نائب وزير الخارجية يجدد إدانة الكويت واستنكارها لاستمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة ودعوتها المجتمع الدولي لوقفه فورا

شهران فى كونا

الكويت – 15 – 2 (كونا) -– جدد نائب وزير الخارجية الشيخ جراح جابر الأحمد الصباح إدانة دولة الكويت واستنكارها الشديدين لاستمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وتكرار دعوتها إلى المجتمع الدولي وعلى وجه الخصوص مجلس الأمن إلى ضرورة تحمل مسؤولياته والعمل على وقف هذا العدوان وبشكل فوري.
جاء ذلك في كلمة الشيخ جراح الصباح اليوم الخميس نيابة عن وزير الخارجية عبدالله اليحيا راعي المؤتمر الإقليمي "المرأة العربية والسلام والأمن: التحديات أمام النساء في المنطقة العربية" الذي يحمل شعار (وقف الحرب على غزة الآن وليس غدا) وينظمه الاتحاد الكويتي للجمعيات النسائية بالتعاون مع منظمة المرأة العربية التابعة لجامعة الدول العربية.
ودعا نائب وزير الخارجية المجتمع الدولي إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للمحتاجين دون أية عراقيل وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين العزل وتفعيل آليات المحاسبة الدولية لوضع حد لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وضمان المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب.
وأوضح أن معاناة الشعب الفلسطيني من الاحتلال ممتدة لعقود ويشهد قطاع غزة عدوانا دمويا مستمرا لأكثر من أربعة أشهر واعتداءات سافرة دون رادع أو محاسبة ويستمر الاحتلال في انتهاكاته الصارخة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وأضاف أن الحرب المدمرة على قطاع غزة راح ضحيتها أكثر من 28 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال وسط عجز المجتمع الدولي عن وقف الإبادة الجماعية المستمرة في غزة وفي ظل ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي.
وبين الشيخ جراح جابر الأحمد أن المرأة كانت وما زالت أول ضحايا الحروب والنزاعات والاضطرابات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية لكنها أثبت قدرتها على الصمود ومواجهة الصعاب والقيام بدورها الوطني في الدفاع عن وطنها والحفاظ على تماسك مجتمعها.
وأكد على الدور الكبير والأهمية البالغة التي تمثلها المنظمات الحكومية وغير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني في دعم قضايا المجتمع لا سيما قضايا المرأة موضحا أن استضافة هذا المؤتمر تأتي اتساقا مع تعهدات دولة الكويت من خلال عضويتها في مجلس حقوق الإنسان للفترة من 2024 إلى 2026.
وأفاد بأن سياسات تمكين المرأة في مختلف المجالات لها انعكاس مباشر على الاستقرار والأمن في الوطن العربي الأمر الذي يدفع بالحاجة إلى تضافر الجهود لتعزيز سياسات الدولة في مجال التمكين ولاسيما على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي وتعزيزها حقوقها في عملية صنع القرار.
وأشار إلى أن التحديات التي تواجه النساء في الوطن العربي هي تحديات كبيرة لكنها استطاعت بعزمها وإرادتها نيل العديد من حقوقها المدنية والسياسية والاقتصادية مؤكدا ثقته بأن هذا المؤتمر سيحقق المزيد من الأهداف والغايات التي تصب مجال تعزيز حقوق المرأة.
وقال نائب وزير الخارجية "إننا في دولة الكويت نولي مسألة النهوض بالمرأة الكويتية وتمكينها اهتماما كبيرا ومكتسباتها في هذا الإطار تزداد عاما بعد عاما ونحن مؤمنون بالدور المهم والحيوي للمرأة في نهضة وطننا الغالي وتنميته وازدهاره".
وشدد على حرص دولة الكويت منذ بداية نشأتها ووضعها للأُسس التشريعية للدولة على حفظ وصون حقوق المرأة وحمايتها ودعم رسالتها الإنسانية والاجتماعية لافتا الى أن الدستور كفل حقوق المرأة الكويتية في المادة (29) من الدستور التي أكدت على مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة إيمانا من الآباء المؤسسين باعتبار المرأة شريك رئيسي وفاعل في بناء الوطن.
وأفاد بأن دولة الكويت ساهمت خلال السنوات الماضية في دعم تمكين المرأة إلى أن وصلت نسبة تمثيل المرأة الكويتية في المناصب القيادية إلى 28 في المئة في مختلف قطاعات الدولة بالإضافة لشغلها نسبة 64 في المئة من إجمالي القوى العاملة الوطنية في القطاع العام و48 في المئة في القطاع الخاص.
