خبراء عسكريّون داعش اعتمد ستراتيجيّات قتاليّة دُرِّست لضبّاط صدام

حوالي ٦ سنوات فى المدى

 ترجمة: حامد أحمد
بينما كانت القوات العراقية تقاتل داعش أدرك اللواء الركن المتقاعد عبد الكريم خلف حقيقة مرّة وهي أنها كما لو أنهم كانوا يقاتلون ضد زملاء له من ضباط الجيش السابق .التكتيكات الحربية التي استخدمها إرهابيو تنظيم داعش التي تبدأ من الاسلوب الذي يتبعونه في حفر الخنادق الى طريقة بنائهم للدفاعات القتالية، هي نفس التكتيكات الواردة في كراس تدريب القوات المسلحة العراقية السابقة التابعة لنظام صدام حسين .وقال لواء الجيش المتقاعد خلف "لديهم خبرات وأساليب موروثة عن الجيش العراقي السابق كما لو أنهم يعرفوننا ." عندما أسقط الغزو الاميركي للعراق نظام صدام حسين في 2003 قبل 15 عاما تسبب ذلك بتفكك المجتمع العراقي وتباين الولاءات بين أولئك الذين خدموا في القوات المسلحة للبلاد.وأول القرارات التي اتخذها الحاكم الاميركي المدني للبلاد بول بريمر، آنذاك هو حل جميع الاجهزة الامنية للبلاد .هذا التحرك المثير للجدل أدى الى نتائج عكسية ضد القوات الاميركية حيث دفع الكثير من عناصر الاجهزة الامنية والعسكرية المنحلة الى الالتحاق بالمجاميع المسلحة التي قامت باستهدافهم واستهداف منتسبي الاجهزة الامنية الجديدة .ويقول الباحث فنار حداد، المختص في الشأن العراقي من معهد الشرق الاوسط إن "الخبرات العسكرية للجيش العراقي السابق كانت حيوية لتهيئة وتشكيل مجاميع التمرد المسلحة ."ويشير الباحث حداد الى أن، المعرفة المكتسبة من خبرة الجيش العراقي السابق وظفت لعمل تخريبي ضمن صفوف المجاميع المسلحة الإرهابية حيث بدا ذلك واضحا عند اجتياح داعش لمناطق واسعة من العراق وسوريا عام 2014 .وكان من بين قيادات تنظيم داعش ضباط سابقون من جيش نظام صدام الذين استخدموا خبراتهم لاحتلال أراضٍ من أجل إقامة "دولة الخلافة" الخاصة بهم .وأستنادا الى الجيش الاميركي فإن ضابط الحرس الجمهوري السابق فاضل أحمد الحيالي، كان المساعد الثاني لزعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، لحين مقتله خلال غارة جوية للتحالف قرب الموصل في تشرين الاول عام 2015 .وبينما كان مساعداً للبغدادي كان الحيالي مسؤولا عن نقل الاسلحة والمتفجرات والعجلات ونقل الاشخاص بين العراق وسوريا. ضابط سابق آخر يدعى سمير عبد محمد الخليفاوي، وصفته مجلة دير شبيغل الاسبوعية الالمانية على انه كان من أهم الخبراء الستراتيجيين لتنظيم داعش .وباستخدامه للاسم المستعار (حجي بكر) ساعد ضابط استخبارات القوة الجوية السابق بابتكار خطط استخدمها التنظيم للاستحواذ على شمالي سوريا قبل ان يقتل من قبل قوات مقاومة بسوريا في 2014.ويقول هشام الهاشمي، الخبير العراقي في شؤون المجاميع المسلحة، إن هذه لم تكن أمثلة منعزلة بينما عبّأ داعش أجهزته العسكرية والامنية بضباط من جيش صدام السابق .وعندما شنت القوات الحكومية معركتها الساحقة ضد داعش، استعانت ايضا بضباط متمرسين من الجيش السابق .وقال الهاشمي ان قادة أساسيين بضمنهم قياديون في وحدات النخبة من قوات مكافحة الارهاب هم بالاصل ضباط سابقون في جيش صدام تمت إعادة ضمهم لصفوف القوات المسلحة المشكلة بعد 2003 .واستطاعت القوات العراقية المسلحة الهيمنة بقوتها على مسلحي داعش بمساعدة الغطاء الجوي لطيران التحالف بعد خوضها حرباً دموية طويلة اعتبرت من أعنف معارك المدن منذ الحرب العالمية الثانية. التشابه بين تكتيكات الطرفين أعطت بغداد أرجحية رئيسة سمحت لها بإعلان النصر على داعش عند نهاية العام الماضي.وأضاف الهاشمي بقوله "لقد انتصر الجيش لأنه عرف بأن داعش استخدم أساليب القوات الخاصة السابقة لصدام وكان قادراً على التنبؤ بتحركاته ."واعتبر إلحاق الهزيمة بداعش نقطة تحوّل كبرى بالنسبة للقوات العراقية التي تراجعت بشكل متخبط سابقاً أمام زحف داعش في 2014 .وبالنسبة للواء السابق خلف فإن النصر يعود في جزء منه على الأقل للخبرة القتالية المكتسبة للضباط قبل الغزو الاميركي للعراق .وقال اللواء خلف إن "القوات العراقية عرفت طبيعة المعركة والظروف الجغرافية للأرض.. لقد أدركنا كيف يقاتل العدو وكل هذه الأمور متأتية من أفعال انعكاسية مطلوبة في الجيش." عن: وكالة AFP

شارك الخبر على