محاولات لمشاركة الحشد في التصويت الخاص وتزوير النتائج في نينوى

ما يقرب من ٦ سنوات فى المدى

 بغداد/ وائل نعمة
بدأت جهات سياسية في نينوى تخطط لتزوير الانتخابات في المحافظة، عبر زج مقاتلين في "الحشد" وعوائلهم ضمن قوائم التصويت الخاص، وجمع بطاقات الناخبين مقابل أموال.وقد يصل عدد المقاتلين الذين سيتم تزوير أصواتهم إلى اكثر من 50 ألف شخص، حيث وجّه أغلبهم بالتصويت لصالح كتلة شيعية أو شخصيات تابعة للحشد الشعبي.ويهدّد توقف توزيع بطاقات التصويت "البايومترية" في نينوى بتوسع عمليات التزوير، فضلاً عن أنّ نحو نصف الناخبين لم يحصلوا على البطاقات البديلة ولم يبق على يوم الاقتراع سوى أيام. إلى جانب ذلك تمنع جهات مسلحة وأخرى متنفذة في المحافظة بعض المرشحين من الدخول الى مناطق نفوذها أو تعليق "البوسترات". كما يواجه مرشحو أحزاب كردية مضايقات في مناطق شمال الموصل.مقابل ذلك كل شيء متاح أمام 940 مرشحاً عن محافظة نينوى لتعبئة أصوات أكثر من مليوني ناخب، 80 % منهم في الموصل، قبل موعد الانتخابات فى نهاية الأسبوع الحالي، بدءاً من عمليات فرش الأحياء السكنية بـ"السبيس"، وتنظيم فعاليات رياضية وثقافية وحضور حفلات الزفاف، وتوزيع الهدايا والأموال.
ضغوطات مسلّحةبدوره يقول علي مليح الزوبعي، وهو مرشح عن نينوى، إن الانتخابات المقبلة "غير نزيهة"، وإن هناك محاولات كثيرة لتزوير النتائج.وأضاف الزوبعي لـ(المدى) إن "قادة في الحشد يضغطون على بعض السكان في نينوى للتصويت لصالح قائمة معينة، وإلا يواجهون التهجير". وأشار الى أن تلك الجهات "تمنع بعض المرشحين من الدخول إلى مناطق نفوذهم وتمزق البوسترات والدعاية الانتخابية".وشارك الحشد الشعبي في معركة نينوى بعد شهرين من انطلاق العمليات أواخر عام 2016، وقام بتحرير بلدات غرب الموصل واستقر في مناطق قرب الحدود مع سوريا.من جهته قال النائب عن نينوى ماجد شنكالي لـ(المدى) إن "قادة الحشد خاصة في غرب الموصل وتلعفر، يطالبون السكان بالتصويت لصالح قائمة الفتح"، والأخيرة هي قائمة تضم أغلب قادة الحشد الشعبي، ويتزعمها رئيس منظمة بدر هادي العامري.ويرأس قائمة الفتح في نينوى النائب ورئيس هيئة الحج السابق محمد تقي المولي، وهو أحد أبرز قياديي المجلس الأعلى المنضوي في القائمة، الى جانب النائب السابق عن اتحاد القوى عبدالرحمن اللويزي، والنائب الشبكي حنين قدو.كذلك قال ماجد شنكالي وهو نائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني إن "الاحزاب والمرشحين الكرد يتعرضون الى مضايقات في مناطق سهل نينوى، زمار، سنجار، ويمنعون من الترويج لقوائهم".تزوير التصويت الخاصومن جانب آخر كشف علي الزوبعي عن أنّ "بعض قادة الحشود العشائرية والشعبية في المحافظة، جمعوا بطاقات المقاتلين وعوائلم لاستخدامها في التصويت الخاص"، موضحاً أن "مفوضية الانتخابات منعت الحشود من التصويت الخاص (المخصص للقوات الأمنية)، باستثناء المرابطين على الحدود".وتوجد بحسب المرشح عن تحالف القرار، أعداد قليلة من الحشود متواجدين على الحدود، لكن أغلب قادة الحشد سيدعون وجود مقاتليهم هناك مستغلين البطاقات التي تم سحبها من المنتسبين في الحشد.وتضم نينوى نحو 40 حشدا تابعا لنواب وشخصيات عشائرية، الى جانب أكثر من 10 فصائل من حشود جاءت من خارج الموصل، تضم كل مجموعة على الاقل 300 مقاتل، سيتم استخدام بطاقاتهم الى جانب بطاقات ذويهم في التصويت الخاص، بحسب ما قاله الزوبعي.ورغم ذلك تعتقد النائبة عن نينوى فرح السراج، أن القضاء على "داعش" في نينوى قد يدفع إلى اتساع المشاركة في الانتخابات.وتقول السراج وهي مرشحة عن ائتلاف إياد علاوي في تصريح لـ(المدى): "هذه المرة الاولى التي تجري فيها الانتخابات من دون القاعدة أو داعش".