النهار لبنان يستكشف "جبهته" بعد هدنة "نصف رمضان"... جعجع في أسبوع الالام نحن شعب لا يلين ولا يموت

حوالي شهر واحد فى ن ن أ

وطنية - كتبت صحيفة quot;النهارquot;: بدا لبنان معنيا اكثر من أي دولة أخرى في المنطقة برصد ترددات وتداعيات وردود الفعل حيال تطور دولي هو الأول منذ تفجر حرب غزة في السابع من تشرين الأول الماضي والذي تمثل في تصويت مجلس الأمن الدولي للمرة الأولى على قرار بوقف نار فوري واطلاق الرهائن خلال النصف الثاني المتبقي من شهر رمضان . واذا كانت تصح تسمية هذا القرار بهدنة النصف الثاني من رمضان فان رصد الأيام المقبلة سيتركز بصورة أساسية على ردة الفعل الإسرائيلية بعدما منيت إسرائيل بنكسة نادرة تمثلت في امتناع الولايات المتحدة الأميركية عن التصويت بدل استعمال حق النقض الامر الذي أتاح تمرير القرار الدولي من جهة وشكل رسالة أميركية حازمة ونادرة لإسرائيل بوجوب وقف الحرب والامتناع عن اجتياح رفح الذي تعارضه واشنطن من الأساس ، الامر الذي رسم معالم ازمة ديبلوماسية جدية بين واشنطن وتل ابيب . ولذا يرصد لبنان في قابل الساعات ترجمة ما حصل على ارض غزة بعدما كرر وزير الدفاع الإسرائيلي التلويح والتهديد بان وقف الحرب في غزة يعجل في حرب على الجبهة الشمالية علما ان الساعات والأيام المقبلة ستكون ساحة الاختبار لهذا التطور الجديد كما يمكن في ظل التداعيات المرتقبة استقراء التقديرات الدقيقة المتعلقة بانعكاسات ما سيحصل في quot;هدنة غزةquot; المفترضة للأسبوعين المقبلين على جبهة الجنوب في لبنان التي استعادت في اليومين الأخيرين معالم تصعيدية واضحة .

اذا تبنى مجلس الأمن الدولي امس القرار الأول له من أجل quot;وقف فوري لإطلاق النارquot; في غزة بعد أكثر من 5 شهور على اندلاع القتال وامتنعت الولايات المتحدة وحدها عن التصويت، فيما صوت الأعضاء الأربعة عشر الآخرون لصالح القرار، الذي اقترحه الأعضاء العشرة المنتخبون بالمجلس. ويطالب القرار quot;بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضانquot; الذي بدأ قبل أسبوعين، على أن quot;يؤدي الى وقف دائم لإطلاق النارquot;. ويطالب القرار بإفراج فوري وغير مشروط عن جميع الرهائن، مشيراً إلى أن هناك حاجة ملحة لزيادة المساعدات إلى غزة مطالباً بإزالة جميع العوائق أمام تسليم المساعدات.ويدين القرار الجديد quot;كل الأعمال الإرهابيةquot; لكنه لا يأتي على ذكر هجمات quot;حماسquot;.

واعتبرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أن quot;وقف النّار في غزة يمكن أن يبدأ فوراً بعد الإفراج عن أوّل رهينةquot;.

وعلى إثر الموقف الأميركي، أكّدت إسرائيل أن امتناع واشنطن عن استخدام الفيتو لإحباط القرار quot;يضر بالمجهود الحربي وجهود إطلاق سراح الرهائنquot;. وأضاف بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن quot;على ضوء تغير الموقف الأميركي، قرر رئيس الوزراء أن الوفد الذي أعلن إرساله إلى واشنطن بناء على طلب الرئيس الأميركي جو بايدن لن يغادرquot; إسرائيل. وأكد المكتب أن quot;الموقف الأميركي في مجلس الأمن الدولي تراجعquot;.

