العلاقات الكويتية التركية..صداقة تاريخية يعززها تعاون سياسي واقتصادي وثقافي

ما يقرب من ٦ سنوات فى كونا

انقرة -- واجرى الرئيس التركي السابق عبدالله غول ثلاث زيارات للكويت في فبراير من عامي 2009 و2011 ومارس من العام 2014 وذلك ضمن مساعي القيادتين التركية والكويتية المتواصلة لدعم وتعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين.كما زار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الكويت في أبريل 2015 ومايو 2017 لحضور مراسم حفل تدشين توسعة مطار الكويت الدولي الذي تنفذه شركة (ليماك) التركية ويوليو 2017 لدعم جهود الوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية ونوفمبر من العام ذاته.وارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين الى 287ر1 مليار دولار في عام 2016 حيث وصلت قيمة حجم الصادرات التركية الى الكويت 431 مليون دولار فيما بلغت قيمة الواردات 856 مليون دولار في حين وصلت قيمة المشروعات التي نفذتها شركات المقاولات التركية في الكويت الى 5ر6 مليار دولار وحجم الاستثمارات الكويتية المباشرة في تركيا الى نحو 7ر1 مليار دولار.ووقع بيت التمويل الكويتي في مارس الماضي عقد تسهيلات ائتمانية مع شركة (ليماك) التركية بقيمة 248 مليون دولار لبناء جسر (جناق قلعة 1915) المعلق على مضيق الدردنيل الذي يربط بحري (مرمرة) و(ايجه) شمال غربي تركيا.وبلغ عدد الشركات الاستثمارية ذات رأسمال كويتي بتركيا 291 شركة في عام 2017 اضافة الى 395 فرعا لبنك (كويت ترك) الذي يمتلك بيت التمويل الكويتي نسبة 24ر62 بالمئة من أسهم البنك وامتلاك بنك برقان الكويتي اسهما في احد البنوك التركية.وفي المجال السياحي وصل أعداد المواطنين الكويتيين الذين زاروا تركيا الى نحو 180 ألف سائح في 2016.وفي هذا الصدد اصدرت الحكومة التركية قرارا في يوليو 2017 برفع تأشيرة الدخول عن المواطنين الكويتيين والذي دخل حيز التنفيذ في منتصف أغسطس الماضي.وتحتل دولة الكويت المرتبة الأولى في مجال الاستثمارات بالعقارات في تركيا على مستوى دول الخليج حيث يتملك الكويتيون أكثر من سبعة آلاف عقار منها 1691 عقارا تم شراؤها في العام الماضي.
ومنذ العام 1992 تبادل الطرفان العديد من الزيارات الرسمية على مستوى رؤساء البرلمانات ورؤساء الحكومات والوزراء آخرها لنائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الكويتي السابق الشيخ محمد خالد الحمد الصباح في أغسطس الماضي في حين أجرى نائب رئيس الوزراء التركي محمد شيمشيك الكويت في أكتوبر 2017.وعلى مستوى العلاقات البرلمانية أجرى رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم زيارة الى أنقرة في فبراير 2016 في حين زار رئيس البرلمان التركي اسماعيل كهرمان الكويت في ديسمبر الماضي وبحث مع الغانم العلاقات الثنائية وسبل تطويرها.وفي اطار تعزيز التعاون بين تركيا والكويت في جميع المجالات عقدت اللجنة العليا المشتركة اجتماعها الأول في 24 اكتوبر 2013 بالكويت فيما يعمل الطرفان حاليا على التنسيق لعقد الاجتماع المقبل في العاصمة أنقرة في الفترة المقبلة.وفي عام 1979 قدمت الكويت عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية قرضها الأول الى تركيا لتمويل مشروع خطوط نقل الكهرباء عبر البوسفور الذي يمثل أول انخراط للكويت في تمويل مشروعات داخل تركيا ومنه انطلق الطرفان الى تنمية العديد من القطاعات والأنشطة الأخرى في تركيا مثل الطاقة والمياه والصرف الصحي والنقل والمواصلات.وقدم الصندوق 12 قرضا حتى نهاية شهر نوفمبر 2009 بلغت قيمتها 106 ملايين دينار كويتي وذلك لتمويل مشروعات ذات أولوية كبرى في مختلف القطاعات وأهمها قرض بقيمة 53 مليون دولار لإعادة بناء شبكة طرق تربط وحدات التوطين السكنية التي بنيت عقب زلزال 17 اغسطس 1999 في منطقة مرمرة وفي اطار البرنامج نفسه قدم الصندوق قرضا بقيمة 3ر28 مليون دولار لاعادة تأهيل البنى التحتية التي تضررت من الزلزال.