موقع إخباري قلة الرعاية الصحية في سنجار تؤخر عودة نازحيها

حوالي ٦ سنوات فى المدى

 ترجمة/ حامد أحمد
منذ تحريرها من تنظيم داعش عاد الآلاف من الآيزيديين الى منطقتهم المتضررة "سنجار" ليواجهوا مصاعب أخرى متمثلة بالافتقار الى أبسط الخدمات الاساسية خصوصاً الرعاية الصحية، حيث إن مستشفى سنجار العام، الذي يقيم فيه طبيب واحد فقط مع عدم وجود سيارة إسعاف، يواجه معضلة كبيرة في تلبية احتياجات طبية متزايدة لما يقارب من 25 ألف شخص استهدفهم تنظيم داعش الإرهابي .ويقف صف طويل من المرضى في ممر مظلم تعوزه النظافة ليلتقوا بطبيبهم المقيم، حسين راشو 27 عاماً، الذي يعتبر حتى فترة أخيرة الطبيب الوحيد فيها. مئات من الايزيديين يسعون لطلب العلاج فيها أسبوعياً حيث يشكي الكثير منهم من أمراض ناجمة عن سوء تغذية مستمر وشح بمياه الشرب النظيفة وعدم وجود كهرباء ووسائل تدفئة وكذلك من العيش في أماكن سكنية مؤقتة لا تتوفر فيها وسائل الراحة .ويقول الطبيب، راشو، الذي تخرج عام 2014 ومؤهل فقط لتشخيص الأمراض الشائعة "اكشف على جميع المرضى من رجال ونساء وأطفال وأتعامل مع جميع الحالات المرضية لأنه ليس أحد سواي هنا ."هذا الجزء من المستشفى الذي كان يحوي في يوم من الأيام أكثر من 100 سرير وعدة أقسام هو واحد من جناحين فقط بقيا سالمين بعد سيطرة داعش على سنجار في العام 2014 وإشاعة الدمار فيها وكذلك تسبب الضربات الجوية للتحالف والمعارك البرية في إلحاق الضرر بمعظم ما تبقى من البلدة أثناء تحريرها .سنجار وما يحيط بها من قرى هي الموطن التاريخي للأقلية العرقية من الديانة الايزيدية، ومنذ تحريرها في تشرين الثاني عام 2015 رجعت أكثر من 4000 عائلة أيزيدية الى بيوتهم في المدينة حيث يشكل عددهم الكلي ما بين 20000 الى 25000 ألف نسمة. لقد عادوا الى منطقة هي بحاجة ماسة لحملة إعادة إعمار مكثفة .رئيس بلدية سنجار فرهاد هيامد، يقول إنه في الوقت الذي يحتاج فيه العائدون الى سكن وطعام وملبس، فان الرعاية الصحية تشكل أكثر الضروريات إلحاحاً .وقال هيامد "نحن بحاجة لمساعدة عاجلة هنا في سنجار، نحن بحاجة لكل شيء بالأخص ما يتعلق بوضع الرعاية الصحية فهي ملحة جداً."ولكن استناداً لمسؤولين محليين وموظفي صحة وأهالي سنجار أنفسهم فإن قليلاً من المساعدة وفرتها الحكومة العراقية أو حكومة اقليم كردستان. واتهمت تلك الاطراف أيضاً وكالات الامم المتحدة وكبريات المنظمات الدولية الأخرى بالتجاهل الكبير للمدينة وحجم احتياجاتها للمساعدات.وتحدث متطوع يعمل في المستشفى، طالباً عدم الكشف عن اسمه، بالقول إنه "في الوقت الذي يجلس فيه منتسبي المنظمات غير الحكومية براحة تامة في المنطقة الخضراء ببغداد أو فنادق أربيل الفارهة فان أبناءنا يموتون هنا في سنجار ."الافتقار الى الرعاية الصحية وكذلك الشح في كل شيء يجعل من آمال عودة مزيد من أهالي سنجار الى بلدتهم مستقبلاً امراً مستبعدا .Wرئيس الوزراء حيدر العبادي، قال لموقع آيرن الYخباري Yن الحكومة حريصة على عودة جميع Hفراد الطائفة الايزيدية الى بلدتهم في سنجار، ولكن المنطقة قد لحقت بها أضرار كبيرة وهي بحاجة لدعم مكثف وإعادة إعمار .وأضاف العبادي قائلاً "تحدثنا بهذا الخصوص مع المجتمع الدولي وأبدوا اهتماماً بسنجار، ولكن الاسناد الفعلي بطيء جداً ."وخلال الشتاء القاسي الطويل لجأ كثير من المرضى طلباً للعلاج في المستشفى الذي يتواجد فيه الطبيب راشو، جنباً الى جنب مع الصيدلاني مراد خورو مراد، الذي يعيش في المنطقة ويعملان سوية طوال الليل في المستشفى.ويقول الصيدلاني مراد إن الامراض المزمنة غالباً ما تفتقر الى العلاج هنا لعدم توفر الأدوية، مشيرا الى أن المنظمات غير الحكومية ودائرة صحة نينوى تقوم بتجهيز بعض الأدوية والعلاجات ولكن ليس بشكل كاف .الاثنان يعملان بوجود ستة أسرّة فقط ومرافق صحية واحدة يستخدمها ما يقارب من 150 مراجعاً باليوم مع عدم وجود معدات تقريباً. ويقول الطبيب راشو، إنه يضطر بالنهاية الى ارسال معظم المرضى الى مستشفيات تتوفر فيها مستلزمات أفضل في دهوك والموصل التي تبعد بمسافة 170 و130 كم على التوالي، مشيراً الى أن كثيراً من المرضى ليس لديهم ما يسد نفقات النقل وقسم منهم يخشى الذهاب الى الموصل وكذلك إن المستشفى ليس فيها سيارة إسعاف صالحة للاستخدام إذا ما كانت هناك حالة صحية خطرة تتطلب نقلها لمستشفى آخر .وقال عاملون في المستشفى إنه تم تقديم طلب لدائرة صحة نينوى في كانون الأول الماضي ووعدت بتجهيزها بسيارتي إسعاف ولكن لحد الآن لم يتحقق ذلك، مشيرين الى أن خلال الستة أشهر الماضية توفي ما لا يقل عن 11 مريضاً بسبب شح العلاج وعدم وجود سيارات إسعاف ولا معدات ولا موارد .وقال الطبيب راشو "لقد تم تجاهل سنجار بشكل كامل، نحن ندعو الحكومة والمنظمات غير الحكومية أن توجه أنظارها للوضع المزري هنا والاحتياجات العاجلة لمساعدة أهالي سنجار ." عن: موقع آيرن IRIN الاخباري

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على