من جهته اكد متحدث باسم البيت الابيض أن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على قرار لمجلس الامن الدولي يطالب فيه بوقف فوري لاطلاق النار في غزة لا يعني quot;تغييرا للموقف السياسيquot;، بحسب وكالة quot;فرانس برسquot;. واوضح جون كيربي ان quot;واشنطن التي سبق أن عطلت العديد من مشاريع القرارات المماثلة، لم تؤيد هذا القرار لانه كان يفتقر الى عناصر quot;أساسيةquot; مثل إدانة حركة حماسquot; . واضاف: quot;نحن محبطون جدا بسبب عدم زيارة الوفد الإسرائيلي لواشنطن من أجل إجراء محادثات شاملة بشأن رفحquot;

اما حركة quot;حماسquot; فرحبت من جانبها بقرار مجلس الأمن وأبدت استعدادها للمضي قدما في عملية تؤدي إلى الإفراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع مقابل معتقلين فلسطينيين. وقالت الحركة في بيان: quot;نرحّب بدعوة مجلس الأمن الدولي اليوم لوقف فوري لإطلاق النار، ونؤكد ضرورة الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، يؤدي إلى انسحاب كافة القوات الصهيونية من قطاع غزة، وعودة النازحين إلى بيوتهم التي خرجوا منهاquot;. وأضافت: quot;كما نؤكد استعدادنا للانخراط في عملية تبادل للأسرى فوراً تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى لدى الطرفينquot;. ودعت حماس مجلس الأمن الى quot;الضغط على الاحتلال للالتزام بوقف إطلاق النار ووقف حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد شعبناquot;.

غالانت hellip; وبو حبيب

في المقابل علّق وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت الذي يزور واشنطن على قرار مجلس الأمن فاعتبر أن quot;وقف الحرب في غزة قد يقرب حرباً على الجبهة الشماليةquot; مع quot;حزب اللهquot;. وشدّد على أن quot;ليس هناك حق أخلاقي لأحد لوقف الحرب دون تحرير المختطفينquot;. ويُذكر أن غالانت يزور واشنطن من أجل البحث مع الإدارة الأميركية أفق الحرب في غزّة والعملية البرية في رفح.

اما اللافت في المواقف اللبنانية الرسمية فتمثل في إعلان وزير الخارجيّة عبدالله بو حبيب أن ما قاله عن استعداد لبنان للدخول في الحرب مع اسرائيل quot;كان هفوة او غلطة بسبب الظروف التي أحاطت مقابلته في انطالياquot;،وإذ أشار الى أن quot;حزب الله جاهز للحربquot;، جَزَم quot;أن الجيش اللبناني لن يحارب لا اسرائيل ولا غير اسرائيل، ولكن إذا اجتاحت اسرائيل لبنان فنحن مجبرون على الدفاع عن أنفسناquot;. واعتبر بو حبيب quot;أن حركة الموفدين الدوليّين جيّدة، ولكن مع كل موفد، ترسل اسرائيل إنذاراً وتهديداً بانها ستدخل لبنانquot; واستطرد: quot;لا أعتقد أن اسرائيل ستدخل بحرب مع لبنان، هذا رأيي الشخصي وليس رأيي كسياسيquot; ، مشيراً الى أنه quot;سابقاً كان كل موفدٍ دوليّ يأتي من اسرائيل يطالب بتطبيق القرار1701، وبتراجع حزب الله 7 أو 10 كيلومترات شمال الليطاني، أما الآن فطلبُ اسرائيل على لسان الموفدين الدوليين هو فقط تراجع حزب الله، وعودة المستوطنين الى شمال إسرائيلquot;، جازماً quot;بأن شيئاً لن يحصل في لبنان قبل الحسم في غزةquot;. وإذ قال quot;لا نستطيع التكلّم باسم حزب الله وبدوره حزب الله لا يأخذ إذناً منّا للدخول في أي حربquot;، اشار الى quot;أن كل الأوراق التي وصلت لبنان هي مطالب اسرائيليّةquot;.

