«الدولة» يناقش إستراتيجية مجتمع عُمان الرقمي

حوالي ٦ سنوات فى الشبيبة

مسقط -استضاف مجلس الدولة أمس الاثنين وبحضور رئيس المجلس معالي د. يحيى بن محفوظ المنذري والمكرمين أعضاء المجلس وسعادة الدكتور الأمين العام للمجلس، د. سالم بن سلطان الرزيقي الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات وعدد من المسؤولين بالهيئة لتقديم عرض حول الإستراتيجية الوطنية لمجتمع عُمان الرقمي والحكومة الإلكترونية وذلك بقاعة النهضة بمجلس عمان في البستان.وألقى الأمين العام لمجلس الدولة سعادة د. خالد بن سالم السعيدي كلمة رحب فيها بالرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات ومسؤولي الهيئة في رحاب المجلس لتقديم عرض مرئي للتعريف بعمل الهيئة، والخدمات التي تقدمها، وكيفية استفادة لجان المجلس وأعضائه من تلك الخدمات بما يخدم الصالح العام، مشيرا إلى أن المجلس دأب وفي إطار التعاون القائم مع مختلف مؤسسات الدولة، على استضافة عدد من المسؤولين لتسليط الضوء على أعمال تلك الجهات وإسهاماتها في مختلف ميادين العطاء والإنجاز.وأكد سعادته تزايد أهمية تقنية المعلومات والاتصالات في عالم اليوم باعتبارها إحدى محركات عجلة التنمية، وتلعب دورا مهما في تقدم الأمم، وتعزيز المسارات التنموية القائمة على تنمية قدرات المواطنين ومهاراتهم في التعامل مع هذا المجال وتطوير الخدمات الحكومية.تطوير الخدمات الإلكترونيةونوه سعادته بما توليه السلطنة من اهتمام بتطوير الخدمات الإلكترونية، وذلك ترجمة للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه، مشيرا إلى أنه كان من ثمار هذا الاهتمام إنشاء الهيئة العامة لتقنية المعلومات بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم (52/‏‏2006)، لتكون الجهة الحكومية المعنية بتطوير وتفعيل السياسات الحكومية الرامية إلى التحول إلى ما بات يعرف بالحكومة الذكية أو التحول الرقمي بالإضافة إلى إحداث نقلة نوعية في السلطنة نحو الاقتصاد القائم على المعرفة لتحقيق فوائد اجتماعية واقتصادية للمجتمع العماني.وأوضح سعادته أنه وسيرا على هذا النهج الداعم لتقنية المعلومات والاتصال، وإدراكا لأهميتها في بناء الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، جاء اعتماد إستراتيجية «عُمان الرقمية « والتي سيطلع المكرمون أعضاء المجلس على تفاصيلها، وكيفية الاستفادة منها، لرفع مستوى كفاءة وفاعلية الخدمات الحكومية، وتعزيز قطاع الأعمال، وتزويد المواطنين بالمهارات والمعرفة اللازمة للتفاعل مع الخدمات الإلكترونية التي تقدمها المؤسسات الحكومية.معربا عن أمله في أن تثري نقاشات المكرمين أعضاء المجلس مختلف جوانب الإستراتيجية.بعد ذلك استعرض د. سالم بن سلطان الرزيقي الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات، رؤية الإستراتيجية الوطنية لمجتمع عمان الرقمي والحكومة الإلكترونية (عمان الرقمية)، والتي تتمثل في تحويل سلطنة عُمان إلى مجتمع معرفي مستدام عبر تفعيل تقنيات المعلومات والاتصال بهدف تعزيز الخدمات الحكومية، وإثراء قطاع الأعمال، وتمكين الأفراد من التعامل الرقمي، مشيرا إلى أن المرتكزات الأساسية لعُمان الرقمية تشمل البنى الأساسية المتقدمة، وتنمية المجتمع الرقمي، والحكومة الذكية والخدمات الإلكترونية، وتطوير صناعة تقنية المعلومات والاتصالات، والأمن السيبراني وبناء الثقة، والحوكمة والسياسات والمعايير علاوة على محور التوعية والإعلام.