فوضى تعمّ كركوك والسليمانية بعد اتهام حزب طالباني بتزوير نتائج الانتخابات

ما يقرب من ٦ سنوات فى المدى

 كركوك/ المدى
فجّرت الانتخابات البرلمانية التي أُجريت في كركوك توتراً جديداً بين مكوناتها، وهو الأول من نوعه منذ إعادة انتشار القوات المشتركة في المحافظة العام الماضي.وشهدت كركوك تظاهرات نظمها العرب والتركمان أمام مكتب مفوضية الانتخابات طالبت بإجراء العدّ والفرز بطريقة يدوية، فيما تجمّع عشرات آخرون أمام مركز تجميع صناديق الاقتراع.وحدث التوتر على خلفية حديث مسؤولين عرب وتركمان عن وجود"عمليات تزوير"لصالح قوائم كردية، خصوصاً بعدما أعلنت الأخيرة"انتصارها".وعلى خلفية ذلك، فرضت السلطات حظراً للتجوال من الساعة الـ12 بعد منتصف ليل السبت وحتى الـ6 من صباح الأحد.ودعا رئيس الوزراء حيدر العبادي، مفوضية الانتخابات إلى اتخاذ إجراءات سريعة لفحص الصناديق والأجهزة المطعون بها وإعلان النتائج على الرأي العام من أجل ضمان سلامة الانتخابات، كما أصدر أوامر الى القوات الامنية في محافظة كركوك ومحافظات إقليم كردستان بضبط الأمن والتزام الحيادية في ملف الانتخابات.وشكّلت مفوضية الانتخابات في العراق، أمس الأحد، لجنة قانونية للتحقيق في نتائج بعض المراكز الانتخابية في كركوك للتحقيق في الشكاوى التي وردت بشأن وجود تلاعب في نتائج عدد من المراكز.وتخوض في كركوك 24 قائمة انكفأت داخلها المكونات والقوميات بشكل منعزل عن الأخرى. وينافس المرشحون العرب في 8 قوائم، والكرد في 7 قوائم، بينما التركمان السُنة أكثر اتفاقاً حيث قدموا قائمة واحدة،وتوزع التركمان الشيعة في قوائم العرب وأغلبهم انضموا الى التحالف الذي يمثل قوى الحشد.وكانت المفاجأة في الخريطة الانتخابية بكركوك هي القوائم المسيحية، فعلى الرغم من تراجع أعداد المسيحيين في المدينة بعد ظهور داعش قبل 4 سنوات، إلا أن عدد القوائم وصل الى 7 قوائم تتنافس للحصول على مقعد واحد.وأكد القيادي في التحالف العربي في كركوك، الشيخ غسان مزهر العاصي، لـ(المدى)"وصول لجنة عليا من مفوضية الانتخابات للنظر بالشكاوى ورفض ممثلي المكونين العربي والتركماني النتائج الأولية للانتخابات"، مبيناً أن"اللجنة التقت في مقر جهاز مكافحة الإرهاب بممثلي الكيانات السياسية العربية والتركمانية".بدوره، قال النائب أرشد الصالحي، وهو رئيس الجبهة التركمانية، لـ(المدى) إنّ"وصول لجنة المفوضية جاء بعد تدخل الرئاسات الثلات واستجابتها للشكاوى المقدمة من الكتل السياسية والقوائم الانتخابية في محافظة كركوك حول نتائج الانتخابات".وأضاف الصالحي إن"الكتل السياسية في كركوك تمهل مجلس المفوضيه 24 ساعة لإصدار قرار البدء بالعدّ والفرز اليدوي وكشف النتائج الحقيقية للانتخابات".كما قال نائب رئيس الجبهة التركمانية حسن توران في موتمر صحفي بحضور محمد تميم وخالد المفرجي وأرشد الصالحي وآخرين، وتابعته (المدى) إن"بعض موظفي مكتب كركوك للانتخابات قاموا باستبدال سي دي يضم نتائج الانتخابات في كركوك رغم تحذيرنا من الخطوة مسبقاً،ولذا نحن نطالب رئيس مجلس الوزراء ومجلس المفوضين بإعادة العد والفرز اليدوي لكل مراكز الاقتراع بالمحافظة من قبل المركز الوطني وتبديل مسؤولي مفوضية كركوك المتورطين وإحالتهم للقضاء".مقابل ذلك، أعلن الاتحاد الوطني الكردستاني، فوز قائمته. وقال قادر حمه جان، عضو المكتب السياسي للحزب الذي أنشأه جلال طالباني، لـ(المدى) إن"انتصار القائمة 162 (التابعة للاتحاد) وتقدمها على باقي القوائم في انتخابات مجلس النواب هو عمل ديمقراطي".