وقال الشيخ جراح جابر الأحمد إن مجلس الأمن أصدر القرار رقم 1325 المعنون "المرأة والسلام والأمن" في عام 2000 الذي جاء ليؤكد على دور المرأة في منع نشوب النزاعات وحلها وحفظ السلام وبناء السلام ومساعي المصالحة والوساطة وإعادة البناء والتعافي بعد النزاعات.
ولفت الى انه في هذا السياق قامت دولة الكويت مؤخرا بإنشاء اللجنة الوطنية لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1325 برئاسة وزارة الخارجية وتضم اللجنة بعضويتها الجهات الوطنية ذات الصلة إيمانا منها بأهمية تعزيز العمل الدولي المشترك الرامي لمنع نشوب النزاعات الدولية وحماية المرأة عند نشوبها والتأكيد على احتياجاتها ومتطلباتها.
وتقدم بتحية احترام وإجلال للنساء في الكويت مستذكرا بكل اعتزاز وفخر المرأة الكويتية التي واجهت الاحتلال بكل شجاعة وبسالة وكان لها دور كبير في صفوف المقاومة إذ شاركت بتنظيم الحياة اليومية أثناء الاحتلال وتوفير الاحتياجات الأساسية للسكان وراح ضحية هذه المواقف البطولية العديد من النساء الكويتيات الشهيدات.

من جانبها ثمنت رئيسة الاتحاد الكويتي للجمعيات النسائية الشيخة فادية سعد العبد الله الصباح في كلمتها موقف القيادة السياسية التاريخي منذ 1948 مع الشعب الفلسطيني ومطالبه المشروعة والعادلة والذي يعكس الموقف الشعبي الثابت من القضية.
وقالت أن هذا المؤتمر ينعقد في ظل ظروف عالمية متقلبة وعلى رأسها العداون على غزة التي تواجه ظروفا إنسانيى صعبة موضحة أن اختيار هذا المؤتمر جاء ليعكس الاهتمام بالمرأة ومكانتها في الأمن والسلام.
وأوضحت أن الوضع السياسي في السنوات ال20 الأخيرة شهد تفاقما في الحروب والنزاعات الداخلية وعلى وجه الخصوص في فلسطين التي تواجه عدوانا يزيد عن 100 يوما ويمتد منذ 75 عاما في ظل تطور التكنولوجيا والآلات الحربية التي تزيد من الأضرار الاقتصادية والبشرية وتزيد من معاناة المرأة بشكل خاص.
وبينت أنه خلال الحروب ومع تفاقم جرائم العنف تصعب المطالبات بالتغيير والإعمال بحقوق المرأة إذ تأتي الأولوية في العمليات الإغاثية والمساعدات اليومية لتخفيف معاناتهم موضحة أن المرأة بحسب تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هي الأكثر معاناة تحت وطأة الاحتلال والحروب كما هو الحال في فلسطين واليمن والسودان وغيرها من مناطق النزاعات المسلحة.
وأكدت أن حماية المرأة وضمان حقوقها تتعزز في أيام السلم عن طريق تغيير القوانين ودمج مفهوم المساواة بين الجنسين في المؤسسات الحكومية والأهلية وإعداد البرامج الكفيلة لتغيير الصور النمطية للمرأة وتبديل الأفكار حول قيمة المرأة كإنسان.
وأشارت إلى إعلان بيروت للمرأة العربية سنة 2004 الذي نص على أن المساواة والتنمية لا يتحققان في انعدام السلام وأن العقبة الأساسية أمام المرأة تتمثل في الاحتلال والاستيطان والتهديد ومطالبة الحكومات العربية بإزالة العقبات السياسية والأمنية التي تعوق تقدم المجتمع والمرأة ووضع استراتيجيات تمكين المرأة وزيادة الميزانيات والموارد البشرية المخصصة للبرامج المعنية بالمرأة.
وبينت أن إعلان بيروت طالب بتخصيص حصة للمرأة في المؤسسات الرسمية والتشريعية لضمان زيادة مشاركتها في العمل السياسي وإدراج مفهوم المساواة بين الجنسين في السياسات التنموية وإيلاء الاهتمام اللازم لتعليم المرأة وإزالة الصور النمطية التمييزية ضدها مع التأكيد على تأهيلها لتولي المناصب القيادية وتغيير القوانين المجحفة بحقها.