وفصّل أن البنية الأساسية المتقدمة تتضمن بوابة الدفع الإلكتروني، والمركز الوطني للتصديق الإلكتروني، والسحابة الحكومية، والمركز الوطني للبيانات، والشبكة الحكومية الموحدة والمنصة المركزية للتكامل.وبيّن أن تنظيم قطاع تقنية المعلومات يتم من خلال سن القوانين واللوائح لتنظيم مبادرات وقطاع تقنية المعلومات، والسياسات الداعمة لتطبيق القوانين، ووضع المعايير والإرشادات لدعم تنفيذ السياسات وتمكين الجهات المنفذة من تطبيق المعايير وأطر العمل، موضحا أن من خطوات تطوير صناعة تقنية المعلومات والاتصالات إنشاء مركز ساس لريادة الأعمال، ومركز ساس لمحاكاة الواقع، ومركز ساس لتطوير تطبيقات الهواتف الذكية، والمبادرة الوطنية لدعم البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر، إضافة إلى إثراء المحتوى العربي الرقمي.وأفاد أن مركز ساس لريادة الأعمال تمكن من احتضان (39) شركة خلال أربع سنوات وتوفير (200) فرصة عمل، فيما استكمل مركز ساس لمحاكاة الواقع (10) مشاريع والتحق به (560) متدربا وبلغ حجم عائدات الاستثمار أكثر من (142) ألف ريال عماني.أما مركز ساس لتطوير تطبيقات الهواتف الذكية فقد تمكن من تدريب (350) عمانيا وتطوير أكثر من (100) تطبيق.والتحق بالمبادرة الوطنية لدعم البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر (2500 ) متدرب بالتعاون مع (6) مؤسسات تعليمية في السلطنة، وفيما يتعلق بإثراء المحتوى العربي الرقمي، فقد تم نشر أكثر من (200) مقال على الموسوعة الحرة (ويكيبيديا) وتنظيم نسختين من مسابقة ويكي عمان بالإضافة إلى موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية.وقال الرزيقي إنه فيما يختص بتنمية المجتمع الرقمي، فقد عملت الهيئة على تدريب المجتمع في مجال تقنية المعلومات وفي هذا الصدد تم تدريب (56123) متدربا وتزويد (20) مركز مجتمع معرفي بخدمة الإنترنت وتحويل (7) مراكز إلى مراكز مستدامة، وتوفير (60) فرصة عمل وعقد (12) شراكة مع جهات خاصة وأهلية.وفي مجال التدريب التخصصي هناك (5500) متدرب في برنامج مسارات الشهادات و(193) متدربا في برنامج التدريب على رأس العمل، أما برنامج تدريب موظفي الخدمة المدنية في مجال تقنية المعلومات فالتحق به (82528) موظفا حكوميا وتضمنت المبادرة الوطنية للحاسوب الشخصي توزيع (120484) حاسب آلي شخصي و(85000) مودم.تراخيص البرمجياتوفي مجال تراخيص البرمجيات تم توزيع (83958) ترخيصا من «مايكروسوفت» و«اوراكل» للمؤسسات الحكومية ، وتدريب (5500) موظف حكومي وباحث عن عمل في مجالات تخصيصية مختلفة في تقنية المعلومات.وبين الرزيقي أنه في مجال التوعية والإعلام تم تنظيم خمس نسخ من جائزة السلطان قابوس للإجادة في الخدمات الحكومية الإلكترونية، وتنفيذ استطلاع حول نفاذ واستخدام تقنية المعلومات في عدد من القطاعات والفئات، إضافة إلى تنفيذ حملات توعوية منها الحملة الوطنية للتوعية بالابتزاز الإلكتروني، والحملات الإعلانية للخدمات الإلكترونية، والمشاركة الإلكترونية (شوركم).