جعجع ودرب الجلجلة

على صعيد المواقف الداخلية ووسط جمود الحركة السياسية القى رئيس حزب quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع كلمة بعد احياءً ريسيتال في معراب لمناسبة أسبوع الالام اكد فيها quot; اننا نعيش مع غزّة في طريق جلجلة وآلام وعذابات لا تنتهي، حيث الأولاد والنساء يموتون يوميا بطرق مختلفة، ان قتلاً ام جوعاً ام مرضاً ام تشريداً، ام تيهاً في أرض غزة الضيقة المساحة والواسعة كثيرا لجهة استيعابها آلام وعذابات وجلجلة أكثر من مليوني إنسان يعيشون فيها. كما اننا نعيش الجلجلة والآلام مع شعب السودان الذي يعاني أكثر مما نشهده مع شعب غزة، مع مفارقة أن السودان قضية منسيّة تقريبا، ولا أدري ان كانت موضع اهتمام اي دولة في العالم، باستثناء بعض التصريحات والمواقف التي لا بتخفف ألم، ولا بتقصّر طريق جلجلة . ايضا وايضا نعيش الجلجلة والآلام مع شعب أوكرانيا الذي يرزح منذ اكثر من سنتين تحت النار، في حرب quot;ما بقى تنتهيquot;، وبأفق تقريباً مسدودquot;.

وشدد على ان quot;مسيرة الجلجلة والآلام في لبنان تبقى الأكبر، حيث دفع أجدادنا وأباؤنا الغالي من دم وعرق وسهر وجد وكدّ بهدف توريثنا دولة ولكننا نجد أنفسنا بشكل متواصل في صراع مع مجموعة لا تهمها الدولة وتسعى يوميا الى هدم مداميكهاquot;. وأسف لأننا quot;بتنا نعيش في أرض من دون نظام، دولتنا مخطوفة، قرارنا بيد غيرنا، ومع فريق يسمح لنفسه بزجنا في أخطر حرب غصباً عن إرادة شعب بكامله فهو قادر على ايقاف العدالة حين يشاء، كما حصل في قضيّة المرفأ، وتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية في حال لم نتجاوب مع مطالبه، وهو ايضا قادر على التحالف مع الفساد quot;شمال ويمينquot; لتغطية مشروعه غير اللبناني وللسيطرة على الدولةquot;. واذ رأى ان quot;الشعب اللبناني الذي يحيي هذا العام ذكرى الآلام، يعيشها ايضا، ويسير درب الجلجلة والعذابات والصلبquot;، أكد انه quot;كما أوصلتنا درب جلجلة معلّمنا الأول، يسوع المسيح، الى القيامة ستنتهي بنا درب جلجلتنا الحالية الى الخلاص والقيامة، وبالتالي يجب ان تحمل هذه السنة عنوان quot;الإيمان والرجاء والصمودquot;، بدلا من ان تكون مناسبة للحزنquot;. اضاف: quot;نحن شعب مؤمن، مليء بالرجاء، والا كيف استطعنا على مدى 1500 سنة الحفاظ على وجودنا وإيماننا وحريّتنا، وطريقة عيشنا. نحن شعب صلب، لم يلن في تاريخه امام أعتى وأكبر الإمبراطوريات. نحن شعب نشيط، ناجح، حوّل الجبال القاسية المنحدرة الى أراضٍ خصبة، ولمع حتى في أكثر البلدان المتقدمة والمتطوّرة. شعب quot;هالقد عندو تاريخquot; ويتمتع بالصلابة والإيمان والتصميم، لذا من غير الممكن ان تقف في وجهه أي صعوبة مهما كانت كبيرة. quot;الصعب عا غيرنا، هيّن عليناquot;، نحن شعب لا يموت، كما رأينا بالأمس في رميش وعين إبل وغيرهما من بلدات الجنوبquot;.

nbsp; nbsp;====

nbsp;

nbsp;

شارك الخبر على