صلاح الزدجالي الغناء بالأوبرا السلطانية ميلاد فني جديد

أكثر من ٦ سنوات فى الشبيبة

مسقط - خالد عرابي - وقف الفنان العُماني صلاح الزدجالي على مسرح دار الأوبرا السلطانية مسقط مساء الخميس الفائت كنجم متألق صادحاً بصوته النقي الدافئ ومقدماً مجموعة من أعذب أغانية بل وأبدع فقدّم مجموعة أخرى من أغاني عمالقة الفن العربي الكبار أمثال السيدة أم كلثوم والعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ وسفير الأغنية العُمانية سالم بن علي سعيد والنجم الخليجي أبو بكر سالم والنجم الراحل علي بحر وذلك على أنغام فرقة د.محمد الموجي الموسيقية، فكان نجماً يستحق الثناء والتقدير. ومن الأغاني التي غنّاها الزدجالي: عيار، إعلان حب، وايد علي أنت، غنيت، أوه يا زينه، وغيرها، أما من الأغاني الأخرى فغنّى أغداً ألقاك لأم كلثوم، وزي الهوى لعبدالحليم حافظ، ويا أهل الهوى لسالم علي سعيد، وما علينا لأبو بكر سالم، والبارحة لعلي بحر. وجميعها لقت الإعجاب الكبير والتصفيق الحار والإشادة من الجمهور.. «الشبيبة» حاورته، فماذا قال؟في البداية سألناه عن هذه الفرصة وأن يقف على مسرح دار الأوبرا السلطانية وماذا يعني له ذلك فنياً؟ فأجاب: بالطبع إنه لشرف كبير لي أن أنال هذه الفرصة لأقف وأغنّي على مسرح دار الأوبرا السلطانية مسقط هذا الصرح الفني الرائع والشامخ الذي نفاخر به العالم فناً وثقافة ومعرفة، كما أنني كنت من المحظوظين إذ إنها المرة الثانية التي أقف فيها على مسرح الدار إذ كانت المرة الأولى في حفل بمناسبة العيد الوطني مع الفنان المصري القدير هاني شاكر.وأضاف قائلاً: بصفة عامة إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن أحضر في هذا الصرح الفني العالمي عالي المكانة، والذي يمثّل تجسيداً لنقاط الفكر السامي الذي طالما استقينا منه مفردات السمو والرقي والعلو منطلقين في تجربتنا الفنية والغنائية والموسيقية من دعم مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه، كما أتوجه بكل الشكر والتقرير والعرفان والامتنان لإدارة دار الأوبرا السلطانية مسقط على إتاحة هذه الفرصة العظيمة لي والتي اعتبرها لحظة فارقة وشهادة ميلاد جديدة في حياتي ومسيرتي الفنية، كما أشيد بما تقوم به الدار من إتاحة للفرص للشباب العُماني للحضور على مسرحها في شتى المناسبات المختلفة ليس للفنانين فحسب ولكل لكل الفئات ومنها الموسيقيون وكذلك مرافقة موسيقيين عُمانيين في حفلي.وعن تأخر صدور ألبومه الأخير قال: كانت هناك ظروف صعبة جداً مررت بها ومنها تعب والدتي ودخولها المستشفى ثم وفاتها «رحمة الله عليها»؛ ولذلك لفترة طويلة كنت بعيداً عن الفن والموسيقى والوسط الفني عامة وذلك بسبب هذه الظروف لأن الفن حالة مزاجية يعيشها الإنسان، ولدرجة أن كثيراً من الأصدقاء والزملاء من الفنانين والملحنين والشعراء في الوسط الفني كانوا فعلاً يتصلون بي وباستمرار ويقولون أين أنت ويعرضون أعمالاً جديدة وحينما يجدون حالتي النفسية وما أمر به يعطون لي متسعاً من الوقت حتى أخرج من هذه الحالة، وبالفعل أخذت مني وقتاً طويلاً جداً ولكن لأن المصاب كان جللاً، والحمد لله على كل حال، ولكن بإذن الله سأعود قريباً بألبوم جديد.وعند العودة بالزدجالي إلى تاريخه الفني الذي يقارب عشرين عاماً قال: أنا دخلت هذا الوسط الفني بالصدفة؛ حيث كان أخي يتعلم العزف على بعض الآلات الموسيقية، وكان يأتي له معلم خاص لتعليمه، وفي أحد الأيام في ذلك الوقت كان يعلّمه هذا المعلم على الكيبورد ولم يكن أخي مركِّزاً جيداً مع المعلم، لدرجة أنه كان يغضب منه وفِي هذه المرة وبينما أنا أسمع إلى هذا الحوار بين المعلم وأخي، انتظرت بعد أن انتهت حصة التعليم وقلت للمعلم دعني أجرب وبالفعل أعطاني الفرصة للعزف على الكيبورد بعد أن شرح لي طريقة العزف وبالفعل جربت فأُعجب بي وبأدائي كثيراً ثم قال لي غنِّ فغنّيت، فأُعجب بغنائي أيضاً وأشاد بي ونصحني بالتوجه للغناء وبالفعل منذ تلك اللحظة بدأت التوجه نحو الغناء والموسيقى.