«ليلة الرؤساء الثلاثة».. مرحلة جديدة في سباق بايدن ترامب

حوالي شهر واحد فى الإتحاد

دينا محمود (لندن)
في وقت لم يعد يفصل فيه الناخبون الأميركيون عن التوجه لصناديق الاقتراع لاختيار الرئيس السابع والأربعين لبلادهم سوى سبعة أشهر لا أكثر، دخلت حملتا المرشحيْن المتنافسيْن على الفوز بالسباق الانتخابي المرتقب، الرئيس الديمقراطي جو بايدن وسلفه الجمهوري دونالد ترامب، مرحلة أكثر شراسة في عملية جمع التبرعات. وتُعزى الضراوة التي باتت تتسم بها جهود الحصول على قدر أكبر من الأموال لخدمة الأنشطة الدعائية لكلتا الحملتين، إلى ما تظهره استطلاعات الرأي المختلفة في الولايات المتحدة، من استمرار التقارب الشديد في الشعبية بين طرفيْ الانتخابات الرئاسية، ما يزيد أهمية محاولات كل منهما، لكسب تأييد المستقلين، الذين لم يحسموا حتى الآن توجهاتهم التصويتية.واعتبر محللون أن نقطة انطلاق هذه المرحلة الجديدة من التنافس المالي بين الحملتين، تمثلت في التجمع الانتخابي الذي أُقيم في نيويورك قبل أيام قليلة، وجمع بايدن مع الرئيسيْن الديمقراطييْن السابقيْن بيل كلينتون وباراك أوباما، وذلك في أمسية حاشدة شهدت جمع تبرعات بمبلغ قياسي، قُدرَ بما يزيد على 25 مليون دولار.ونقلت صحيفة «الجارديان» البريطانية عن مسؤولين رفيعي المستوى في حملة المرشح الديمقراطي، قولهم، إن النجاح في تأمين هذا المبلغ «تاريخي»، خلال تجمع انتخابي واحد، يبرز وجود ما اعتبروه «حماسة غير مسبوقة» في صفوف الناخبين، لدعم بايدن. ولكن مصادر سياسية وإعلامية في واشنطن، أكدت في المقابل ثقة حملة ترامب في قدرتها، على تأمين قدر أكبر من التبرعات، خلال تجمع مماثل من المزمع تنظيمه في ولاية فلوريدا مساء السبت المقبل، وهو الحدث الذي تأمل الحملة، في أن يشهد جمع قرابة 33 مليون دولار، من المؤيدين للمرشح الجمهوري. وفي الوقت الذي رأى فيه المحللون أن تجمع فلوريدا، الذي أطلق عليه البعض وصف «ليلة الرؤساء الثلاثة»، شَكَّلَ محاولة ناجحة من الحزب الديمقراطي لتأكيد وحدة الصف بداخله خلف بايدن، لم يستبعد آخرون إمكانية أن يحقق الحفل الذي تعتزم حملة ترامب إقامته بعد أقل من أسبوع، نجاحاً مماثلاً، على صعيد جمع التبرعات على الأقل.فمن المتوقع أن تتراوح أسعار بيع تذاكر حضور الأمسية، التي ستُقام في منتجع مارالاجو بمنطقة بالم بيتش جنوبي فلوريدا، ما بين ربع مليون دولار إلى أكثر من 800 ألف للتذكرة الواحدة، وهي الأرقام التي أوردتها أولاً، صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، ثم أكدتها صحيفة «بوليتيكو» الأميركية لاحقاً.ويقول مراقبون، إن حملة المرشح الجمهوري، ربما تعول في هذا السياق، على أسماء مليارديرات أميركيين بارزين، من بينهم ستيف وين القطب البارز في عالم الفندقة، وجون بولسون وهو من أقطاب صناديق التحوط، بجانب روبرت بيجلو، الذي يعمل في مجال العقارات والفضاء أيضاً.

شارك الخبر على