الوحدة.. «شكل تاني»!

حوالي شهر واحد فى الإتحاد

عمرو عبيد (القاهرة)
في واحدة من أكثر مباريات «الجولة الـ17» من «دوري أدنوك للمحترفين» إثارة، كاد الوحدة أن يصنع «ريمونتادا» غير عادية أمام شباب الأهلي خلال 24 دقيقة فقط، بعدما ظلّ متأخراً بهدفين لمدة تجاوزت الساعة، قبل أن يُسجّل 3 أهداف متتالية، ورغم إدراك «الفرسان» التعادل في اللحظات الأخيرة، فإن «أصحاب السعادة» أكد على استمرار استقراره وتحسنه الفني مؤخراً تحت قيادة الصربي جوران.«العنابي» لم يعرف الخسارة في «دورينا» منذ تولي جوران مهمة قيادته الفنية، حيث حقق الفوز في 3 مباريات من إجمالي 5، وتعادل مرتين، ليحصد حتى الآن نسبة نجاح بلغت 73%، وهو المعدل الأفضل على الإطلاق بالنسبة لمدربي «أصحاب السعادة» الثلاثة، الذين قادوه في «دوري أدنوك للمحترفين» خلال الموسم الحالي، إذ لم تتجاوز نسبة نجاح «المدرب المؤقت» أرنو بويتنويج 53%، في حين كانت مع بيتسو موسيماني 57%، الذي سجّل الفريق في عهده 9 أهداف واستقبل مثلها، بينما أحرز مع أرنو 11 هدفاً، مقابل 7 أهداف في مرماه، ومؤخراً نجح «العنابي» في تسجيل 13 هدفاً واستقبلت شباكه 7 أهداف مع جوران.
ومنح جوران فريقه حلولاً تكتيكية أكثر مرونة وتنوعاً على الصعيد الهجومي، حيث سجّل 8 لاعبين في قائمته أهداف «العنابي» الأخيرة خلال 5 جولات، وهو ما لم يحدث مع غيره، إذ شملت قائمة الهدافين في حقبة موسيماني 5 لاعبين فقط، مقابل 6 لاعبين هدافين تحت قيادة أرنو، الذي كان اعتماده الأكبر على عُمر خربين، حيث سجّل المهاجم وقتها 6 أهداف، أما مع جوران، فقد ظهرت أسماء أخرى، مثل ألان الذي أحرز 3 أهداف، وكذلك تألق أحمد نور الله، بتسجيله 3 أهداف هو الآخر، مقابل هدفين للنجم عمر خربين، بجانب هدف لكل من «الأسطورة» إسماعيل مطر، وأفتانديل دويشوف، وهوجيمات أيركينوف، ولوكاس بيمينتا، وفاكوندو دانيال.
ونجح المدرب الصربي في استعادة قوة عمقه الهجومي، التي لم تظهر بالصورة المثالية مع المدربين السابقين، حيث زادت نسبة مساهمة عمق الهجوم في تسجيل الأهداف، لترتفع إلى 69% مؤخراً، بل إن الفريق نجح في تسجيل هدف واحد من خارج منطقة الجزاء، وهو ما يحدث للمرة الأولى هذا الموسم في الدوري، كما أعاد التوازن إلى معدلات التهديف عبر الأشواط، بخلاف ما شهدته الفترتان الماضيتان، إذ أحرز «العنابي» 6 أهداف مع جوران في الأشواط الأولى، مقابل 7 أهداف في الفترات الثانية.
و«البصمة التكتيكية» لفريق الوحدة اختلفت تماماً، لاسيما التطور الكبير الذي طرأ على الأداء الجماعي، وهو ما ظهر جلياً من خلال زيادة نسبة التسجيل عبر التمريرات الحاسمة بين الزملاء، لتبلغ 77%، في حين لم تتجاوز تلك النسبة 45.5% مع بويتنويج، مقابل 55.5% تحت قيادة موسيماني، ويتأكد ذلك أكثر من خلال ارتفاع معدلات التهديف مع جوران عبر التمريرات البينية والتوغلات العميقة والألعاب الثنائية «هات وخد».
وعلى الصعيد الدفاعي، يبدو «العنابي» أفضل حالاً، خاصة أن المنافسين لم ينجحوا في بلوغ مرماه عبر الركلات الثابتة سوى مرة وحيدة فقط خلال المباريات الأخيرة، بنسبة 14%، وهي نفس النسبة الخاصة باستقبال الأهداف في أقصى نقاط عمقه الدفاعي، منطقة الـ6 ياردات، وهو ما يعكس تنظيماً دفاعياً أفضل من جانب «أصحاب السعادة»، كما أن شباكه لم تهتز عبر ألعاب الهواء إلا بهدف وحيد أيضاً، وهو نفس المعدل الخاص باستقبال الأهداف عبر تسديدات بعيدة المدى من خارج منطقة الجزاء، والمثير أن هدف «الفرسان» في مرماه كان الأول في فترة «ما بعد التسعين» تحت قيادة جوران.

شارك الخبر على