مسؤولون تأمين طريق بغداد كركوك من دون السيطرة على محيطه

حوالي ٦ سنوات فى المدى

 بغداد/ وائل نعمة
بعد سلسلة الهجمات المسلحة التي نفّذها داعش في شمال وغرب البلاد، تحاول القيادة العسكرية سدّ الثغرات الأمنية عبر توزيع جديد للقوات وتمشيط الصحراء.في غضون ذلك دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي المواطنين إلى التكاتف لمنع وقوع "كارثة" الانهيار العسكري، في إشارة إلى التراجع الكبير للقوّات أمام التنظيم في صيف 2014، نافياً وجود ما أسماه بـ"الانتصارات الكاذبة" للتنظيم خلال الفترة الماضية.وأدرك التنظيم المتطرف بعد هزيمته في العراق، نهاية العام الماضي، انتهاء مرحلة "أرض التمكين"، وهي فترة السيطرة على المدن وإعلان دولته المزعومة، فبدأ بتنفيذ عمليات نوعية لإرباك أوضاع المدن المحررة. وشرع منذ شباط الماضي، بالتزامن مع استعداد القوى السياسية لموسم الانتخابات، عمليات لاصطياد القوات الأمنية بشكل منفرد، ونصب الكمائن والحواجز الأمنية، مما أدى الى مقتل وإصابة ما يقارب 100 شخص في شهر واحد في جنوب كركوك وغرب الأنبار.
طريق الموتبدوره يقول محمد مهدي البياتي، مسؤول محور الشمال في منظمة بدر التي يتزعمها هادي العامري، في اتصال مع (المدى) أمس إن "القيادة العسكرية أغلقت الثغرات ونقاط الضعف في طريق جنوب كركوك وشرق تكريت التي كانت مسرحاً خلال الفترة الماضية لعمليات القتل والحرق والخطف".ونشر تنظيم داعش السبت الماضي تسجيلات مصورة أظهرت قيام عناصر منه بإعدام منتسبين من القوات الامنية اختطفهم على الطريق الرئيس بين كركوك وبغداد على الرغم من إعلان السلطات العراقية تأمين الطريق بالعديد من حواجز التفتيش والدوريات.وتداولت مواقع مؤيدة للتنظيم تسجيلاً ظهر فيه ثمانية رجال يرتدون زياً عسكرياً مشابهاً لزي القوات العراقية، بينما كانوا يحملون أسلحة كلاشينكوف وأخرى من نوع إم - 16 ويقفون خلف ثمانية من أفراد الشرطة الاتحادية الذين خطفوا على طريق كركوك - بغداد مؤخراً.وتوعدت الشرطة الاتحادية في بيان المنفذين بالاقتصاص من القتلة. ونفذ عناصر داعش الإعدامات في مناطق شبه جبلية وهي مناطق لا تزال ينشط فيها التنظيم في ما يبدو.وقال قائد قوات الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان عقب الحادث "أقدم العدو الإرهابي الجبان على قتل أسرانا الذين تم اختطافهم وهم عزّل من السلاح".وقبل أيام نشر تنظيم داعش تسجيلا آخر أظهر إعدام ثمانية أشخاص قيل إنهم من عناصر الحشد التركماني التابع للحشد الشعبي.وهذه الحوادث هي من بين هجمات دموية نفذها تنظيم داعش في الطريق ذاته خلال الشهر الجاري. وسبقت ذلك هجمات منفصلة استهدفت ثلاث عائلات وأوقعت عشرات القتلى.وعلى صعيد متّصل أعلن فصيل سرايا السلام الجناح العسكري للتيار الصدري عن مقتل اثنين من أفراده بعد اختطافهما في سيطرة وهمية نصبت على طريق كركوك، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الخطف، ونشر تسجيلا نحر فيه العنصرين.وتعيد حوادث كهذه الى الأذهان الأساليب التي كان ينفذها المتطرفون في السنوات التي سبقت استيلائهم على الموصل عام 2014.واعتبر البياتي أنّ "العمليات الاخيرة يقف وراءها بعض المتطرفين الكرد والمتحالفين معهم ممن يطلقون على أنفسهم (أصحاب الرايات البيضاء) وفلول داعش"، فيما تنفي أطراف كردية علاقة مواطنيهم بتلك الاحداث ويشيرون بأصابع الاتهام الى عناصر التنظيم.وأكد البياتي أن الطريق الرئيس بين بغداد وكركوك أصبح الآن آمناً بنسة 99%. كما كشف القيادي في بدر أن الاستخبارات العسكرية سجلت اعترافات لبعض العناصر المسؤولة عن الهجمات الاخيرة، دون إعطاء تفاصيل عن هوية المعتقلين.وكانت معلومات قد أشارت قبل يومين الى اعتقال مسؤول نصب السيطرات الوهمية لـ"داعش" على طريق كركوك بغداد، المدعو أبو سليمان العفري.وعثرت بحوزة العفري، الذي اعتقل بعد معلومات استخبارية، دون الإشارة الى مكان إلقاء القبض عليه، خرائط وخطط لجهات تروم المجموعة المسلحة مهاجمتها في الفترة المقبلة.
