الحشد ضد «النووي»

حوالي ٦ سنوات فى الشبيبة

الرياض- تل أبيب - واشنطن-باريس-وكالاتاتهم وزير الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو إيران بزعزعة استقرار المنطقة، ودعم الإرهاب في العالم، معرباً عن رغبة بلاده في ضمان عدم حيازة إيران على أي أسلحة نووية.وقال بومبيو، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السعودي عادل الجبير في الرياض، أمس الأحد: «إيران تزعزع استقرار هذه المنطقة بأكملها عن طريق ميليشياتها والمجموعات الإرهابية التي تدعمها وتزودها بالسلاح في اليمن». مضيفا: «نريد أن نضمن أنها لن تحوز أي سلاح نووي». من جانبه أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير تأييد المملكة سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه إيران.وقال الجبير في المؤتمر: «يجب فرض المزيد من العقوبات على إيران، بسبب دعم الإرهاب والصواريخ».وتابع: «نؤيد سياسة الرئيس ترامب تجاه إيران، خاصة فيما يتعلق بتعديل الاتفاق النووي مع طهران، ونرى أنه ينبغي أن تفرض عقوبات عليها بسبب دعمها للإرهاب وتدخلها في شؤون الدول الأخرى». وتأتي زيارة بومبيو للرياض والقدس والعاصمة الأردنية عمان بعد يومين فقط من أدائه اليمين لتولي منصبه فيما يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاتخاذ قرار بشأن الانسحاب من الاتفاق النووي الموقع مع إيران في 2015 والذي لا يزال تدعمه القوى الأوروبية.وقال براين هوك المستشار السياسي البارز الذي يرافق بومبيو للصحفيين في الرياض: «نحث دول العالم على معاقبة أي أفراد أو كيانات مرتبطة ببرنامج إيران الصاروخي... مثل ذلك أيضا جزءا كبيرا من المناقشات مع الأوروبيين».وقال هوك: إن الصواريخ الباليستية التي أطلقتها حركة «أنصار الله» المتحالفة مع إيران في اليمن على السعودية وأسفرت عن مقتل رجل أمس الأول السبت قدمتها لها طهران.ووصف ترامب الاتفاق النووي بأنه «أسوأ اتفاق على الإطلاق» وهدد بإعادة فرض عقوبات على إيران ما لم يوافق الحلفاء الأوروبيون بريطانيا وفرنسا وألمانيا على تعديل الاتفاق. وسيؤدي استئناف العقوبات على الأرجح إلى نسف الاتفاق.وترى روسيا والصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا، وهي الدول التي وقعت الاتفاق إلى جانب إيران والولايات المتحدة، أن ذلك الاتفاق هو أفضل طريقة لمنع طهران من تطوير قنبلة نووية.وفي تصريحات أدلى بها بعد اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في بروكسل يوم الجمعة الفائت، قال بومبيو: إن ترامب لم يتخذ بعد قراراً بشأن التخلي عن الاتفاق من عدمه لكن من غير المرجح أن يتمسك به دون إدخال تغييرات جوهرية عليه. وأضاف بومبيو في مؤتمر صحفي: «لم يُتخذ أي قرار، ومن ثم فإن الفريق يعمل وأنا واثق من أن الكثير من المحادثات ستجري لنقل ما أوضحه الرئيس». وتشير تقارير وتحليلات الى أن حديث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الفائت عن «اتفاق جديد مع إيران» ربما لا يمثل في الحقيقة أي شيء جديد أو أي اتفاق مع إيران.جاء ماكرون إلى واشنطن، وذهبت بعده المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وهو يحدوه الأمل في إقناع الرئيس دونالد ترامب بعدم إعادة فرض العقوبات على إيران قبل مهلة غايتها 12 مايو وألا يعرض الاتفاق النووي الإيراني الموقع في 2015 للخطر. كانت طهران وافقت بموجب الاتفاق على تقليص برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الأمريكية والعقوبات الاقتصادية الأخرى. وأبرمت إيران الاتفاق مع بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة ويطلق عليه اسم خطة العمل الشاملة المشتركة.للوهلة الأولى يبدو «الاتفاق الجديد» الذي يتحدث عنه ماكرون محاولة لإعادة وصف أمر محل نقاش بالفعل بين الولايات المتحدة وثلاثة حلفاء أوروبيين هم بريطانيا وفرنسا وألمانيا بهدف إنقاذ الاتفاق القائم. وقال مسؤول فرنسي طلب عدم نشر اسمه: «هذا في الواقع يتفق مع ما نتحدث عنه منذ نحو ستة أشهر». وأضاف: أن ماكرون كان يتطلع إلى إقناع ترامب بالبقاء في الاتفاق الحالي مع مناقشة الإصلاح لكنه كان يأمل أيضا في إبقاء الباب مفتوحاً لإجراء محادثات إضافية إذا انسحب ترامب من الاتفاق.وفي مؤتمر صحفي مع ترامب، قال ماكرون: إنه يريد «العمل على اتفاق جديد مع إيران» للتصدي لأربعة أشياء هي تقييد البرنامج النووي الإيراني على المدى القصير وأيضا على المدى البعيد وتقييد أنشطتها المرتبطة بالصواريخ الباليستية وكبح ما يراه الغرب سلوكها المزعزع للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.لكن دبلوماسياً طلب عدم نشر اسمه قال: إن ماكرون كان يطرح قضية «مطروحة بالفعل بين الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة».بيد أن ماكرون بدأ يوم الأربعاء يتخذ مساراً مختلفاً إذ قال: «التحليل العقلاني لكل تصريحات الرئيس ترامب لا يقودني للاعتقاد أنه سيفعل كل شيء للبقاء في الاتفاق». وقال روبرت إينهورن خبير منع الانتشار النووي في معهد بروكنجز: «أعتقد أنه كان يتحدث أكثر عن اتفاق تكميلي وليس اتفاقاً جديداً... يعرف أن الرئيس ترامب سيفضل أن يكون الاتفاق جديداً ولذا أعتقد أن هذا ما وصفه لكنني أعتقد أنه يتحدث حقاً بشأن دمج الاتفاق القائم في إطار أوسع».وأضاف إينهورن: «في الوقت الذي قد يتحدث فيه ترامب والأوروبيون عن حشد دعم الآخرين، لا أعتقد أن هناك أي أمل واقعي في دفع الروس أو الصينيين أو الإيرانيين إلى محاولة التوقيع على أي شكل من هذا الإطار الأوسع».

شارك الخبر على