وأشار الرزيقي إلى أن السلطنة تستضيف مقر المركز الإقليمي العربي للأمن السيبراني التابع للاتحاد الدولي للاتصالات.التحول الرقميوتطرق إلى تعريف التحول الرقمي والذي يعني استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بهدف تطوير الأداء المؤسسي، وزيادة الفاعلية والكفاءة في مستوى تقديم الخدمات الحكومية عبر توظيف التقنيات الحديثة المتجددة، مبينا أنه ولضمان نجاح عملية التحول الرقمي المتقدم فلابد من عمل تحسينات في طرق وإجراءات العمل، بالإضافة إلى التكامل بين أنظمة المؤسسات الداخلية والخارجية وعلى مستوى البيانات والعمليات.وأفاد أن الغاية من برنامج التحول الرقمي في السلطنة زيادة فاعلية وكفاءة الخدمات الحكومية مع التركيز على التحسين في الإجراءات وتكامل البيانات والعمليات وأتمتها لتوفيرها للمواطنين وقطاع الأعمال والمؤسسات الحكومية في كل وقت وبسلاسة عبر القنوات الرقمية وضمان أمانها وسهولة استخدامها. شارحا مرتكزات التحول الرقمي في السلطنة والتي تشمل حوكمة تقنية المعلومات، وتحسين الإجراءات والعمليات وأتمتتها، والسياسات والمعايير، وتعدد قنوات التقديم إضافة إلى بناء القدرات وإدارة التغيير.واستعرض الرزيقي القطاعات المستهدفة والمؤسسات ذات الأولوية، ومنهجية وخطوات عمل برنامج التحول الرقمي، علاوة على الهيكل التنظيمي لحوكمة مشاريع التحول الرقمي في السلطنة، ومراحل البرنامج الزمني للتحول الرقمي.وتطرق الرزيقي إلى الوضع الحالي لمشاريع التحول الرقمي ومنها (14) مشروعا في مرحلة إعادة هندسة الإجراءات و(18) مشروعا في مرحلة تنفيذ وتطوير الخدمات الإلكترونية.وفيما يتعلق بأتمتة وتطوير الخدمات، بين الرزيقي أن إجمالي عدد الخدمات يبلغ (2323) خدمة تقدم عن طريق (67) مؤسسة حكومية، منها (782) خدمة إلكترونية مقدمة من (57) مؤسسة حكومية.وأشار إلى أن من أبرز مشاريع التحول الرقمي هي استثمر بسهولة، وبوابة الضرائب، والتناقص الإلكتروني، والتأشيرة الإلكترونية، نظام بيان، وخدمات المرور لشرطة عمان السلطانية، والنظام الإلكتروني للحج، والتصاريح البيئية، والبوابة الصحية الإلكترونية، والبوابة التعليمية، ونظام القبول الموحد وخدمات القوى العاملة.واختتم الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات العرض بإيضاح أثر التحول الرقمي على القطاعات المختلفة إضافة إلى تأثير التقنيات الناشئة على الاقتصاد العالمي، متطرقا إلى أهم الآثار المحتملة على السلطنة ومنها: التوجه نحو إنتاج الطاقة النظيفة المتجددة وتخزينها عند مواقع الاستخدام مما سيقلل الاعتماد على البترول كمصدر للطاقة ويمكن دخول المستخدمين إلى سوق الطاقة كمنتجين، وإنتاج القطع والمنتجات الكاملة على أرض السلطنة عند الحاجة وبحسب الكميات المطلوبة باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، إضافة إلى تغيير أنماط النقل واللوجستيات باستخدام المركبات الذاتية القيادة وأنترنت الأشياء في تتبع الشحنات وتوفير وسائل تنقل للأفراد تتمتع بالأمان والتكلفة المنخفضة.وعقب العرض، قدم عدد من المكرمين أعضاء المجلس مرئيات ومقترحات بناءة لإثراء مختلف جوانب الاستراتيجية الوطنية لمجتمع عُمان الرقمي بما يسهم في تعزيز دورها في تحقيق التحول الرقمي.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على