فايننشال تايمز تصويت الانتخابات سيضع ميزان علاقات العراق مع أميركا وإيران على المحك

ما يقرب من ٦ سنوات فى المدى

ترجمة : المدى
صوت العراقيون لانتخاباتهم البرلمانية السبت التي من شأنها أن تغير ميزان علاقات بغداد مع الولايات المتحدة وإيران في وقت تتطلع فيها البلاد نحو إعادة الاعمار بعد حرب تدميرية خاضتها على مدى أربع سنوات ضد داعش. صناديق الاقتراع ستحدد فيما اذا سيضمن رئيس الوزراء حيدر العبادي، المرشح المفضل للغرب، فرصة لولاية ثانية.مشكلة جوهرية تتمثل بنسبة المصوتين التي تشير معظم التقارير على أنها ضعيفة. كثير من العراقيين سئموا من سياسييهم بعد قضاء 15 عاماً من عمرهم تخللتها دوامات عنف وفشل حكومي إداري متواصل.يشهد للعبادي بادارته الناجحة لعلاقات العراق مع واشنطن، الحليف الرئيس في الحرب ضد داعش، وطهران التي حققت نفوذاً متزايداً في العراق منذ الإطاحة بنظام صدام في العام 2003، وساعد كذلك في تهدئة التوترات الطائفية في البلاد. ولكن مع ذلك يقول كثير من العراقيين بانهم لم يشهدوا أي تحسن في حياتهم المعيشية، بينما يشكون من انتشار حالة البطالة وتفشي الفساد وضعف في توفير خدمات الدولة للمواطنين.أحمد 40 عاماً، سمكري من سكنة بغداد، كان أحد المصوتين في مركز انتخابي في بغداد صباح يوم السبت، قال"نريد إحداث تغيير، السياسيون السابقون لم يفعلوا أي شيء، ولكنني آمل من المرشحين الجدد أن يقدموا شيئاً للشعب. الأمن في مقدمة هذه الاشياء ثم الخدمات."من المتوقع أن تفوز قائمة النصر، التي يترأسها العبادي، بمعظم مقاعد البرلمان البالغة 329 مقعد، حيث تدخل القائمة الحملة الانتخابية ببطاقة احراز الحكومة النصر على تنظيم داعش، مع وعودها بإعادة اللاعمار وتحسين الخدمات. ولكن نظرا لطبيعة الهيكلية السياسية المتشظية للعراق، فان هذه الكتلة من المستبعد ان تحصل على الاغلبية المطلوبة، وهذا يعني أن العبادي سيضطر للتوصل الى تحالفات مع قوائم سياسية منافسة لتشكيل حكومة.هذه العملية، في أي حال من الاحوال، تستغرق أشهراً، ويقول محللون إنه حتى لو حقق تحالف رئيس الوزراء فوزاً فهذا لايضمن له تولي المنصب مرة ثانية.النظام السياسي في العراق منذ العام 2003 صنف على انه مستند على المحاصصة الطائفية، والمنافسة الرئيسية للعبادي ستأتي من كتل شيعية أخرى. وتشتمل تلك الكتل على تحالفات يقودها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، ورجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذي أبرم تحالفا مع الحزب الشيوعي متعهدا بجلب شخصيات تكنوقراط للحكومة.ولكن كثير من العراقيين يتوقعون بان قائمة، الفتح، الجديدة التي يقودها زعيم منظمة بدر، هادي العامري، والتي تضم الاجنحة السياسية لفصائل الحشد التي شاركت في الحرب ضد داعش، ستأتي بالترتيب الثاني. حصيلة التصويت قد تحدد فيما اذا سيتحرك العراق أكثر قربأ نحو إيران، في وقت يشهد الوضع توتراً اقليمياً متزايداً مع توجه كل من الولايات المتحدة وإسرائيل والعربية السعودية لتكريس جهودهم لمواجهة دور إيران في الشرق الاوسط. كل من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ورئيس قائمة فتح، هادي العامري، يعتبران أكثر انحيازاً لايران من رئيس الوزراء حيدر العبادي.مشكلة جوهرية ستتعلق بمعدل مشاركة العراقيين بالتصويت مع معاناة الكثير منهم اهمال السياسيين لهم على مدى 15 عاماً وادخالهم في دوامات عنف وقتال وغياب خدمات وفشل إداري حكومي. علما أن الكثير من هؤلاء السياسيين أعادوا ترشيح انفسهم في هذه الانتخابات.شهد العراق تحسناً امنياً مهماً منذ الحاق الحكومة الهزيمة بداعش وإعلانها النصر عليه في كانون الاول، ويقول عراقيون بأنهم يشهدون أماناً لم يعهدوه منذ سنين. التوتر الطائفي هدأ أيضاً ولجأ السياسيون لاستخدام أجندات غير طائفية على نحو كبير في حملتهم الانتخابية.ولكن كثيراً من مناطق شمال وغربي العراق ماتزال ترضخ تحت مخلفات الدمار التي سببتها المعارك ضد داعش، في حين يقول عراقيون بان الجريمة وتوفير الخدمات ازدادت سوءا في أجزاء من جنوبي العراق.سجاد جياد، مدير إدارة مركز البيان للدراسات والتخطيط في بغداد، يقول"حالما تحل المشكلة الأمنية يلجأ الناس لمطالبتهم بتوفير الخدمات."ويقول، جياد، انه مايزال يتوقع فوزاً للعبادي، الذي تولى منصبه في عام 2014 عندما اجتاح داعش مساحات واسعة من العراق وتزامن ذلك مع ضعف اقتصاد البلاد الناجم عن هبوط أسعار النفط.ويضيف الباحث، جياد، بقوله"الناس يقولون إن نواياه حسنة ولذلك انهم سيمنحوه مزيد من الوقت. ولكن الفوز وتقلد منصب رئيس الوزراء هو أمر آخر. انا لا اتوقع تشكيل حكومة جديدة قبل شهر أيلول، ويعود ذلك لأمور تتعلق ببناء تحالفات."سلام شطي، مدرس متقاعد صوّت لقائمة العبادي، يقول"قسم من الناس يعتقدون بأنه لن تكون هناك فرصة لإحداث تغيير ولكنهم خاطئون. ليس هناك فائدة من أنك تبقى جالساً بانتظار قدر يغير مصيرك. العبادي عمل شيئاً جيداً، وتغيرت نظرة العالم تجاه العراق. إنه وحد العراق بعد أن كان على وشك التشظي، ولكن سياسته الحكيمة غيرت الوضع." عن صحيفة فايننشل تايمز البريطانية

شارك الخبر على