة لإسرائيل.
 
ويريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم التي يأملون إقامتها في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
 
وتعتبر إسرائيل القدس كلها بما فيها القدس الشرقية التي استولت عليها في حرب 1967 وضمتها إليها في خطوة لا تلقى الاعتراف الدولي ”عاصمة أبدية موحدة“ لها.
 
وتقول أغلب الدول إنه يجب حسم وضع القدس من خلال تسوية سلام نهائية وترفض نقل سفاراتها إليها الآن.
 
وأشاد نتنياهو بقرارات ترامب لكن الفلسطينيين قالوا إن الولايات المتحدة لم تعد تصلح للقيام بدور الوسيط النزيه في أي عملية سلام. وكانت المحادثات الرامية لتسوية الصراع على أساس الدولتين قد تجمدت منذ العام 2014.
 
وتقول إدارة ترامب إنها أوشكت على إتمام خطة سلام جديدة لكنها لم تبت بعد في موعد وكيفية طرحها.
 
وحمل نتنياهو حركة حماس مسؤولية العنف. ونفت حماس التحريض على العنف لكنها قالت إن البيت الأبيض يؤيد نتنياهو.
 
والدة الرضيعة ليلى الغندور التي توفت من جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع في مخيم للمحتجين قرب السياج الحدودي تبكي أثناء تشييع جنازة ابنتها يوم الثلاثاء. تصوير: محمد سالم - رويترز.
وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة إن الولايات المتحدة عطلت يوم الاثنين صدور بيان من مجلس الأمن صاغته الكويت للتعبير عن الغضب والأسف لمقتل المدنيين الفلسطينيين وللدعوة إلى إجراء تحقيق مستقل.
 
وفي البرلمان البريطاني قال وزير شؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية أليستر بيرت إنه ينبغي للولايات المتحدة أن تظهر فهما أكبر للأسباب الجذرية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وذلك في انتقاد واضح لأقوى حلفاء بريطانيا.
 
كما قال الوزير إنه ينبغي التحقيق في دور حماس في العنف.

شارك الخبر على