تونس.. «النهضة» تناور بتغيير اسمها هرباً من ماضيها

٣ أشهر فى الإتحاد

أحمد شعبان (القاهرة، تونس)
حذر محللون سياسيون تونسيون من ألاعيب حركة «النهضة» الإخوانية، ومحاولاتها للعودة مرة أخرى للواجهة من خلال إعلانها تغيير اسمها، في مناورة سياسية مصيرها الفشل، خاصة بعد الأحكام القضائية بالسجن والتي طالت قيادات الحركة، وعلى رأسهم راشد الغنوشي.وكان العجمي الوريمي، الأمين العام لحزب «حركة النهضة» الذراع السياسية للإخوان في تونس، قد أعلن مؤخراً أنه سيتم تغيير اسمي حركة النهضة ومجلس الشورى، في إطار القيام ببعض المراجعات التي تتماشى مع المرحلة الحالية ومتطلّباتها، وأشار إلى أن الاسم الجديد يجب أن يعبّر عن المرحلة التاريخية والأهداف السياسية للحزب، مرجحاً أن يحمل مجلس الشورى مستقبلاً اسم «المجلس الوطني».وكشف المحلل السياسي التونسي منذر ثابت، عن أن تغيير اسم الحركة يأتي ضمن استراتيجية تسويقية تسعى إلى إعادة موقع النهضة جماهيرياً، وكذلك على مستوى الساحة السياسية وخاصة خارجياً، ومحاولة لإعادة إخراج الحركة بوجه يُنسي الرأي العام «العشرية السوداء»، وما آلت إليه من إخفاقات في المستويين السياسي والاقتصادي. وأوضح ثابت، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن «النهضة» من خلال الأمين العام الجديد الوريمي، أرادت أن توجه رسالة لنظام قيس سعيد تؤكد فيها أنها لاتزال تتشبث بالجمهورية الثانية، وثمة عودة لخطاب راديكالي داخل حركة النهضة مع إخراج جديد يستهدف قطاعاً أوسع من الجماهير التونسية، ويستهدف أيضاً الخارج خاصة الاتحاد الأوروبي.ويرى أن تغيير اسم النهضة محاولة لإنقاذ الحركة كتنظيم أو ما تبقى منه، خاصة بعد ما واجهته في الفترة الأخيرة من انسحاب الحزام الداعم لها من الأنصار والمتعاطفين.ومن جانبه، ذكر المحلل السياسي التونسي الدكتور خالد عبيد، أنها ليست المرة الأولى التي تغير  فيها «النهضة» اسمها، لافتاً إلى أن لها أسماء عدة، منها حركة الجماعة الإسلامية، ثم الاتجاه الإسلامي، وحركة النهضة، والآن تفكر في تسمية جديدة محاولة منها للتأقلم مع الخلفية التي تعيشها، وتقترح اسماً وفق الظرفية التي تراها مناسبة.وأوضح عبيد، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن تسمية حركة «النهضة» كانت تخلياً منها سابقاً عن تسمية حركة الاتجاه الإسلامي التي لم تكن مقبولة في فترة الثمانينيات، حيث ارتأت في بداية حكم زين العابدين بن علي، تغيير تلك التسمية حتى لا تظهر وكأنها حركة دينية، فسمت نفسها «النهضة».وأشار إلى أن هذه التسمية استنفدت كل ما لديها ولم تعد صالحة واقترنت بفترة يراها التونسيون غير ممكن رجوعها مرة أخرى، وينظرون إليها بنظرة غير مقبولة بالمرة؛ ولذلك نفهم لماذا هناك رغبة لدى الحركة في البحث عن تسمية أخرى تريد من خلالها أن تخلق سمة جديدة لها.وتساءل المحلل السياسي، هل تغيير تسمية الحركة سيجعلها تتخلى عن أفكارها ومرجعياتها الإخوانية؟ وأجاب قائلاً: «بالتأكيد لا، ولكنها محاولة للتأقلم والانحناء أمام العاصفة فقط»، وتنتظر أن تتحسن الظروف التي تتمكن من خلالها أن تندس وترجع مرة أخرى للحكم.

شارك الخبر على