مجلس الوزراء الكويتي ينادي بمشعل الأحمد الصباح أميراً للبلاد

٥ أشهر فى الإتحاد

أحمد مراد (القاهرة)نادى مجلس الوزراء الكويتي، أمس، بسمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أميراً لدولة الكويت. وعقد مجلس الوزراء، أمس، اجتماعاً استثنائياً في قصر بيان برئاسة سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، ونعى المجلس إلى أسرة الصباح الكرام والشعب الكويتي الكريم وإلى الأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة وفاة المغفور له بإذن الله الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد، بعد مسيرة عطرة حافلة بالبذل والعطاء والإنجازات سطر خلالها صفحات مضيئة من الالتزام بالمبادئ والقيم والمثل العليا في حياته التي كرسها لخدمة وطنه وأمتيه العربية والإسلامية.وأوضح المجلس في بيان عقب الاجتماع أنه عملاً بأحكام الدستور والمادة الرابعة من القانون رقم 4 لسنة 1964 في شأن أحكام توارث الإمارة، فإن «مجلس الوزراء ينادي بولي عهد حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أميراً لدولة الكويت».ولصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، مسيرة وطنية حافلة بالنجاحات والإنجازات امتدت على مدى أكثر من 60 عاماً، قضاها في خدمة بلاده، وهو ما جعله واحداً من بناة دولة الكويت العصرية والحديثة والمتطورة.وقبل ثلاثة أعوام، وتحديداً في 7 أكتوبر 2020، تولى الشيخ مشعل الجابر الصباح ولاية العهد، مدشناً مع الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت الراحل، عهداً تنموياً جديداً في مسيرة البناء والعطاء عبر خطط تنموية حديثة تواكب مستجدات العصر وتطوراته.مسيرة وطنيةالشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، المولود في عام 1940، هو الابن السابع لحاكم الكويت الأسبق، الشيخ أحمد الجابر الصباح، الذي تولى مقاليد الحكم في الفترة بين عامي 1921 و1950.ونشأ الشيخ مشعل الصباح منذ سنوات طفولته وشبابه في بيت الحكم والإدارة، وهو ما جعله مُلماً بأصول الحكم وفنون الإدارة، وظل طوال حياته ملازماً وقريباً من مركز الحكم في الكويت، إذ سبقه في تولي إمارة البلاد 3 أشقاء، وهم: الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.وبدأت مسيرة الشيخ مشعل الجابر الصباح في العمل الوطني العام بعدما أنهى مشواره التعليمي، سواء الدراسة في مدرسة المباركية التي تُعد أول مدرسة نظامية في دولة الكويت، أو الدراسة في كلية «هندون» في المملكة المتحدة التي مكث فيها لسنوات عدة متواصلة لدراسة علوم الشرطة، حتى تخرج منها عام 1960، وبعد التخرج مباشرة التحق بالعمل في وزارة الداخلية، وكانت الوزارة وقتها حديثة النشأة.وقضى الشيخ مشعل الصباح نحو 20 عاماً في العمل الشرطي، وتدرج في العديد من المواقع والمناصب في وزارة الداخلية، وهو ما جعله في مقدمة القائمين على أمن واستقرار دولة الكويت، وكان من بين المواقع التي شغلها رئاسة المباحث العامة برتبة عقيد خلال الفترة من عام 1967 وحتى عام 1980، وخلال هذه الفترة عمل على تطوير أداء وتحديث إدارة المباحث العامة، وتحولت خلال توليه مسؤولية القيادة إلى جهاز أمن الدولة، وهو ما كان لها تأثير إيجابي في تحقيق الاستقرار وحفظ الأمن في مختلف أنحاء دولة الكويت.