ووقع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية أيضا في يناير 2016 اتفاقية مع تركيا يقدم الصندوق بمقتضاها منحة قدرها 20 مليون دولار للاسهام في خطة الاستجابة لأزمة اللاجئين السوريين في تركيا في قطاعي الصحة والتعليم كجزء من التزام الكويت في مؤتمر المانحين الثالث في مارس 2015 والبالغ 500 مليون دولار معظمها خصص لمنظمات الامم المتحدة العاملة في سوريا.وفي الجانب الانساني تبرع سمو أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد شخصيا بمبلغ مليون دولار مساهمة منه في اغاثة منكوبي كارثة الزلزال والتخفيف من معاناتهم كما قدمت جمعيات كويتية مساعدات عينية ونقدية كبيرة.وفي نوفمبر 2014 تم افتتاح قرية (قائد الانسانية) في مدينة (وان) شرقي تركيا التي تعرضت لزلزال مدمر في اواخر عام 2011 والتي نفذت بتوجيهات من سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وبدعم كريم من حكومة دولة الكويت من اجل المساعدة في ايواء متضرري الزلزال المدمر الذي أسفر عن قتل 644 شخصا وإصابة 4152 آخرين وتدمير 2262 بيتا.وتضمن تنفيذ مشروع قرية (قائد الانسانية) على مرحلتين الأولى انشاء بيوت جاهزة الهدف منها سرعة ايواء المتضررين والثانية انشاء اربع عمارات تضم 64 وحدة سكنية تخدم أكثر من 80 عائلة يتيم ومتضرر من الزلزال.وانشأت الكويت قرية (الشيخ صباح الأحمد) لإيواء اللاجئين السوريين بتوجيهات من سمو أمير البلاد في مدينة (كليس) جنوبي تركيا وبدعم كريم من الحكومة الكويتية في اطار التعاون الانساني بين البلدين للتخفيف من معاناة الأسر السورية النازحة ضمت 1248 بيتا جاهزا الى جانب بناء وتجهيز مدارس ومراكز طبية ومساجد ومركز للخدمات الاجتماعية بالمستلزمات الضرورية وتم افتتاحها رسميا في أبريل 2017.وتم افتتاح مركز الكويت الطبي للأطراف الصناعية في مدينة إسطنبول التركية في أبريل 2017 بهدف خدمة المصابين السوريين والتخفيف من معاناة الأشخاص الذين فقدوا أطرافهم بدعم وتمويل من بيت الزكاة الكويتي.وساهمت دولة الكويت بشكل كبير في تخفيف العبء عن الحكومة التركية التي تستضيف نحو 5ر3 ملايين لاجئ سوري من خلال استضافتها للمؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا لثلاث دورات آخرها في مارس 2015 وترأس سمو أمير البلاد المؤتمر الرابع الذي عقد في العاصمة البريطانية لندن في فبراير 2016 وترؤسه أيضا وفد الكويت الى قمة القادة لمناقشة أوضاع اللاجئين بمقر الامم المتحدة في مدينة نيويورك في سبتمبر 2016.وساهمت الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية والرحمة العالمية بجمعية الاصلاح الاجتماعي وبيت الزكاة الكويتي وجمعية النجاة الخيرية وجمعية الهلال الأحمر الكويتية وجمعية السلام للاعمال الانسانية والخيرية ومتبرعون من شعب الكويت المعطاء في تسيير قوافل مساعدات انسانية من تركيا الى الشعب السوري في الداخل وفي مخيمات اللاجئين في دول الجوار وافتتاح مدارس واقامة مشاريع لدعم الأيتام وعوائلهم بتركيا.وترتبط العديد من المؤسسات والجمعيات الخيرية الكويتية باتفاقيات تعاون لدعم المحتاجين في تركيا وخارجها مع نظيراتها التركية منها مؤسسة الاغاثة الانسانية وجمعية الهلال الأحمر وجمعيات الهدى والشفقة وساعد.وأجرى فريق الشفاء الانساني الكويتي وفريق من الجمعية الطبية الكويتية وآخر من جمعية صندوق إعانة المرضى الكويتية عمليات جراحية للمصابين جراء الحرب في سوريا وتقديم العلاج لآخرين في مستشفى الأمل في بلدة (الريحانية) بمدينة (هطاي) جنوبي تركيا. (النهاية)

ر س

شارك الخبر على