ديلي بيست تتجوّل قرب "الخسفة" وتسجِّل شهادات عن ضحاياها

حوالي ٦ سنوات فى المدى

ترجمة/ حامد أحمد
في منطقة صحراوية نائية غرب الموصل توجد حفرة عميقة تدعى (الخسفة) كان يعتقد بأنّ ماءً يوجد في قعرها ولكن لم يصح ذلك الادعاء وفقاً لسكان محليين يعيشون بالقرب منها.ويقول السكان إن الحفرة كانت سابقا مكانا لدفن مناوئي نظام صدام حسين وكذلك يعتقد بأن تنظيم القاعدة استخدمها قبل داعش في التخلص من ضحاياه أثناء فترة العنف التي أعقبت الغزو الاميركي للعراق عام 2003، ولكن حجم ضحايا الفترتين السابقتين لا ترقى الى حجم ضحايا تنظيم داعش التي دفنوا فيها.الموصل كانت ثاني أكبر مدينة مكتظة بالسكان في العراق، وفيها الآلاف من أفراد الشرطة والاجهزة الامنية المحليين وفي المناطق والقرى المجاورة لها. وبعد اجتياح داعش للموصل قام التنظيم بملاحقة العناصر الامنية واختطافهم ثم اقتيادهم الى سجونه المنتشرة في أنحاء المدينة، حيث يقوم بعد ذلك بنقلهم في مجموعات صغيرة في شاحنات الى حفرة الخسفة وأيديهم موثوقة خلف ظهورهم ثم يجعلونهم يقفون عند حافة الحفرة ليسقطوا فيها بعد توجيه إطلاقات نارية من الخلف على رؤوسهم. واعتاد القرويون المتواجدون قرب المنطقة على مشاهدة هذا المنظر بين فترة وأخرى.ويقول ياسر أحمد 40 عاما، وهو راعي غنم يعيش في قرية بمحاذاة منطقة الخسفة:"رأيت هذا المنظر بعيني، جلبوا معهم أناساً من الموصل أو القيارة... كنت أرعى الغنم ورأيت الدواعش وهم يطلقون النار على الضحايا."شهود عيان من داخل مدينة الموصل أكدوا ذلك ايضا. وقال وليد حسان (27 عاماً)، يعيش في حي وادي حجر، كان غالبا ما يشتري مادة الكازولين من مصفى يديره داعش قرب موقع حفرة الخسفة. وكان عندما يقود سيارته خارج المدينة يشاهد الضحايا يتم اقتيادهم الى الموت قرب حفرة الخسفة.وقال حسان"رأينا إعدامات منطقة الخسفة على شريط فيديو. لقد أظهره داعش لنا على شاشة كبيرة نصبت قرب حي وادي حجر وكان التنظيم يبيع هذه الاقراص في المنطقة."وفي أحد أشرطة الفيديو توغلت عدسة الكاميرا داخل فوهة الحفرة حيث أظهرت جدران الهوة وهي تنحدر بشكل عمودي، وكانت عميقة جدا بحيث ان قعرها يحجبه الظلام، ولكن عند صخرة في الاسفل بدت هناك جثة ممددة.ولا توجد هناك إحصائيات عن عدد الاشخاص الذين قتلوا في حفرة الخسفة ولم تقم الحكومة بأي جهد في هذا المجال حتى الآن. ولكنّ خبيراً في منظمة هيومن رايتس ووتش، يقدر وجود ما يقارب 4000 جثة ترقد في حفرة الخسفة وقسم من تخمينات السكان المحليين يفوق هذا العدد بكثير.ولكنّ التنظيم الإرهابي اختار في ما بعد عدم نشر أدلة على جرائم القتل التي يقوم بها في حفرة الخسفة التي كان يبثها عبر مواقع تواصله الاجتماعي الدعائية. وعند مرحلة معينة من العام 2016 أوقف داعش اقتياد ضحاياه الى الموقع. وقال سكان محليون بأن رائحة الجثث النتنة كانت قد هيمنت على الأجواء. ثم قام داعش بملء الحفرة بحاويات الشحن والتراب ثم زرع المنطقة بالالغام مما زاد من تعقيد الموقف أمام أي محاولة لحفر القبر.لم يكن ضحايا داعش من عناصر الشرطة والامن فقط بل من المدنيين الذين يعارضون التنظيم. ويقول علي سلطان، وهو قروي من منطقة قريبة من الموصل اعتقله مسلحو داعش اثناء ما كان يتناول الغداء في مطعم بضواحي الموصل عام 2014 ولم يرجع بعد ذلك.ويقول جاسم محمد، ابن عم سلطان:"لم يكن داعش يعطي مبرراً لسبب قيامه بقتل الناس. كانوا يختارون أشخاصاً ويقتلونهم"، مشيرا الى أنهم لا يعرفون أين هي جثته ويتوقعون انه قد اقتيد مثل الضحايا الآخرين الى حفرة الخسفة".مع نقرة الخسفة وكثير من القبور الجماعية الاخرى في العراق هناك أسرار مخفية معها، معاناة عوائل هؤلاء الضحايا ستبقى مستمرة.ويقول محمد"هذه العوائل تريد ان تعرف فقط ما حصل لأبنائها وأقاربهم. إنهم يريدون أملاً، أو على أقل تقدير شيئاً يؤكد مصيرهم."
 عن: صحيفة ديلي بيست الأميركية

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على