وأضاف الزدجالي قائلاً: بعد ذلك بدأت بالعمل على تطوير ذاتي من خلال السماع والاطلاع والدراسة، ثم دخلت مرحلة التوزيع الموسيقي فكانت إضافة كبيرة له حيث بدأت في التركيز على الإيقاعات بشكل أكبر والعمل على تجميعها، ثم بدأت بتوجه معيّن للتراث الفلكلوري ومن بعدها تعرّفت على الشاعر والصديق حميد البلوشي، الذي تعاونت معه وقدّمت معه معظم أعمالي الفنية وهو رجل يمثّل ثروة فنية وموسيقية كبيرة، وقد كان إضافة فنية كبيرة لي.وأردف قائلاً: بعدها توجهت نحو التراث، فتأثرت بمدرسة الموسيقار محمد عبدالوهاب وبليغ حمدي والرحبانية، ثم بعد ذلك عملت على الأوبرات الفنية مع وزارة التربية، ثم بعد ذلك أعطيت لنفسي فرصة استماع مكثّف وبعدها توجهت للتوزيع بنفسي مكوناً مع حميد البلوشي نجاحاً ثنائياً كبيراً وبعدها توجهنا حتى للغناء التجاري ومنها أغنية «عيّار» التي وصلت مشاهداتها إلى حوالي 25 مليون مشاهدة.وعن المسؤولية التي تحملها بعد نجاح أغنية «عيّار» قال الزدجالي: طبعاً الأغنية حققت نجاحاً كبيراً ومهماً جداً لدرجة أن بعض الفنانين الكبار أخذوها وغنّوها في مناسبات خاصة وجاءتني شهادات كبيرة جداً بها، وكذلك الجمهور وضعني في موضع أن هذا الشخص نجح نجاحاً كبيراً أو إنه فنان عنده أغنية واحدة نجحت؟ ولذلك بعد هذه الأغنية كنت مقدِّراً لحجم نجاح هذه الأغنية وأنه لا بد بعدها أن أقدّم شيئاً مختلفاً حتى لا نكون نكرر أنفسنا، وكذلك أن يكون عملاً أو أغنية على هذا الحجم، فطرحت بعد «عيّار» أغنية اسمها حكاية هانم، وهي أغنية إنسانية ولاقت قبولاً كبيراً وبعدها أغنية «شكلنا بنتورط» وبعدها توالت الأغاني ومع هذا فما زال حتى الآن يُقاس نجاح أي أغنية على «عيّار» ولكن إن شاء الله هناك المزيد من الغناء المتميّز قادم.وبما أنه عُرف عنه اشتغاله على الموروث الموسيقي في السلطنة وسعيه إلى الاستفادة منه والعمل على التجديد في التراث وكيف يكون ذلك، قال الزدجالي: التراث موجود وعلينا أن نستفيد منه؛ فالسلّم الموسيقي واحد والآلات الموسيقية واحدة وموجودة فالبيانو والتشيلو والكمان وغيرها من الآلات موجودة منذ عشرات السنين ولكن كيف نقدّم التراث بطرح وتناول مختلف فمثلاً إدخال البيانو بطريقة مختلفة أو إدخال الآلات الشرقية مع الغربية وغيرها من التوليفات الموسيقية ومن خارج الصندوق هي التي تصنع الفرق، فمثلاً إدخال البيانو مع التخت الشرقي أحدث فرقاً كبيراً. ولكن على من يطوّر أن يطوّر بفكر وأن يحرص على ألا يسيء للتراث وألا يخرّب فيه، فالفن الموجود جميل ولذا فعلينا عندما نضيف بحذر ورقي. واستشهد في ذلك بأحد أعماله الأخيرة وأنه أدخل إيقاع الزفّة المسقطية مع إيقاع الرابورة وهي من الموسيقى الظفارية، حيث قال: ذهبنا ذات مرة لتصوير إحدى الأغنيات وكانت معنا فرقة شعبية من صلالة ولأنها متعودة على إيقاع التراث وعندما حدث المزج وانتقلنا إلى الزفّة المسقطية توقفوا عن الأداء بل واعترضوا لأنهم اعتبروه تغييراً في التراث ولكن عندما أفهمتهم أنني عملت تغييراً ومزجاً في هذه الأغنية بين إيقاعات مختلفة ما بين إيقاعات الزفّة المسقطية وإيقاعات ظفارية بدأوا يفهمون ذلك وأكملنا التصوير.وبسؤاله عن رأيه في الرقابة على للمصنفات الفنية قال: لها دور مهم، فرغم أن البعض قد يكون لهم رأي ضدها وأنها توقف بعض الأعمال ولكنني أرى أنها في محلها أحياناً، فمثلاً أنا في سنوات بداياتي الأولى قدّمت أغنية وطنية وهي لشاعر معروف ومتميّز، ولكن وجدنا الرقابة توقف الأغنية بسبب كلمة واحدة ولم ننتبه لها لا أنا ولا الشاعر وقدّمنا قرصاً مدمجاً (سي دي) للأغنية إلى وزارة الإعلام ورفضت الأغنية، وطلبوا مني تغيير هذه الكلمة وبالفعل عندما شرحوا لي ذلك وجدت أنّهم على حق وغيّرتها ولذا فمثل هذا النوع من الرقابة الإيجابية الجميلة أنا معه، وأتمنى من الإذاعات المحلية أن يكون بها هذا النوع من الرقابة الإيجابية والتوجيهات، فنعم هناك جيل جديد قادم من الشباب وكثير ولكن يجب ألا نفتح الأبواب لأي ولكل صوت وعلينا أن نختار الجيّد ومن نجد أنه يحتاج إلى التوقف أمامه أو حتى إيقافه فيجب ذلك بحيث نحافظ ونحرص على الذوق العام. فمثل هذه التوجيهات هي التي تصنع الفنان وأنا شخصياً تعرّضت في بداياتي لذلك كثيراً.

شارك الخبر على