السنغال .. الحملة الانتخابية تدخلها ايامها الاخيرة وسط تنافس محموم بين المرشحين

حوالي شهر واحد فى كونا

من مصطفى المريني (تقرير)
الرباط - 22 - 3 (كونا) -- تتواصل بالسنغال الحملة الانتخابية الممهدة لانتخاب رئيس جديد للبلاد في 24 مارس الجاري وسط تنافس محموم بين المرشحين ال19 ابرزهم مرشح الائتلاف الحاكم (بينو باك ياكار) الوزير الاول السابق أمادو باه ومرشح الائتلاف المعارض باسيرو ديوماي افاي الذي خرج لتوه من السجن ليخوض غمار الاقتراع الرئاسي بديلا للمعارض البارز عثمان سونكو الذي استبعده المجلس الدستوري
ومن ضمن ابرز المرشحين ايضا العمدة السابق للعاصمة دكار خليفة سال والوزير الاول الاسبق الذي حل في المركز الثاني في الاقتراع الرئاسي 2019 ادريسا ساك فيما يتشبث باقي المرشحين بالامل في اقناع الناخبين بأهمية الرؤى والبرامج التي يطرحونها لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تعرفها البلاد.ويحاول المرشحون استغلال الايام القليلة المتبقية من حملة انتخابية "استثنائية" نتيجة الظروف الطارئة التي قلصتها من ثلاثة اسابيع الى اسبوعين فضلا عن تزامنها لاول مرة مع اجواء شهر رمضان ما صعب من مهمة المرشحين في شرح برامجهم ومشاريعهم الانتخابية وايصالها الى اوسع الفئات.ويراهن المرشحون أيضا على قضايا ومواضيع هي مثار خلاف في المجتمع السنغالي لاجتذاب اصوات الناخبين الى صناديق الاقتراع من قبيل البطالة التي ترخي بظلالها على الوضع الاقتصادي والاجتماعي وتعزيز السيادة الوطنية واصلاح التعليم والزراعة والصيد وغيرها من القضايا.وأبرزت وسائل اعلام محلية احتداد التنافس بين ابرز المرشحين من خلال طرح كل واحد منهم مشاريع وبرامج وحلولا لمشاكل وقضايا مختلفة لاسيما ذات الطابع الاقتصادي والسياسي ومحاولة اقناع الكتلة الناخبة بالتصويت له لكي يعمل على تنفيذ برامجه ومشاريعه عند وصوله الى سدة الحكم.وفي هذا الصدد وعد مرشح الائتلاف الحاكم والوزير الاول السابق أمادو باه الناخبين في حال تصويتهم له بالسعي للمصالحة السياسية والعمل على ايجاد حلول لاشكالية البطالة من خلال توفير فرص العمل للشباب العاطل وتوفير الحماية الاجتماعية للفئات التي تعاني الهشاشة لاسيما فئة المسنين عبر تخصيص منح مالية بالاضافة الى اجتراح سياسات وبرامج اجتماعية واقتصادية وثقافية ترسي الاستقرار والتنمية.وفي المقابل وعد مرشح المعارضة باسيرو ديوماي افاي الذي خرج من السجن عشية الحملة الانتخابية بمقتضى مرسوم رئاسي بتخليق المشهد السياسي بابعاد المفسدين وتحقيق السيادة الوطنية وتقليص النفوذ الفرنسي خاصة في مجالات التعليم بالانفتاح على اللغة الانجليزية فضلا عن اعادة النظر في عدد من الاتفاقيات والعقود التي ابرمتها السنغال مع عدد من الدول بينها فرنسا في الاتجاه الذي يحقق المصالح والسيادة الوطنية.ومن جهته يسعى ادريسا ساك الذي شغل منصب رئيس الوزراء خلال الفترة ما بين 2002 و2004 في عهد الرئيس عبدالله واد الى خوض الانتخابات للمرة الرابعة على التوالي للوصول الى كرسي الرئاسة متوسلا بخطاب محمل بوعود اقتصادية بينها رصد استثمارات مهمة للنهوض بتنمية الاقاليم والجهات المختلفة ودعم قطاع الصيد البحري وخلق عملة نقدية موحدة في دول غرب افريقيا.اما خليفة سال الذي شغل منصب عمدة العاصمة دكار فيراهن على المصالحة السياسية وتجاوز الازمة التي ألمت بالبلاد مراهنا على اصلاح المؤسسات واعادة بناء الاقتصاد والنهوض بقطاع الزراعة.وفي مجال العلاقات الخارجية يقترح سال تنويع الشركاء والانفتاح على دول الجنوب والدول الناشئة.وتأتي هذه الحملة الانتخابية بعد ازمة سياسية نتيجة تأجيل الرئيس ماكي سال اجراء الاقتراع الرئاسي الذي كان مقررا في 25 فبراير الماضي قبل ان يلغي المجلس الدستوري تأجيل الانتخابات ويأمر بتنظيمها قبل موعد انتهاء ولاية الرئيس سال في الثاني من ابريل المقبل ليحدد الرئيس سال 24 مارس موعدا للاقتراع الرئاسي.ويرى مراقبون أن اجراء الانتخابات الرئاسية يشكل فرصة لتجاوز الازمة السياسية التي تعيشها البلاد على خلفية الصراع بين التحالف الحاكم والمعارضة والعودة الى المسار الديمقراطي الذي حكم البلاد منذ استقلالها.(النهاية)

م ر ي / م خ

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على