وقال جان"نهنئ أبناء شعب كردستان وكوادر ومؤيدي الاتحاد الوطني الكردستاني بهذا النصر الكبير، ونعاهدهم على العمل وأن نكون بمستوى الثقة التي منحتها لنا جماهير شعب كردستان".وفي سياق متصل، أكد آسو مامند، مسؤول مركز تنظيمات كركوك للاتحاد الوطني الكردستاني، في تصريح لـ(المدى) أنه"رغم المشاكل الفنية مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات حققنا الفوز في انتخابات كركوك".وأضاف مامند أن"جهود المفوضية أثمرت عن حل المشاكل الفنية في مراكز الاقتراع بكركوك"، موضحاً، أن"غرفة عمليات تشكلت لمتابعة الخروق والمشاكل".وأشار الى أن"المواطنين في كركوك كانوا أمام تحدٍ كبير"، مشيراً الى أن"الذين شاركوا في الانتخابات شاركوا بضمان حق الكرد في المحافظة".وفي السليمانية لم يكن الأمر مختلفاً، ففيما احتفل الاتحاد الوطني الكردستاني بتحقيق"المركز الأول"في نتائج الاقتراع، رفضت كل من حركة التغيير والجماعة الإسلامية والاتحاد الإسلامي والحزب الديمقراطي الكردستاني نتائج الانتخابات وقالوا إنها زوّرت وتمت قرصنتها، وطالبوا بفرز النتائج يدوياً، بحسب بيان تلقته (المدى).كما شنّ مسلحون مجهولون، بحسب مواقع إعلام كردية، هجمات على مقرات عدد من الاحزاب في السليمانية.ورفض الحزب الديمقراطي الكردستاني، نتائج الانتخابات في محافظتي السليمانية وكركوك، معلناً تأييده للجهات والأطراف السياسية المطالبة بإجراء عدّ وفرز يدوي في المحافظتين.وقال مسؤول المكتب الانتخابي للحزب الديمقراطي الكردستاني خسرو كوران في تصريح للصحفيين من أربيل،"نعلن عن رفضنا للتصرفات التي شهدتها كركوك والسليمانية".وأضاف إن"النتائج غير صحيحة في السليمانية،إذ إن بعض المناطق فيها، تعدّ قاعدة للديمقراطي الكردستاني، ولكن تم تسجيل نسبة ضئيلة لأصوات الحزب فيها".ولفت كوران الى أن"الحزب الديمقراطي يدعم الأطراف، والجهات السياسية المعترضة على نتائج الانتخابات في السليمانية وكركوك، ويؤيد مطالبها في إجراء العد والفرز اليدوي".وأشار الى أن"بعض المسلحين كان لهم دور في التصرفات غير الصحية وغير الطبيعية التي رافقت علمية التصويت إذ أقدموا على نقل صناديق الاقتراع بأكملها".بدوره، وجّه محافظ السليمانية هفال أبوبكر، أمس الأحد، نداء إلى مفوضية الانتخابات، يطالب فيه بمعالجة قانونيّة حول الشكاوى المثارة بشأن النتائج الأولية للانتخابات.وجاء في النداء أن"النتائج الأولية المعلنة في محافظة السليمانية أثارت شكوك الكتل والكيانات السياسية في المحافظة"، وأضاف انه"بدلاً من أن تجلب الانتخابات الأمن والأمان للمواطنين، إلا أنها أحدثت نوعاً من الفوضى والشكوك بين المواطنين والكتل السياسية في إقليم كردستان".كما وجّه رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، مساء السبت، رسالة الى الأطراف المتنازعة قال فيها"إنني حزين إزاء تخريب الهدوء في مدينة السليمانية، وأطالب بالإيقاف الفوري لإطلاق النار على مقرات الاحزاب في السليمانية وبنهوض الأجهزة الأمنية بمسؤولياتها في حماية مقرات جميع الأطراف".ودعا بارزاني الى"ضبط النفس وإيصال شكاواهم عن طريق القانون الى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بشأن أي شك حول نتائج الانتخابات، والمحافظة على الهدوء والسلم الاجتماعي لأهالي السليمانية".

شارك الخبر على