٣ أزمات سياسية تلاحق ترامب بعد انسحابه من اتفاق إيران النووي

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

في خطوة قد تكون غير مفاجئة للكثيرين، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على إيران.

قرار ترامب، الذي جاء مساء أمس الثلاثاء، قد يكون له آثار عالمية واسعة النطاق على أسعار النفط، وعلاقات الولايات المتحدة مع حلفائها، ومستقبل طموحات طهران النووية.

علاقات أمريكا مع حلفائها

شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية أشارت إلى أن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق يمكن أن يؤثر على العلاقات الدبلوماسية المتوترة بالفعل مع عدد من الحلفاء الرئيسيين، بما في ذلك قادة الاتحاد الأوروبي في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وباقي الموقعين على اتفاق 2015.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ووزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، ناشدا ترامب على مدار الأيام الأخيرة في محاولة لإقناعه بالبقاء في الاتفاقية التاريخية التي توسط فيها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

وفي وقت لاحق، قام ماكرون بالتغريد، مساء الثلاثاء، عن خيبة أمله من قرار ترامب بالخروج من الاتفاقية، المعروفة رسميًا باسم خطة العمل المشتركة الشاملة.

اقرأ المزيد: أمريكا تنسحب من الاتفاق النووي| النفط يقفز.. وإيران: ترامب لا يصلح لمنصبه

وقال ماكرون في التغريدة: إن "فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة تأسف لقرار الولايات المتحدة بالانسحاب من خطة العمل المشتركة الشاملة"، مضيفًا أن مبدأ عدم الانتشار النووي على المحك.

وفي تحدٍّ للولايات المتحدة صرح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، بأنه "لا يزال غير قادر على فهم قرار الولايات المتحدة"، مؤكدًا أن دور ألمانيا هو الحفاظ على الاتفاقية دون مساعدة من أمريكا.

ووفقًا للاتفاقية النووية، وافقت مجموعة من الدول، بما فيها روسيا والصين على تعليق العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران طالما تمتثل لبنود الاتفاقية، بما في ذلك عمليات تفتيش دولية منتظمة.

لكن خروج الولايات المتحدة من الاتفاقية ليست المرة الأولى التي يختلف فيها ترامب مع حلفائه الدوليين، حيث دخلت الولايات المتحدة في خلاف مع شركائها الأوروبيين في وقت سابق من هذا العام، بعد أن وافق ترامب على فرض رسوم جمركية بنسبة 25٪ على الصلب و10٪ على الألومنيوم.

وردًا على ذلك، قالت المفوضية الأوروبية إنها "سترد بحزم على رسوم الاستيراد الأمريكية المقترحة عن طريق فرض رسوم على سلع أمريكية، مثل الملابس وعصير البرتقال والجينز".

أسعار النفط

من جانبه، أكد باراك أوباما أن قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاقية النووية "خطأ فادح".

الشبكة الأمريكية أشارت إلى أن انسحاب أمريكا من الاتفاقية قد يكون له تأثيرات على سوق النفط، نظرًا لدور إيران كثالث أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك.

اقرأ المزيد: كيف سيتم فرض العقوبات الأمريكية على إيران؟

وعلى الرغم من أن خام برنت سجل ارتفاعًا حادًا في الأيام الأخيرة بسبب التكهنات بالانسحاب وانخفاض المعروض، فإن أي عقوبات قد تؤثر على مدى تذبذب إنتاج النفط الخام على مدى الأسابيع المقبلة.

وارتفعت أسعار النفط بعد إعلان ترامب قراره بالانسحاب من الاتفاقية، بأكثر من 2% لتصل إلى أعلى مستوى لها في 3 أعوام ونصف العام.

وارتفع خام القياس العالمي إلى 75.76 دولار للبرميل إلى أعلى مستوى خلال جلسة، اليوم‭،‬ مسجلًا أفضل أداء له منذ نوفمبر 2014، وكان قد بلغ 76.66 دولار للبرميل، مرتفعا 1.81 دولار أو ما يعادل 2.4% عن آخر إغلاق له.

وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.51 دولار، أو ما يعادل 2.2% إلى 70.61 دولار للبرميل ليقترب من أعلى مستوياته منذ أواخر 2014.

وفي محاولة لتهدئة المخاوف، أوضحت وزارة الخزانة الأمريكية أنه ستتم إعادة فرض العقوبات القادمة على فترات محددة، تتراوح ما بين 90 و180 يومًا.

وقال وزير الخزانة ستيفن منوشن: إن "الرئيس ترامب كان ثابتًا وواضحًا في التأكيد أن هذه الإدارة عازمة على مواجهة مجمل أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار"، مضيفًا "سنستمر في العمل مع حلفائنا من أجل التوصل إلى اتفاق يخدم مصلحة أمننا الوطني على المدى الطويل".

مستقبل البرنامج النووي الإيراني

وفي السياق نفسه، قد يؤدي الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي إلى بقاء مستقبل البرنامج النووي الإيراني معلقًا، حيث قد يتسبب رفض ترامب التخلي عن العقوبات دون إثبات أن إيران تنتهك هذه الاتفاقية في فقدانها السيطرة على أنشطة إيران النووية.

اقرأ المزيد: ماذا سيحدث إذا انسحب ترامب من الاتفاقية النووية مع إيران؟

كانت إيران قد كشفت جوانب من برنامج نووي، يشمل تخصيب اليورانيوم وتصنيع البلوتونيوم والبحث عن طرق لصنع القنابل قبل اتفاقية 2015.

وعلى الرغم من أن طهران تدعي أن برنامجها النووي كان مصممًا للأغراض السلمية، فإن بناء مفاعل بلوتونيوم في شمال غرب إيران، أثار علامات استفهام.

من جانبه أفاد الرئيس الإيراني حسن روحاني، بأن بلاده لديها خطة لمواجهة أي تحرك من جانب ترامب فيما يتعلق بالاتفاقية النووية.

وقبل اتخاذ ترامب قرار الانسحاب، قال روحاني الثلاثاء: إن "إيران ستواصل السعي لإقامة علاقات بناءة مع العالم، رغم العقوبات المحتملة.

شارك الخبر على