قوّات تركيّة تقتحم حدود الإقليم وتقترب من أربيل

حوالي ٦ سنوات فى المدى

 بغداد/ وائل نعمة
مع بدء انفراج الأزمة بين بغداد وأربيل بعد وصول رواتب الموظفين والبيشمركة الى الإقليم واستئناف الرحلات الجوية في مطارات كردستان، يُهدّد اختراق قوات تركية أراضي الإقليم بأزمة جديدة بين الطرفين.وتتحدث أطراف كردية عن توغّل تركي مستمر منذ أسبوع داخل الحدود العراقية بهدف ملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني، إذ لم يعد تفصل هذه القوات عن أربيل عاصمة الإقليم سوى مسافة 100 كم فقط.وتتهم تلك الأطراف حكومة بغداد بمسؤولية التوغل التركي، في وقت كانت فيه حكومة العبادي تصرّ منذ عدة أشهر على بسط السلطة الاتحادية في مناطق الإقليم وعلى المنافذ الحدودية.ولم يسجل أي اعتراض من قبل حرس الحدود العراقية لتوغل القوات التركية، التي أنشأت عدة ثكنات عسكرية ثابتة في شمال غرب أربيل، فيما كانت قد خاضت اشتباكات محدودة مع قوات حزب العمال.والتزمت حكومتا بغداد وأربيل الصمت حول التطورات الأخيرة، فيما نفت جهات تركمانية تقدم القوات التركية باتجاه الحدود العراقية، كاشفة عن قرب إطلاق حملة عسكرية مشتركة بين بغداد وأنقرة للقضاء على "حزب العمال" بعد الانتخابات التشريعية المقبلة.بدوره كشف سيروان عبدالله، النائب عن أربيل في البرلمان الاتحادي، عن توغل القوات التركية في الاراضي العراقية بعمق 15 كم. وقال عبد الله لـ(المدى) أمس إن "القوات التركية لم تواجه أي منع من حرس الحدود العراقي التابع لوزارة الداخلية الاتحادية". وأشار الى أن "القوات صارت قريبة من قضاء سوران بمسافة 40 كم وعن أربيل بمسافة 100 كم".وأكد النائب أن دخول القوات التركية كان مدعوماً بغطاء جوي، متوقعاً أنها أدخلت آليات ثقيلة ومدرعات الى أراضي الإقليم.وكان علي حمه صالح عضو برلمان كردستان، قد نشر أمس، في صفحته على فيسبوك صوراً للقوات التركية قال إنها التقطت، الأحد، داخل أراضي الإقليم.كذلك قال قائممقام قضاء سوران التابع لمحافظة أربيل كرمانج عزت، أمس لوسائل إعلام أجنبية إن القوات التركية أنشأت مواقع عسكرية ثابتة في المنطقة التي تقع في مثلث حدودي بين العراق وإيران وتركيا، متوقعاً أن يستمر هذا التواجد لفترة طويلة.من جهته أكد طارق رشيد كردي، نائب رئيس كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في البرلمان الاتحادي، أن عملية التوغل الكردي مستمرة منذ أسبوع.وقال كردي في تصريح لـ(المدى) أمس إن "القوات تصادمت بشكل محدود مع مفارز تابعة لقوات حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) في قرية برميزة في شمال أربيل". وأشار الى أن التوغل التركي ما زال مستمراً وفي تصاعد.وقالت وكالة أنباء الأناضول، أمس، إن 27 عنصراً من حزب العمال قتلوا خلال الأيام الماضية نتيجة عمليات عسكرية تركية جرت يوم 15 آذار الجاري في شمال شرق تركيا، وفي شمال العراق.
بغداد لا تعلم !وحمّل النائب عن أربيل سيروان عبد الله، الحكومة في بغداد مسؤولية حماية أراضي كردستان. واعتبر أن ما حدث خرق واضح للسيادة العراقية. كذلك استغرب صمت الحكومة وتوقيت زيارة رئيس البرلمان سليم الجبوري الأخيرة الى أنقرة التي تزامنت مع انطلاق الحملة العسكرية التركية في كردستان.وقال مدير المكتب الإعلامي لرئيس البرلمان عبد الملك الحسيني في تصريحات صحفية امس إن "الجبوري (الذي يزور أنقرة منذ الخميس الماضي) جدد رفض البرلمان العراقي لأي تواجد مسلح على أرض العراق من شأنه أن يهدد أمن المنطقة وخصوصا قوات حزب العمال الكردستاني".وأضاف الحسيني ان "العراق مستعد للتعاون مع الجمهورية التركية للقضاء على مثل هذه الظواهر".بدوره، قال المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ يوم الإثنين الماضي، إن المباحثات مع الحكومة العراقية بخصوص عملية عسكرية محتملة ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، كانت إيجابية، وتم التوصل من خلالها إلى تفاهم مشترك بشأن مكافحة المنظمة.من جهتها نفت الحكومة العراقية علمها بما يحدث في إقليم كردستان، وقال المتحدث باسم رئيس الحكومة سعد الحديثي في اتصال مع (المدى) أمس إنه "لا يملك معلومات او تفاصيل عن الحادث".بالمقابل لم يصدر عن حكومة الإقليم أي بيان عن الاحداث الاخيرة، فيما قال النائب عن حزب رئيس حكومة كردستان طارق كردي إن "حكومة الاقليم مغلوب على أمرها، وحماية الحدود من مسؤولية الحكومة الاتحادية".بالمقابل نفت قوات البيشمركة امتلاكها أي معلومات عن قضية التوغل التركي. وقال الأمين العام لوزارة البيشمركة، جبار الياور في اتصال مع (المدى) امس، انه "ليس لدينا قوات في تلك المنطقة، ولا نملك معلومات".
منطقة عازلةويُعدّ التوغل التركي داخل الاراضي العراقية، الثاني في غضون 3 سنوات، حيث كشف في 2015 عن وجود معسكر للقوات التركية في بعيشقة، وأثار جدلاً كبيراً حول شرعية تواجده.ويؤكد نيازي أوغلو، عضو اللجنة الامنية في مجلس النواب في تصريح لـ(المدى) أمس أن "القوات ما زالت متواجدة لغرض تدريب القوات الامنية، ولم تخرج من ثكناتها طوال السنوات الماضية".لكنّ المتحدث باسم الحكومة سعد الحديثي أكد خلال تصريحاته لـ(المدى) أمس أن بغداد "تعتبر دخول القوات التركية غير رسمي، وبأنها مستمرة بإجراءات تضمن سيادة العراق".وكانت حكومة بغداد قد هددت حينذاك باللجوء الى المجتمع الدولي لإخراج القوات التركية من هناك، ثم بدت وكأنها تراجعت عن موقفها.ويعزو النائب التركماني نيازي أوغلو تغير مواقف بغداد بـ"اتفاق الطرفين على قضايا تهم الامن القومي للبلدين، والقضاء على حزب العمال الكردستاني".وبحسب نيازي هناك 2300 مقاتل تابع لـ(بي كي كي) بين كردستان وكركوك وديالى والموصل.ونفى أوغلو تقدم القوات التركية في شمال العراق، فيما أشار إلى أن هناك اتفاقاً بين العراق وسوريا وتركيا على شن حملة عسكرية كبيرة ضد تلك القوات ستنطلق بعد الانتخابات التشريعية في أيار المقبل.وكشف النائب عن أن الاتفاق يتضمن إنشاء "منطقة عازلة بمسافة 5 كم داخل الحدود العراقية و2 كم داخل الحدود التركية، لمنع تدفق المسلحين بين البلدين".

شارك الخبر على