٦ أجنحة تمثِّل الحزب الإسلامي في الانتخابات رغم إعلان انسحابه

حوالي ٦ سنوات فى المدى

 بغداد/ وائل نعمة
اضطر الحزب الإسلامي، أكبر وأقدم الأحزاب السُنية في العراق، إلى إعلان انسحابه من مضمار الانتخابات بعد انقسامه الى 6 قوائم.وجاء إعلان الحزب عن مقاطعة الانتخابات، بعد شهر من قرار مشابه اتخذه حزب الدعوة الإسلامية، لأسباب تتعلق بخلافات أيضاً داخل الحزب.وتعرض أكبر حزبين إسلاميين في البلاد الى صفعات متتالية في نتائج الانتخابات، بدأت تظهر قبل الدورة الثانية للبرلمان عام 2010، حيث تراجعت حظوظهما بشكل لافت.واستوعب الحزب الإسلامي الدرس مبكراً، إذ بدأ يتجنب خوض الانتخابات بشكل مباشر، واختبأ خلف مسميات وتحالفات سُنية واسعة.وقال مجلس الشورى المركزي للحزب الإسلامي، الأحد الماضي، إنه وجد الفرصة سانحة "لإعلان عدم مشاركة الحزب في الانتخابات المقبلة باسمه مع فسح المجال لعناصره للمشاركة بصفتهم الفردية".وعلى الرغم من أن الحزب لم يوضح حينها سبب قراره، فإنّ سياسي سنّي قال في حديث لـ(المدى) أمس، إن "الحزب الإسلامي قد تشتت بين عدة كتل وقوائم، ولم يعد له وجود واضح". وأكد المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أن الحزب "انقسم الى 6 قوائم مختلفة، ستدخل في الانتخابات المقبلة".وكانت مؤشرات قد سبقت الإعلان الرسمي عن انسحاب "الإسلامي" من الانتخابات قد ظهرت الشهر الماضي، حيث ذكر نائب أمين عام الحزب بهاء النقشبندي في تصريح لـ(المدى) بأن "هناك أكثر من واجهة تمثل الحزب الآن"، لكنه لم يؤكد قرار مقاطعة الانتخابات.
أجنحة الإسلاميوبحسب التسريبات، فإن الحزب الإسلامي انقسم الى جناح يترأسه القيادي البارز في الحزب ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، تحت اسم التجمع المدني للإصلاح، وانضم الى تحالف الوطنية بزعامة إياد علاوي.كما يرأس وزير التربية محمد إقبال، الجناح الآخر من الحزب، الذي يضم عدداً من الشخصيات المدنية، ودخل في تحالف نينوى هويتنا.كذلك هناك جناح يمثله محافظ الانبار السابق صهيب الراوي، والرابع يضم مجموعة من الشخصيات العشائرية والنواب في صلاح الدين، فضلا عن الجناح الرئيس للحزب الذي يمثله إياد السامرائي.بالمقابل شكل مثنى السامرائي ــ الذي حصل مؤخراً على مقعد في البرلمان بعد أن قدم النائب مطشر السامرائي استقالته وسط تسريبات عن "صفقة مشبوهة" بين الطرفين ــ الجناح السادس للحزب الإسلامي تحت اسم حزب المسار المدني.وظهر اسم السامرائي في شبهات فساد تتعلق بعقود مع وزارة التربية التي يرأسها وزير من الحزب، فيما أصبح الاخير نائباً في آخر 6 أشهر من عمر البرلمان.ويعدّ "الحزب الإسلامي"، أقدم الأحزاب السنّية في العراق تأسس عام 1960. لكن الحزب تعرض الى انشقاقات بعد استقالة الامين العام السابق طارق الهاشمي في 2009 وتشكيل كتلة تجديد، ثم ظهور قطبين بعد ذلك في الحزب الاول يمثله إياد السامرائي، والثاني سليم الجبوري، الذي تتهمه بعض القوى السُنية بالتقرب إلى إيران.