العمود الثامن دروس الخير

حوالي ٦ سنوات فى المدى

أرجوك أن تفرح ولو للحظات برغم الصدمة التي تعرّضتَ لها وأنت تستمع إلى النائب علي العلاق يخبرك أنّ المالكي والعبادي مثل نهر دجلة والفرات سيلتقيان في نهاية الانتخابات بمصبّ واحد هو حزب الدعوة!! وطمأنك قيادي آخر في حزب الدعوة أنّ دولة القانون وائتلاف النصر هما وجهان لعملة واحدة هي حزب الدعوة الذي يسعى للحصول على الأغلبية النيابية. الخبر المفرح بعد هذا الخبر المثير هو: قاعة " الإمبريالي " سركيس كولبنكيان للفنون التشكيلية التي افتتحت عام 1961 سيتم تحويلها الى مول تجاري كبير في محاولة للتشجيع على الاستثمار.
ثمة أمور في الحياة هدفها سامٍ، ويبقى أثرها عبر التاريخ، ومنها المشاريع التي تبرّع ببنائها كولبنكيان في العراق رغم انه كان يحصل على 5 بالمئة من ارباح مبيعات النفط العراقي.. هل تصح المقارنة مع مسؤولين " شفطوا " الارباح مع راس المال!!
من على شاشات التلفاز شاهدتُ قبل أيام سيدة أعمال مصرية تبرعت بمبالغ مالية ضخمة لبناء أضخم مستشفى في الشرق الأوسط لمعالجة الحروق بالمجان، وقبلها كنتُ أستمع الى رجل أعمال مصري هو نجيب سايروس، تبرع بـ3 مليارات جنيه، لتطوير عدد من المناطق العشوائية والفقيرة، فيما الأخبار الواردة من عاصمة الكفر والإلحاد واشنطن تقول إن الملياردير الأمريكي وارن بافيت ماضٍ في التبرع بكامل ثروته البالغة 65 مليار دولار الى المؤسسات الخيرية التي تعنى بتطوير التعليم والصحة.. وهي بالتأكيد نسخة طبق الأصل من اعمال مليارديريينا الجدد الخيرية الذين استطاعوا بنجاح منقطع النظير تحويل ثروات البلاد الى جيوبهم الخاصة.
أما إذا كنتَ تبحث عن أعمال الخير في بلاد الرافدين..إليك هذا الخبر الذي نشرته إحدى الوكالات عن معاناة الكثير من المواطنين من ارتفاع الاسعار في مستشفى الكفيل وهو مستشفى تابع الى " العتبة العباسية المقدسة ". ولأنني اعتقدتُ أن الخبر مفبرك فقد ذهبتُ للبحث عن اخبار المستشفى في موقع اليوتيوب فاستمعتُ الى أحد المسؤولين عن الإدارة يخبرنا أنّ ارتفاع الأسعار يعود الى أن المستشفى يستعين بخبرات طبية أجنبية.. ممتاز جداً.. ولكن ماذا عن أعمال الخير ياسيدي؟ وهل هناك عمل أسمى واعظم أجراً عند الله من معالجة مريض وإنقاذه من دون مقابل.
ربما سيسخر البعض مني ويقول يارجل نحن العراقيين نعرف جيداً غرض هذه السيدة المصرية من بناء مستشفى للعلاج بالمجان ، إنها بالتاكيد مجرد رشوة انتخابية فهي تحلم في أن تصبح مثل سياسيينا، الذين لا يعرفون الطريق إلى الناس إلّا أيام الانتخابات!

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على