العلاقات الكويتية التركية..صداقة تاريخية يعززها تعاون سياسي واقتصادي وثقافي

ما يقرب من ٦ سنوات فى كونا

من رضا سردار (تقرير اخباري)
انقرة - 7 - 5 (كونا) -- تأتي الزيارة الرسمية التي سيقوم بها رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم لدولة الكويت يوم غد الثلاثاء تأكيدا على متانة العلاقات المتميزة التي تربط بين الكويت وانقرة منذ عقود.وترتبط دولة الكويت بعلاقات متميزة مع الجمهورية التركية مبنية على أسس الصداقة التاريخية المشتركة وعززها تعاون البلدين في الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية.وتأتي هذه الزيارة تلبية لدعوة من سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي الذي أجرى زيارة الى تركيا في سبتمبر الماضي تمخضت عن توقيع ست اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدة مجالات الى جانب عقد المنتدى الاقتصادي التركي الكويتي بمدينة اسطنبول بمشاركة واسعة من ممثلي القطاع الخاص في كلا البلدين.وشهدت العلاقات الكويتية التركية في الأعوام الأخيرة تطورا ملحوظا بفضل الرؤى المشتركة التي يتقاسمها البلدان حول العديد من القضايا ما جعلها تتطور إلى شراكة مبنية على أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.واستثمر البلدان الصلات الثقافية والتاريخية التي تجمع الشعبين في تعزيز أواصر الصداقة بينهما مستغلين في الوقت ذاته رابطهما المشترك للدين الإسلامي وموقعهما الجغرافي.ويعود تاريخ العلاقات الكويتية التركية الى عام 1969 عندما وقع الطرفان اتفاقية اقامة العلاقات الدبلوماسية والتي أعقبها تبادل افتتاح السفارات في البلدين عام 1970 الذي شهد ايضا توقيع اتفاقية النقل البري للبضائع والمسافرين.وفي عام 1975 وقع الطرفان اتفاقا ثقافيا وآخر للتعاون في الخدمات الجوية بين البلدين عام 1977 واتفاقية للتعاون الاقتصادي والفني والصناعي عام 1982 واتفاقية للحوالات البريدية عام 1986 ومثلها لتشجيع وحماية الاستثمارات عام 1988.وبعد تحرير الكويت من الغزو العراقي شهدت العلاقات الكويتية التركية تطورا لافتا بعد زيارة أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح الى انقرة في نوفمبر عام 1991 والذي أعرب خلالها عن تقدير الكويت وامتنانه الشخصي لموقف تركيا من الغزو العراقي وتضامنها مع الحق الكويتي.ومنذ الساعات الأولى للغزو العراقي نددت تركيا بهذا العمل الهمجي واعتبرته عدوانا واعتداء على القانون الدولي ومبدأ الشرعية الدولية وأعلنت تضامنها مع الكويت للمطالبة بعودة السيادة والاستقلال اليها.ولم تكتف تركيا عند هذا الحد اذ اتخذت موقفا مشرفا عقب الغزو وقررت منع مرور النفط العراقي عبر اراضيها كما أعلنت انضمامها الى التحالف الدولي الذي قاد معركة تحرير الكويت وساهمت بفعالية في قوات هذا التحالف رغم الخسائر الاقتصادية التي منيت بها جراء موقفها.وفي اكتوبر عام 1997 زار الرئيس التركي الراحل سليمان ديميريل الكويت وأجرى محادثات مع أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح تناولت العلاقات الثنائية وعددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.وفي أثناء الزيارة جرى توقيع اتفاقية بين البلدين تقضي بمنع الازدواج الضريبي واخرى لتعزيز التعاون الثقافي.وفي المقابل أكدت الكويت وقوفها ودعمها للحكومة التركية المنتخبة ديمقراطيا ضد المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت في يوليو 2016 حيث بعث سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ببرقية إلى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان هنأه فيها بنجاح الشرعية والانتصار للديمقراطية وإرادة الشعب التركي الصديق بالمحافظة على مكتسباته الدستورية والتي مكنت الشعب التركي من تجنب معاناة ومآس كثيرة وحقن دماء الأبرياء.