"واجعله آمناً"

حوالي ٦ سنوات فى الشبيبة

علي بن راشد المطاعنيالجهود المبذولة لترسيخ الأمن والاستقرار في البلاد واضحة للعيان من خلال منظومة تعزيز الأجهزة الأمنية في البلاد بمنشآت أمنية متعددة الأغراض لتواكب المتغيرات السكانية والتعقيدات الحياتية وإفرازاتها‏ على العديد من الأصعدة والمجالات بما يسهم في إسداء الطمأنينة والأمان للسكان والزوار للسلطنة، فضلا عن مواكبة التطورات التكنولوجية والتقنية واستغلالها من جانب البعض بشكل سلبي يؤثر على مجريات الحياة العامة وغيرها من الأسباب التي ترفع وتيرة المشكلات التي تؤرق المجتمع و تزعزع الأمن والاستقرار وترسم صورة غير إيجابية.ولا شك أن الأمن والأمان في الأوطان نعمة من نعم الله تعالى ذكرت في مواضع كثيرة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، بل إن الأمن مقدم على الأكل والشرب، وقوله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز: {‏وإذ قال إبراهيم ربي اجعل هذا البلد آمنا، وارزق أهله من الثمرات}، و قوله تعالى: {فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا} آل عمران، وقوله تعالى: {ادخلوها بسلام امنين} الحجر الآية 46، وقوله تعالى: {فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف} سورة قريش، وهناك الكثير من الآيات القرآنية التي تدلل على نعمة الأمن وتقدمها على غيرها من النعم، وبالأحرى لا تتقدم إلا بتوفرها.في السنة النبوية الكريمة الكثير من الأحاديث التي تحث على الأمن وأهميته للفرد والمجتمع وتقرن بتملك الدنيا وما فيها، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها". فالأمن لا خلاف على أهميته باعتباره يوفر الأرضية الملائمة للتنمية ويهيئ كل سبل العمل الاقتصادي.لعل استكمال المنشآت الأمنية والشرطية الواحدة تلو الأخرى بما تزخر به من مرافق وإمكانيات لكل الاستخدامات الأمنية والمجهزة بأحدث الأجهزة لتؤكد على مدى جاهزية شرطة عمان السلطانية التي تحظى بالاهتمام الكبير من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- القائد الأعلى لشرطة عمان السلطانية، ‏إدراكا من جلالته لما تؤديه أجهزة الشرطة من دور حيوي يهدف إلى ترسيخ الأمن والطمأنينة في نفوس كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة.إن تعزيز منظومة الأمن في البلاد تقتضيه الظروف والمتغيرات التي تشهدها المنطقة التي تستوجب بلورة توجهات أمنية دقيقة تشمل كل الأجهزة والوحدات وتحديثها بما يتواكب مع هذه المتغيرات الجيوسياسية وتأثيراتها اللامحدودة على الغير.ولا يغيب عن الأذهان أن الأوضاع الاقتصادية وتعقيداتها في البلدان تفرض ‏نفسها هي الأخرى على الأجهزة المختصة، فمن الطبيعي أن تتواكب معها بتعزيز المنظومة الأمنية بشكل مستمر وعلى أحدث المستويات متحملة في ذلك الأعباء المجتمعية، وأخطاء العديد من الجهات الأخرى تضفي تبعات على الأجهزة الأمنية ‏التي تتعاطى معها بالمزيد من المسؤولية والعمل على تلافي انعكاساتها على الفرد والمجتمع، من خلال الرقابة الوقائية والتحري بعدم وقوع الجريمة.بالطبع تعزيز الوعي الأمني لدى أفراد المجتمع ذو أهمية‏ على كل الأصعدة والمستويات، فالمواطن جزء لا يتجزأ من المنظومة الأمنية في البلاد وحريص على استتباب الأمن والاستقرار، ولله الحمد والمنة هو عامل آخر من عوامل ترسخ الطمأنينة في هذا الوطن العزيز.فالجاهزية الكاملة لمنظومة الأمن والأمان في البلاد مطلب ملح في كل الأوقات وتحت كل الظروف، باعتبار أن التنمية لا يمكن أن تنهض ما لم تتهيأ لها الأرضية الصلبة التي تنشر ثمارها في ربوع الوطن، ولا يمكن للاقتصاد أن ينمو و يزدهر، والاستثمار أن يضع رؤوس أمواله في الأرض ما لم يتأكد من كفاءة المنظومة الأمنية في أي بلد، بل إن استتباب الأمن والاستقرار من محفزات الاستثمار ‏إن لم يكن من شروطه الأساسية خاصة في عالم اليوم الذي تتنازعه الكثير من المخاوف وتثيره الهواجس التي تتجاوز كل الحدود وتطوع كل الإمكانيات للوصول إلى مبتغاها في إثارة الفزع في نفوس الآمنين وإقلاق راحة المستثمرين والسياح وغيرهم، فلا يمكن أن نكون رهينة لهذه المتغيرات بغير ما يكون لدينا من الاحتياطيات ما يتوجب التعاطي معه بكفاءة عالية تعزز ما تحقق من سبل الأمن.لعل البعض يستغرب من توالي افتتاح المنشآت الأمنية والشرطية غير مدرك لأهميتها ودورها في استتاب الأمن، وقد يعذر من يذهب لمثل هذه الاستنتاجات المحدودة الناتجة عن استقراءاته البسيطة في حدود إدراكه وعلمه، لكن في المقابل يجب أن يتيقن أن الأجهزة المختصة لن تعمل ذلك سدى، بل نتيجة خطط دقيقة تأخذ في الاعتبار كل المعطيات والمستجدات والمتغيرات أيضا.إن انتفاء الأسباب المؤدية إلى الإشكاليات في أي مجتمع ليست مسؤولية الأجهزة الأمنية، وإنما هي تراكمات من ممارسات جهات أخرى وأوضاع حياتية معقدة تفرض نفسها ليس علينا فحسب وإنما على كل الدول، ذلك أنها من الضرورات التي تفرضها الأوضاع و المقتضيات في أي دولة وهو ما تنهض به الأجهزة المختصة باقتدار نزجي لها الشكر والتقدير. ‏بالطبع التطوير لأي منظومة سيستمر وفق أولويات ومحددات مجتمعية اجتماعية واقتصادية وأمنية تتبلور من خلال دراسات دقيقة، وتدارس كل الخيارات المناسبة لأي منظومة أمنية فوق كل الأولويات لما تمثله من غاية نبيلة تسبق غيرها من الأولويات مهما كانت ملحة، وتتوفر لها كل الإمكانيات مهما كانت الظروف.نأمل أن تكلل المنظومة الأمنية بالتوفيق والنجاح وان تتطور باستمرار مواكبة بذلك تطور المجتمع وتعقيدات الحياة وتشابكها كما وكيفا في زمن تتسارع فيه المستجدات تغذيها التكنولوجيا بإيجابيتها وسلبياتها لذا من الطبيعي أن تكون اليقظة الأمنية على أهبة الاستعداد على مدار الوقت بل وتستبق التوقعات وهو ما يسمى بالمعالجة الأمنية قبل وقوعها.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على