مات وفي جيبه وصيته «ادفنوني في البقيع».. ١٠ معلومات عن الإمام الغزالي

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

عاش كارهًا للظلم والإقطاع، رافضًا للتطرف بمختلف أشكاله، فكان قُبلة الحياة للمدرسة الوسطية، التي كادت أن تندثر في خمسينيات القرن الماضي، مع بزوغ جماعات التشدد والتطرف اليميني، وآمن بالتقريب بين المذاهب، وبذل في سبيل ذلك الكثير من الجهد، فكافأه الله أفضل مكافأة، وكان حقًا الجزاء من جنس العمل.
10 معلومات عن الإمام محمد الغزالي، يرصدها لكم "التحرير - لايف" في التقرير التالي..

1- ولد محمد الغزالي أحمد السقا، في 22 سبتمبر عام 1917، بقرية إيتاي البارود في محافظة البحيرة، لأسرة متدينة ومتواضعة الحال، وسمي بهذا الاسم تيمنًا بوالده بالإمام أبي حامد الغزالي.

2- أتمّ حفظ القرآن الكريم بالكتّاب وهو في سن العاشرة، ثم سافر إلى الإسكندرية عام 1928 للالتحاق بالمعهد الأزهري للمرحلة الابتدائية، ومكث هناك إلى أن حصل على شهادة الثانوية الأزهرية، ثم انتقل إلى القاهرة في عام 1937، والتحق بكلية أصول الدين بالأزهر الشريف، وبعد تخرجه تم تعيينه خطيبًا لجامع "العتبة الخضراء".

3- أثناء دراسته في السنة الثالثة بكلية أصول الدين، التقى "الغزالي" بمرشد جماعة الإخوان المسلمين ومؤسسها الإمام حسن البنا، لأول مرة في أحد المساجد، فسمع خطبته وطرب لكلامه وقرر اتباعه، فتوطدت علاقته به، ثم بدأ الكتابة بمجلة "الإخوان المسلمون"، وأُعجب حسن البنا كثيرًا بأسلوبه، فبعث له برسالة ثناء، متمنيًا لأعضاء الجماعة أن يكتبوا مثله وأن يقتضوا به، وذلك بعد أن قرأ له مقال بعنوان "الإخوان المسملون والأحزاب"، ثم عُين "الغزالي" فيما بعد سكرتيرًا لتحريرها، وخُصّص له باب تحت عنوان "خواطر حية"، حتى تخرج عام 1940م ثم تخصص في الدعوة، وحصل على درجة "العالمية" عام 1943م.

4- كتب أول مؤلفاته بعنوان "الإسلام والأوضاع الاقتصادية" عام 1947م، ثم صدر قرار حل جماعة الإخوان المسلمين، ومصادرة أملاكها، واعتقال أعضائها في عام 1948، وكان "الغزالي" من بينهم، فمكث في سجن "الطور" قرابة العام، وخلال هذه الفترة كتب ثاني مؤلفاته "الإسلام والاستبداد السياسي"، ثم خرج من السجن وقد قُتل حسن البنا.

5- بدأت رحلته الدعوية -تحت عباءة الإخوان- في المساجد عقب خروجه من السجن، بعد أن تشبّع بنور العلم على يد كل من: الشيخ عبد العظيم الزرقاني، والشيخ محمد أبي زهرة، والشيخ محمود شلتوت، والدكتور محمد يوسف موسى وغيرهم من علماء الأزهر الشريف.

6- في عام 1965 دخل السجن مرة أخرى؛ على إثر التحقيقات مع سيد قطب، الذي كان قد اتخذ من العنف وسيلة لإسقاط الحاكم، ولكن سرعان ما أفرج عنه جمال عبد الناصر بعد عودته من السفر، وما إن تولى حسن الهضيبي المرشد الثاني للإخوان المسلمين، حتى فصل منها "الغزالي"، بعد أن رفض الأخير مبايعته، وفتح عليه النار من خلال مقالاته، متهمً إياه بمعاونة الماسونية، وهو ما اعتذر عنه فيما بعد، فى كتابه "معالم الحق فى كفاحنا الاسلامى الحديث".

7- تدرج في المناصب داخل الأزهر إلى أن تم تعيينه مديرًا للدعوة والإرشاد، ثم وكيلًا لوزارة الأوقاف، حتى أُعير في المملكة العربية السعودية عام 1971 بجامعة أم القرى، ثم تولى رئاسة المجلس العلمي لجامعة الأمير "عبد القادر الجزائري الإسلامية" بالجزائر لمدة خمس سنوات وكانت آخر مناصبه.

8- يروي المقربون عنه أنه كان طيب القلب، سريع الدمع، وهو ما أثبته مقطع فيديو منتشر له على موقع "يوتيوب"، يظهر فيه الإمام الراحل وجسده يرتعش وهو يبكي شوقًا لرسول الله.

9- له مؤلفات كثيرة تتجاوز الخمسين كتابًا، منها عقيدة المسلم، وكيف تفهم الإسلام؟ وهموم داعية، كما حصل على عدة جوائز، أهمها جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم الإسلامية عام 1989.

10- في يوم 9 مارس 1996، وأثناء إلقائه محاضرة خلال مؤتمر حول الإسلام وتحديات العصر ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالمملكة العربية السعودية، توفي الإمام محمد غزالي، وقد وجدوا في جيبه وصيته المكتوب فيها: "إن مت فادفنوني في البقيع"، وبالفعل دفن العالم الراحل بجوار قبر الإمام مالك، في وحادة من أطهر بقاع الأرض كما قاله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

شارك الخبر على