وفي الثالث عشر من أبريل عام 2004، كان الشيخ مشعل الصباح على موعد مع تولي موقع جديد بطموحات جديدة، حيث صدر مرسوم أميري بتعيينه نائباً لرئيس الحرس الوطني بدرجة وزير، ومن خلال هذا الموقع تضاعف حجم دوره الوطني، وبذل جهوداً مكثفة لتطوير الجهاز العسكري الأمني، وهو ما عزز من دور جهاز الحرس الوطني في حفظ أمن البلاد.وطوال فترة عمله داخل الحرس الوطني، حرص الشيخ مشعل الصباح في العديد من المناسبات على دعم ومساندة الجيش والشرطة وقوة الإطفاء العام في مختلف مجالات العمل الأمني والعسكري والمدني، وقد عزز أوجه التعاون بين الجهات الأربع (الحرس الوطني والجيش والشرطة وقوة الإطفاء) في سبيل الدفاع عن الوطن، والحفاظ على أمنه واستقراره، وحمايته من الأخطار التي تهدده، وتأمين المنشآت الحيوية في البلاد، إضافة إلى الاستعداد الدائم لتلبية أي مهمات عاجلة تُطلب من إحدى هذه الجهات، لا سيما المهمات التي يتم التكليف بها من قبل مجلس الدفاع الأعلى.وأحدث الشيخ مشعل تطوراً ملموساً في آليات عمل الحرس الوطني خلال فترة توليه منصب نائب الرئيس، حيث شهد الحرس الوطني العديد من مراحل التطوير، وهو ما ساهم في تميز هذه المؤسسة العسكرية الأمنية، وجعلها قادرة على القيام بواجباتها ومهامها في منظومة الدفاع عن الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره، مساندًا في ذلك وزارتي الدفاع والداخلية وقوة الإطفاء العام. وتمكن الحرس الوطني في عهد الشيخ مشعل الصباح من القيام بدوره الاستراتيجي على الوجه الأمثل عبر 3 خطط خمسية استراتيجية، الأولى من عام 2010 إلى 2015 التي عُرفت بـ«الأمن أساس التنمية»، والثانية من عام 2015 إلى 2020 التي عُرفت بـ«الأمن أولاً»، والثالثة من 2020 إلى 2025 التي عُرفت بـ «حماية وسند».كما تمكن الشيخ مشعل خلال توليه موقعه الحيوي في الحرس الوطني من تجهيز عناصر فنية ذات كفاءة وتدريب، ولديهم خبرة ودراية للتعامل مع الظروف الاستثنائية باستخدام تقنيات حديثة ومطورة، وقد أبرم الحرس الوطني بروتوكولات تعاون عدة مع الأجهزة الحيوية بالدولة ليقدم لها يد العون وقت الحاجة إليه، وقد ظهر ذلك بوضوح عندما قام الحرس الوطني بدور فعال خلال التصدي لأزمة الأمطار في عام 2018، وفي مواجهة التسرب الإشعاعي في المنشآت النفطية، وفي دعم قوة الإطفاء العام في مكافحة بعض الحوادث الكبرى. كما شارك الجهات المعنية في الدولة لمواجهة التحديات المترتبة على تفشي جائحة كورنا خلال عام 2020.وعلى المستوى الإقليمي والدولي، نجح الشيخ مشعل في توقيع العديد من اتفاقيات التعاون المشترك مع عدد من الدول العربية والأجنبية، وهو ما جعل الحرس الوطني يمثل دولة الكويت في الاتحاد الدولي لقوات الشرطة والدرك (FIEP).وحظي الشيخ مشعل الجابر الصباح طوال مسيرته في العمل الأمني والشرطي بالعديد من التكريمات سواء على المستوى المحلي أو الدولي، كان أبرزها في الرابع من ديسمبر عام 2018 عندما قلدت وزير الجيوش الفرنسية، فلورنس بارلي، الشيخ مشعل وسام «قائد جوقة الشرف من الجمهورية الفرنسية»، وذلك باعتباره أحد الرجال المميزين الذين بنوا الكويت وساعدوا على مد روابط الصداقة المتينة بين الكويت وفرنسا. كما حصل ديوان نائب رئيس الحرس الوطني في عهد الشيخ مشعل على جائزة جابر للجودة وشهادة الآيزو.

العضيد الأميناستمر الشيخ مشعل الجابر الصباح في شغل موقعه الحيوي والمهم في الحرس الوطني حتى تمت تزكية سموه ولياً للعهد في السابع من أكتوبر عام 2020، وعلى مدى الأعوام الثلاثة الماضية ظل الشيخ مشعل الصباح العون والسند والعضيد الأمين لأمير البلاد الراحل، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله، في قيادة البلاد نحو ركب الدول المتطورة، وهو ما ساهم في تحقيق العديد من النجاحات والإنجازات التي أسفرت عن تقدم وازدهار الكويت ورخاء شعبها.وكان الشيخ مشعل الصباح قد شارك خلال السنوات الثلاث الماضية في العديد من القمم والمؤتمرات نيابة عن سمو أمير البلاد الراحل، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله، إضافة إلى قيامة بالعديد من المسؤوليات الأخرى، ومنها إلقاء الخطب والكلمات في المناسبات الرسمية والمحطات المهمة التي شهدتها الكويت في الأعوام الثلاثة الماضية.مواقع فخريةلم يقتصر الدور الوطني للشيخ مشعل الجابر الصباح على المهام الأمنية والشرطية التي تولاها على مدى أكثر من 60 عاماً، حيث جمع بين المناصب والمواقع الرسمية والمناصب الشرفية والفخرية، ومن بينها توليه الرئاسة الفخرية لجمعية الطيارين ومهندسي الطيران الكويتية خلال الفترة بين عامي 1973 و2017، إضافة إلى دوره في تأسيس الجمعية الكويتية لهواة اللاسلكي، وقد تولى رئاستها الفخرية في وقت لاحق.وفي السياق ذاته، أصدر أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح خلال عام 1977 قراراً بتعيين الشيخ مشعل رئيساً لديوانية شعراء النبط التي تأسست بهدف المحافظة على تراث الأجداد من الشعر النبطي، وتعليمه للأجيال الجديدة.

شارك الخبر على