وأضافت إلى أن منتدى المرأة العربية والنزاعات المسلحة والذي عقد في بيروت مارس 2004 أشار في بيانه الختامي إلى أن المرأة العربية هي الأكثر تضررا في الحروب والنزاعات المسلحة مطالبا بوضع برامج خاصة لدعم المرأة في مقاومتها للاحتلال كما طالب برفع الوعي الاجتماعي حول آثار الحروب كما هو الحال في غزة واليمن والسودان وبضرورة توفير الخدمات الأساسية.
وأكدت السعد على أهمية المواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان وتضمين الفئات الأكثر تضررا واعتماد المقاربات التي تضمن مفهوم "أمن الإنسان" و"تمكين المرأة" ومفهوم "حقوق الإنسان" مؤكدا أن المواثيق يمكنها لوحدها أن تحقق الأمن الإنساني بل لا بد من إقرار التشريعات الملائمة عبر اعتماد برامج عمل متواصلة على صعيد ترسيخ المبادئ على أرض الواقع.
وثمنت السعد صمود المرأة الفلسطينية المقاومة أمام الاحتلال معربة عن أملها في أن يسهم المؤتمر في فتح آفاق جديدة أمام النساء للمساهمة في التطور والشامل في الدول العربية وبالأخص التي تعاني من ظروف سياسية غير مستقرة.
بدورها قالت المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية الاستاذة الدكتورة فاديا كيوان في كلمة مماثلة إن الكويت ثابتة على مواقفها وانحيازها لقضايا الحق مؤكدة أن مشاركتهم تأتي في إطار مساعيهم لحماية الإنسان من العنف.
وبينت أن العالم يعيش في صدمة جراء القصف العشوائي منذ السابع من أكتوبر الماضي على غزة وما يشهده القطاع من قتل وتدمير جل ضحاياه من النساء والأطفال مؤكدة أن هذا القصف المتعمد هو إبادة جماعية تناقض كافة القوانين والمعاهدات الدولية.
من جهتها قالت المستشارة في الرئاسة الفلسطينية ورئيسة المجلس التنفيذي للمنظمة فريال سالم إن وقف العدوان على غزة وكل فلسطين الآن وليس غدا هو مطلب كل الشعوب الحرة.
ولفتت إلى أنه مع دخول الحرب لشهرها الخامس وصل عدد الشهداء إلى ما يقارب 29 ألف شهيد و 70 ألف جريح أكثر من 70 بالمئة منهم من الأطفال والنساء وتدمير طال أكثر من 70 في المئة من المباني السكنية فيما التدمير الكلي والجزئي طال معظم الأعيان المدنية من مستشفيات ومدارس وجامعات ومساجد وكنائس وحتى مباني المنظمات الدولية.
وأشارت إلى التقارير الأممية التي تفيد في أن مليونين و300 ألف إنسان يفتقرون إلى الغذاء والدواء وأن 500 ألف منهم يعانون من مستويات كارثية من الجوع إذ بلغ نصيب كل فرد وجبة واحدة في اليوم في ظل تردي الأغذية التي باتت تصنع من علف الحيوانات.
ومن جانبها أكدت رئيسة المجلس القومي للمرأة ورئيسة المجلس الأعلى للمنظمة مايا مرسي في كلمة متلفزة على أهمية هذا المؤتمر الإقليمي الذي يأتي في ظروف استثنائية عصيبة تعاني منها العديد من الدول العربية خاصة دولة فلسطين.
وقالت إن المرأة هي الطرف الأكثر تضررا ومعاناة من ويلات الحروب والكوارث والنزاعات المسلحة لذا لا بد من معرفة احتياجات المرأة ومطالبها وطرحها على طاولة المفاوضات وإدماجها في الخطط والاستراتيجيات.
وأشارت إلى أن ما تعاني منه المرأة الفلسطينية يمثل جميع التحديات التي تواجه المرأة في ظل الحروب لافتة إلى أن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة الذي تجاوز 100 يوما يعد انهيارا للقيم والمعايير الإنسانية في ظل المطالبات بتهجير أكثر من مليوني إنسان.
وبينت أن المرأة الفلسطينية تواجه إلى جانب التطهير العرقي والتهجير معاناة انعدام الأمن الغذائي الذي ينذر بمجاعة محتملة ونقص غير مسبوق في المياه مشددة على ضرورة توحيد المصطلحات لوصف ما يحدث في قطاع غزة وبضرورة وقف العدوان الآن وليس غدا من أجل الإنسانية. (النهاية) م ر ف / ن و ف

شارك الخبر على