سدّ الثغراتمن جهته كشف رضا محمد كوثر، رئيس اللجنة الامنية في طوزخرماتو، جنوب كركوك، في اتصال هاتفي مع (المدى) عن أنّ عملية الانتشار الجديدة في الطريق الرئيس بين بغداد وكركوك، نفذت من قبل الحشد الشعبي، والشرطة الاتحادية، وقوات الرد السريع.وبدأت الخطة الجديدة منذ 4 أيام، عقب حادثة اختطاف القوات الأمنية وعناصر سرايا السلام من على الطريق ذاته. ويشرف اللواء 52 (الحشد التركماني) على شريط يمتد من سيطرة حمرين (أنجانة) شمال بعقوبة الى آمرلي، جنوب شرق تكريت، فيما تشرف عميلات صلاح الدين وقوات الرد السريع على الطريق بين آمرلي الى ناحية سليمان بيك.بالمقابل مسكت شرطة طوزخرماتو، الطريق الممتد من "الطوز" الى داقوق جنوب كركوك، والشرطة الاتحادية من داقوق الى كركوك.وينتقد كوثر تلك الإجراءات، حيث يعتبرها غير كافية لتأمين الطريق. وأشار الى أن "الخطة اكتفت بزيادة القوات على الطريق، فيما البلدات خلفهم ما زال المسلحون ينشطون داخلها".وطالب المسؤول المحلي في طوزخرماتو، بنشر 5 آلاف عنصر تابع للشرطة الاتحادية متواجدين داخل القضاء، الى القرى والبلدات الواقعة خلف التلال في شرق الطوز، فيما نفى علمه بعدم تنفيذ القوات الامنية عمليات تطهير في تلك المناطق.من جهته كشف محمد البياتي، وهو وزير حقوق الإنسان السابق، أن "عملية مرتقبة ستنفذ في أطراف داقوق والمناطق القريبة من الزركة جنوب شرق تكريت، لسد الثغرات الأمنية".واعتبر المسؤول في منظمة بدر أنّ الاحداث الاخيرة كانت بسبب "تراخي بعض القوات عقب إعلان هزيمة داعش". وكان زعيم المنظمة هادي العامري، وجّه انتقاداً شديداً في شباط الماضي، الى ما أسماه إعلام الدولة لإعلانه نهاية "داعش".
تأمين الحدودوكان التنظيم قد نقل عمليات نصب الكمائن الى مناطق أخرى، حيث قتل عدداً من الجنود خلال الاسبوع الماضي في غرب الانبار، كما كان قد هدد باقتحام القائم منطلقاً من سوريا.وعلى إثر تلك التهديدات، قام الجيش بعمليات عسكرية لتأمين الحدود مع سوريا، وتمشيط مناطق الوديان في الصحراء، التي يعتقد مسؤولون أنها تضم 1000 مسلح على الاقل.وقال العبادي، في تصريح على هامش لقائه وفداً من أهالي منطقة المعامل، أمس، التي شهدت احتجاجات واسعة مؤخراً على سوء الخدمات "نحن نستغرب نشر انتصارات كاذبة لداعش على قواتنا وعلى حساب أمن الوطن والمواطنين".وتابع رئيس الوزراء متسائلاً: "لماذا نتحول إلى أدوات بيد داعش بنشر معلومات كاذبة مثل قتل عدد من الجنود في الأنبار؟".ودعا العبادي إلى "تكاتف جميع العراقيين من أجل منع تكرار كارثة الانهيار العسكري والأمني وسقوط المحافظات"، مؤكداً "ضرورة تعزيز النصر الذي تحقق بتضحيات العراقيين وشجاعتهم".من جهته قال قطري العبيدي، القيادي في حشد غرب الانبار في اتصال مع (المدى) إن "هناك عمليات مستمرة في المناطق الصحراوية الممتدة من كربلاء الى الانبار وحتى الحدود السعودية، ومنطقة الجزيرة من شمال الرمادي الى صلاح الدين وصولاً الى الحدود السورية".وأكد العبيدي أن العمليات تنفذ من قبل قيادتي عمليات الانبار والجزيرة بمشاركة الحشدين الشعبي والعشائري. وأشار الى وجود ثغرات في قاطع (الشامية) الذي تشرف عليه عمليات الانبار التي كانت مسرحاً لمقتل وإصابة 18 عنصراً من حرس الحدود والقوات الأمنية.

شارك الخبر على