أسرار فيلم «حائط البطولات» الممنوع من العرض .. على التليفزيون لأول مرة

أكثر من ٧ سنوات فى أخبار اليوم

أخيرا انتهت أزمات فيلم «حائط البطولات» الذى أعلن التليفزيون عرضه بمناسبة احتفالات أكتوبر ولأول مرة على القناة الأولى فى سهرتها الليلة بدلا من عرضه بالأمس حيث تم تأجيل العرض لمدة ٢٤ ساعة انتظارا لحل آخر العقبات التى واجهت الفيلم والتى تمثلت فى عثور رجال قطاع الإنتاج برئاسة المخرج أحمد صقر على الماكينة التى يمكنها نقل نسخة الفيلم من شريط ٣٥ مللى لآخر ديجيتال حتى يكون جاهزا للعرض التليفزيونى وهو الجهاز الذى أصبح نادر الوجود بعدما توقفت السينما عن استخدام هذا النوع من الأشرطة فى السنوات الأخيرة.

أسرار المنع

وعن جدارة يستحق هذا الفيلم لقب المنحوس بعدما ظل حبيسا لما يقرب من ربع قرن وستحمل السطور التالية مشوار الفيلم الذى بدأ تصويره عام ١٩٩٧ المنتج المنفذ د.عادل حسنى لحساب قطاع الإنتاج بماسبيرو بميزانية لا تتجاوز ٤ ملايين جنية نظراً لمساهمة القوات المسلحة بالأسلحة ومواقع التصوير، ويروى د. عادل حسنى المنتج المنفذ للفيلم فى السطور القادمة قصة هذا الفيلم وأسباب منع عرضه طوال هذه السنوات حيث قال: بدأ المشروع عام ١٩٩٧ وحصلنا على موافقة جميع الجهات الرسمية بوزارة الإعلام -وكان يشغل منصب وزير الإعلام وقتها صفوت الشريف وموافقة المخابرات والشئون المعنوية والدفاع الجوى والأمن القومى وصورنا بالفعل يوماً واحدا داخل معسكرات الدفاع الجوى ثم تم منعنا بشكل مفاجئ وبدأت كل الأبواب تغلق فى وجه الفيلم، وكنت لا أعلم وقتها السبب ولكننى علمت أن الفيلم مغضوب عليه لأنه تجاهل دور مبارك كقائد للقوات الجوية فى حرب العبور.. وتلقيت طلبات بحذف أدوار الرؤساء جمال عبدالناصر والسادات فقمت بحذف مشاهد الاثنين وهو ما استلزم حذف دور قائد القوات الجوية اللواء حسنى مبارك أيضا خاصة أن الفيلم لا يتناول دور القوات الجوية ويركز على دور الدفاع الجوى فقط فى الحرب وامتد الأمر إلى حذف صوت الرئيس السادات من كلمة السر «جبار» التى كان الفيلم يتضمنها وتم تغيير صوته بصوت أحد الممثلين، ورغم ذلك لم يجد الفيلم من يعاونه وأخفى الجميع على الرئيس الأسبق مبارك أن الفيلم من إنتاج وزارة الإعلام من الأساس. وبعد فترة قصيرة سافرت ضمن وفد رئاسى إلى فرنسا وفوجئت بالرئيس الأسبق مبارك أثناء وجودنا فى حديقة قصر الإليزيه يقول لى: ألا تعلم أنه لولا الضربة الجوية ما نجحت حرب أكتوبر. فقلت له: طبعاً يا ريس دون أن أعلم أنا أو من حولى من أعضاء الوفد سر هذه الجملة إلا عندما علمت من اللواء أبو الوفا رشوان وكان يشغل منصب سكرتير الرئيس أن هناك من قال لمبارك إن الفيلم يتجاهله ولا يعتبره رجل الحرب والسلام. ومن وقتها تم إغلاق ملف الفيلم الذى تحملت أنا كل تكاليفه التى جاوزت أضعاف الميزانية المرصودة مع وعد شفوى من صفوت الشريف بتعويضى فى المستقبل عن خسائرى.

الموافقة بعد الثورة

وبعد قيام ثورة يناير تحدثت مع بعض رجال المجلس العسكرى للحصول على تصريح بعرض الفيلم وطالبوا بوجود خطاب رسمى من أسامة هيكل الذى كان يشغل منصب وزير الإعلام الذى تواصل بدوره مع مدير الشئون المعنوية للقوات المسلحة فى هذا الوقت اللواء اسماعيل عتمان لإبلاغه بأزمة الفيلم الذى يشارك التليفزيون فى إنتاجه فأمر بتشكيل لجنة لمشاهدة الفيلم وأشادت اللجنة بالفيلم وأجازت عرضه بعد الانتهاء من تنفيذ الملاحظات التى تراها القوات المسلحة مع تقديم الأسلحة الحقيقية المستخدمة وقت الحرب، وبعد عدة شهور نجحنا بدعم من اللواء محسن عبد النبى رئيس الشئون المعنوية الذى سهل مهمة الفيلم كثيرا فى تنفيذ التعديلات وقام المخرج محمد راضى بإعادة تصوير عدد من المشاهد استغرق تنفيذها 11 يوما تم خلالها تصوير ما سيظهر على الشاشة فى زمن مدته ٣ دقائق فقط بتكلفة ٩٨٠ ألف جنية رغم توفير القوات المسلحة للأسلحة والكثير من الأمور التى يوازى ما يقرب من المبلغ الذى تم إنفاقه وشارك بهذه المشاهد الفنانون أحمد بدير وحجاج عبد العظيم ومصطفى شعبان الذين لم تتغير ملامحهم كثيرا عن وقت تصوير الفيلم وحاول المكياج والمخرج التغلب على فارق مرور السنين وتم عرض الفيلم على اللواء سعيد منتصر بالدفاع الجوى الذى وافق على المشاهد التى تم تعديلها وكان متوقعا عرض الفيلم بعد ذلك مباشرة إلا أنه تأجل لعدة شهور أخرى ليكون الظهور الجماهيرى الأول له فى عام ٢٠١٤ فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى وأخيرا سيعرض على شاشة التلفزيون.

الفيلم تدور أحداثه فى فترة ما بعد نكسة ١٩٦٧ ومجزرة بحر البقر، وفترة حرب الاستنزاف، والعمليات الجوية التى كان يشنها الطيران الإسرائيلى على أهداف عسكرية ومدنية داخل الأراضى المصرية، وتصدى قوات الدفاع الجوى لهذا العدوان المتكرر، ثم عمليات تطوير قوات الدفاع الجوى حتى تمكنت من السيطرة على الموقف ونجاحها فى إقامة حائط الصواريخ الذى حمى مصر .

إسرائيل تحترق ياديان

وينتهى الفيلم برفع علم مصر على أرض سيناء ومقولة جولدا مائير رئيس وزراء اسرائيل لموشى ديان «اسرائيل تحترق يا ديان».. الفيلم قصة ابراهيم رشاد وسيناريو وحوار إبراهيم راشد ومصطفى بدر ومحمد راضى وبطولة: محمود ياسين فى دور قائد قوات الدفاع الجوى، وفاروق الفيشاوى بدور ضابط فى الدفاع الجوى وأحمد بدير وحنان ترك وخالد النبوى وعايدة عبدالعزيز ومجدى كامل وندى بسيونى ومها أحمد وبهاء ثروت وخليل مرسى وحجاج عبدالعظيم وسميرة محسن وثريا ابراهيم وغسان مطر ومحمد خيرى وطارق النهرى وغادة ابراهيم وأحمد دياب.

شارك الخبر على