وخلال الزيارة الأولى التي قام بها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لتركيا عام 2008 تم توقيع سبع اتفاقيات شملت مجالات عدة من بينها اتفاقية التعاون الاقتصادي واتفاقية التعاون العلمي والفني واتفاقية تشكيل لجنة عليا مشتركة للتعاون بين الكويت وتركيا على مستوى وزراء الخارجية اضافة الى اتفاقية التعاون في المجال الصحي واخرى في مجال تبادل الأيدي العاملة.كما ابرم الجانبان في الزيارة الثانية لسمو امير البلاد الى أنقرة في ابريل 2013 ثماني اتفاقيات ثنائية في مجالات الطيران والنقل الجوي والتعليم العالي والبحث العلمي والصحة والثروة الحيوانية والتعاون في مجالات الصناعات الدفاعية والتعاون الثقافي والفني الى جانب التعاون بين معهد سعود الناصر الدبلوماسي والأكاديمية الدبلوماسية التركية وكذلك اتفاق لإعفاء حملة جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة من تأشيرة الدخول.وتبادل الجانبان الكويتي والتركي على مستوى الوزراء توقيع العديد من الاتفاقيات خلال الفترة من 2008 الى 2014 كان من ابرزها مذكرة تفاهم لتبادل الخبرات والتدريب والتعليم العسكري واجراء المناورات العسكرية المشتركة.ووقع الجانبان خلال هذه الزيارات العديد من الاتفاقيات منها انشاء لجنة مشتركة بين البلدين وتبادل الايدي العاملة ومذكرة تفاهم في مجال حماية البيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية للتنمية المستدامة واتفاقية للتعاون الاقتصادي والفني وتنمية الصادرات الصناعية والتعاون في مجال الشؤون الجمركية واتفاقية للتعاون العلمي والفني والاقتصادي في المجال الزراعي والتعاون في المجال التقني.ووقعت ايضا اتفاقيات بين البلدين في مجال التدريب العسكري والتعاون في مجالات الصحافة والاعلام والنقل التجاري البحري وبروتوكول بشأن التعاون في مجال المحفوظات في عام 2014.
ولم يقتصر التطور في العلاقات الكويتية التركية على الجانب السياسي فقط وانما شهدت العلاقات الاقتصادية نموا سريعا على المستويين الرسمي والأهلي اذ ترتبط الكويت وتركيا ب 54 اتفاقية منها ثلاث اتفاقيات تم توقيعها اثناء زيارة الرئيس التركي الى الكويت في نوفمبر 2017 تتعلق في المجالات الرياضية وتشجيع الاستثمار المباشر والأبحاث العلمية والتكنولوجية .وفي الزيارة الأخيرة لسمو الأمير الى أنقرة في مارس 2017 قلد اردوغان سموه وسام الدولة التركية الوسام الأرفع بالجمهورية التركية تقديرا لدور سموه الكبير في الدفع بالعلاقات الثنائية والاسهامات الإنسانية البارزة لسموه تجاه الاستجابة للازمات الإنسانية التي تتعرض لها العديد من دول العالم.كما أهدى سمو الأمير الرئيس التركي قلادة مبارك الكبير عرفانا بالدور المحوري الذي يؤديه على الصعيدين الثنائي والدولي.وفي نوفمبر 2009 زار سمو أمير البلاد مدينة اسطنبول مترئسا وفد دولة الكويت في المؤتمر ال 25 للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري التابعة لمنظمة التعاون الاسلامي (كومسيك) والتقى سموه الرئيس التركي السابق عبدالله غل وبحث معه العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتنميتها في جميع المجالات.وترأس سمو أمير البلاد وفد دولة الكويت في الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر قمة منظمة التعاون الاسلامي في اسطنبول ابريل 2016 والقمة العالمية للعمل الانساني والتي عقدت أيضا في اسطنبول في مايو من العام ذاته وترأس سموه وفد الكويت في الدورة الاستثنائية للقمة الاسلامية لمنظمة التعاون الاسلامي حول القدس في اسطنبول في ديسمبر 2017. (يتبع)

ر س

شارك الخبر على