وبعد 10 أشهر على انتهاء الحرب في الموصل وإعلان القوات استعادة السيطرة على مدينة الموصل، التى كانت "عاصمة الخلافة" لتنظيم داعش، لا تزال آثار الدمار شاخصة، خصوصاً في الجزء الغربى من المدينة حيث تفوح رائحة جثث متحللة من تحت الركام الى جانب عشرات الآلاف من أطنان مخلفات المعارك.ويبلغ تعداد السكان في الساحل الايمن 700 ألف نسمة، أغلبهم خارج المدينة الآن، وهو عدد مؤثر في الانتخابات المقبلة إذا تمت مقارنته ببعض المحافظات التي يبلغ جميع سكانها مليون شخص.وظهرت نسبة مشاركة نينوى في انتخابات 2014، 55% مقابل 66% في انتخابات 2010. وكانت نسبة المشاركة في عموم العراق 62 % في 2010، فيما تراجعت الى 60% في الانتخابات الاخيرة.
البطاقات العمياء!وكانت مفوضية الانتخابات قد أوقفت الشهر الماضي، توزيع بطاقات "البايومتري" بسبب ضيق الوقت، واستبدلتها ببطاقات مؤقتة "عمياء" بحسب وصف مرشحين في نينوى، حيث لا تحتوي على صورة او بصمة الناخب، ويستطيع رب الاسرة منفرداً أن يأخذ جميع بطاقات عائلته.وعلى الرغم من ذلك فان نحو 800 ألف ناخب في نينوى لم يحصلوا على البطاقات البديلة حتى الآن، على وفق ما قاله مرشحون، وذلك بسبب صعوبة إجراءات الاستبدال وقلة مراكز التوزيع.واضطر سكان نينوى أثناء فترة احتلال "داعش" للمحافظة الى إتلاف البطاقات الانتخابية السابقة، خوفاً من عقاب المسلحين الذين كانوا يسحبون كل الوثائق الرسمية من المدنيين، فيما أضاع آخرون بطاقاتهم أثناء رحلة النزوح الطويلة.ويقف سكان نينوى ساعات طويلة تبدأ من الفجر الى حتى وقت الغروب للحصول على بطاقات الناخب المؤقتة، بسبب قلة المراكز، حيث تفجرت أغلبها ووضعت كل 4 مراكز في مبنى واحد. علاوة على ذلك، وضع عدد من الناخبين الكرد والمسيحيين والإيزيديين في مراكز للتحديث داخل الموصل، وهم يخشون الوصول الى المدينة لأسباب أمنية.من جانبه حذر النائب ماجد شنكالي من إمكانية التزوير في "التصويت المشروط" الذي سيجرى في مخيمات النازحين خارج المحافظة، وسيشمل نحو 200 ألف ناخب.ويتوزع نازحو نينوى بين محافظات الوسط وإقليم كردستان، فضلا عن وجود نزوج داخلي ضمن 9 أقضية، ونزوح داخل القضاء الواحد بين المدن، ما يجعل مهمة خوض عملية ترويج للانتخابات من القضايا الصعبة للغاية.وكانت الامم المتحدة قد كشفت مؤخراً، عن موجات ارتداد جديدة للنازحين العائدين الى الموصل، وصل ما يقارب 5.597 عائلة عادت الى معسكرات النازحين في الموصل.وكان البرلمان قد اشترط أثناء تصويته على قانون الانتخابات في شباط الماضي، على الحكومة تنفيذ ما تعهدت به من إعادة النازحين والاستقرار في المدن المحررة قبل إجراء الاقتراع.وقبل ذلك كان قد حاول عدد من القوى السُنية، دفع موعد إجراء الانتخابات، لمدة 6 أشهر الى الأمام على أقل تقدير، لأسباب وجود النازحين ودمار عدد من المدن، إلا أن قراراً صدر عن المحكمة الاتحادية في كانون الثاني الماضي، سد الطريق أمام تأجيل الانتخابات.
تفكّك الكتلوتضم نينوى قوميات وإثنيات مختلفة من عرب وكرد وتركمان وإيزيديين ومسيحيين وشبك. ولذا، فقد خصص لها 34 مقعدا في البرلمان، ثلاثة منها للأقليات.وتخوض 37 قائمة الانتخابات في نينوى، بينها الكرد في 6 قوائم، مقارنة بقائمتين في 2014، وهناك 4 قوائم شيعية، و6 سُنية، فيما كانت القوى الشيعية قد خاصت الانتخابات الماضية في نينوى متحالفة بقائمة واحدة وحصلت على 3 مقاعد.ويؤكد العضو الإيزيدي في مجلس نينوى داود جندي لـ(المدى) أن "مرشحي القوى الإيزيدية توزعوا داخل الكتل العربية والكردية".ويشير جندي هو مرشح عن قائمة الاتحاد الوطني إلى أن الانقسام الإيزيدي "يشبه ما صاب أغلب الكتل السياسية في نينوى".

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على