العلاقات المغربية الإيرانية تعود للتأزم وسط اتهامات لطهران بدعم (بوليساريو)

ما يقرب من ٦ سنوات فى كونا

من مصطفى المريني (تقرير اخباري)
الرباط - 2 - 5 (كونا) -- بعد انفراجة شهدتها عام 2014 عادت العلاقات بين المغرب وإيران إلى التأزم من جديد إثر اتهامات وجهتها الرباط لطهران بدعم جبهة (بوليساريو) ومدها بالأسلحة.وجاء اعلان المغرب امس الثلاثاء سحب سفيرها من طهران ومطالبتها السفير الايراني المعتمد لديه بمغادرة الأراضي المغربية "فورا" ليكتب فصلا آخر من مراحل المد والجزر التي مرت بها العلاقات بين البلدين وتضمنت قطيعة استمرت أكثر من عقد من الزمان بعد الثورة الإيرانية عام 1979.وحملت الرباط مسؤولية التدهور الجديد في العلاقات الثنائية الى الجانب الإيراني الذي اتهمته "بالتورط الواضح" من خلال دعم يقدمه حليفه (حزب الله) اللبناني الى جبهة (بوليساريو) الانفصالية التي تطالب باستقلال الصحراء المغربية.واكد وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة في هذا السياق ان هناك "تورطا واضحا" للجانب الإيراني من خلال (حزب الله) الذي يدعم (بوليساريو) "لاستهداف الامن الوطني والمصالح العليا للمغرب".وكشف في هذا السياق عن ان (حزب الله) أرسل خبراء متفجرات وخبراء عسكريين إلى منطقة (تندوف) من أجل تدريب عناصر من (بوليساريو) على حرب العصابات واعداد عناصر من القوات الخاصة لتنفيذ عمليات تستهدف أمن المغرب واستقراره.واكد بوريطة ان قياديين من (حزب الله) أشرفوا كذلك على تسليم شحنة أسلحة للميليشيات المسلحة لجبهة (بوليساريو) شملت صواريخ من طرازي (سام 9) و(سام 11).وخلص إلى ان "قرارا استراتيجيا كهذا بمساعدة (بوليساريو) من طرف (حزب الله) لا يمكن ان يتم دون تنسيق وموافقة من لدن الجمهورية الاسلامية الإيرانية".وشدد بوريطة على ان هذه الخطوة جاءت رغم عدم تبني المغرب أي موقف معاد للمصالح الايرانية قائلا في هذا السياق انه "حتى في قضية البرنامج النووي الايراني كان موقف المغرب إزاءها واضحا باعتبار ان المشاورات في هذا الموضوع يجب أن تكون في المحافل المناسبة".وأضاف أن المغرب لم يسبق له أن اتخذ "موقفا متسرعا" تجاه ايران مشددا على انه في هذه المرة "توفرت لديه أدلة دامغة بأسماء ووقائع دقيقة تؤكد التواطؤ بين حزب الله و (بوليساريو) ضد المصالح العليا للمغرب".وتسجل بذلك العلاقات بين المغرب وايران مرحلة جديدة من التوتر بعد هدوء نسبي استمر نحو أربعة أعوام.وشهدت العلاقات بين الجانبين في أحد فصولها قطيعة استمرت ما يزيد على عقد من الزمان بعد الثورة الايرانية عام 1979 وما تلاها من استضافة المغرب شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي على أراضيه الا ان العلاقات سجلت انفراجا في تسعينيات القرن الماضي بعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1991 لكن الخلاف عاد للتصاعد بين الجانبين عام 2009 لا سيما بعد ان اتهم المغرب عاملين في السفارة الايرانية بالرباط بدعم انشطة للتشيع.كما اشتد الخلاف بين البلدين في وقت لاحق على خلفية موقف المغرب المتضامن مع البحرين بتحامل طهران على سيادتها ووحدة اراضيها ما أدى بالمغرب إلى قطع علاقاته مع طهران قبل ان تعود هذه العلاقات إلى الانفراج في عام 2014 ومن ثم للتدهور مجددا بعد القرار الذي أعلنه المغرب امس.(النهاية)

م ر ي / م ع ع

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على