وعقب بيان الحزب الاخير، قرر السامرائي إصدار توضيح عما جرى داخل الحزب ونفى وجود انشقاقات. وقال يوم الإثنين الماضي إن "الحزب يجد أن الكيانات السياسية كافة التي تشكّلت والتحالفات التي تكوّنت، لا تستند إلى رؤية مستقبلية ولا إلى برنامج واضح".وأوضح، دخلنا في تحالف مهم هو تحالف القوى الوطنية العراقية (أكبر تكتل للسُّنة في البرلمان الحالي)، كي يكون قوة انتخابية له برنامج واضح، إلاّ أنّ قوى متنفذة داخل التحالف أصرّت على الدخول منفردة، فساهمت في إضعاف الموقف العام".من ناحيتها، اعتبرب النائبة عن متحدون في نينوى انتصار الجبوري، في تصريح لـ(المدى) أمس أن قرار الحزب "يفسح المجال للوجوه الجديدة".ومؤخرًا دعا رجل الدين السني البارز عبد الملك السعدي، الناخبين إلى عدم التصويت على القوائم التي تضم أسماء مسؤولين وأعضاء سابقين في مجلس النواب.وقالت الجبوري وهي مرشحة عن ائتلاف علاوي إن "أغلب كوادر الحزب (الإسلامي) لديهم ميول للكتل المدنية، والحزب وجد من الخطأ خسارة تلك الفئات".وحصل الحزب الإسلامي في انتخابات 2006 ضمن جبهة التوافق الإسلامي على 43 مقعداً، كان له العدد الأكبر من تلك المقاعد.لكنّ الحزب واجه تراجعاً في انتخابات 2010، خصوصاً بعد خروج الهاشمي، حيث حصلت "الجبهة" التي انضوى فيها الحزب الإسلامي على 5 مقاعد فقط في الأنبار وصلاح الدين وديالى ونينوى.لكن في الانتخابات الأخيرة استطاع سليم الجبوري أن يعدّل الكفة، وحصلت قائمته (عمل) وحدها على سبعة مقاعد، وتمكن من شغل منصب رئيس البرلمان.
تكتيكات انتخابيّةإلى ذلك، يقول محمد نوري، وهو نائب سُني مرشح عن تحالف النصر الذي يتزعمه رئيس الحكومة حيدر العبادي، في تصريح لـ(المدى) أمس، إن الحزب بدأ "يتماشى مع مطالب الشارع بوجود قوائم علمانية بعد أن فقدت الإسلامية شعبيتها".ويرى النائب عن نينوى أنّ ما حدث في الحزب الإسلامي يشابه ما حدث في أغلب الاحزاب الإسلامية التي تعرضت الى انشقاقات.وخلال الفترة الماضية انشطر حزب الدعوة الى قائمتين، بسبب خلافات داخل الحزب ،على أمل أن يلتقيا بعد الانتخابات، كذلك خرج "الحكمة" عن المجلس الأعلى.من جهته، يقول الأمين العام السابق لحزب الفضيلة الإسلامي نديم الجابري، إن "الحزب الإسلامي والدعوة يحضِّران لتكيتك انتخابي بسبب تراجع شعبيتهما".ويعتقد الجابري وهو نائب سابق في اتصال مع (المدى) أمس، أن الحزبين "يشعران بقلق من أوساطهم الاجتماعية التي تميل الى مقاطعة الانتخبات".وتابع الجابري أن "إعلان الانسحاب هو مسوّغ مبكّر في حال فشل الحزبين في الحصول على أصوات قليلة بالانتخابات المقبلة"، فيما أشار الى انه في حالة ارتفاع أصواتهم سيعتبرون ما حدث نصرأ كبيراً ،لأنه تحقق رغم إعلان عدم خوض الانتخابات.

شارك الخبر على