كتَّاب وإعلاميون لـ “البلاد” الإمارات تقدِّم للعالم دروسًا جديدة في كل عام

٥ أشهر فى البلاد

 عبّر عددٌ من الكتاب والإعلاميين الإماراتيين عبر “البلاد” عن تقديرهم وافتخارهم بما وصلت إليه دولة الإمارات العربية المتحدة من نهضه في شتى المجالات والحقول التنموية.
    وأشاروا بمناسبة عيد الاتحاد الثاني والخمسين بأنه محطه لاستذكار ما تحقق من إنجازات والاحتفال ببدء انطلاقة جديدة مع سنة جديدة مليئة بالطموحات والأحلام والهدف هو تحقيق المزيد من الإنجازات وزيادة رصيد الإنجازات الإماراتي.

وقال الكاتب والإعلامي الإماراتي علي عبيد الهاملي لـ”البلاد” “كان العام 1946 عامًا غير عادي في تاريخ إمارة أبوظبي، ففي هذا العام أصبح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ممثلًا لحاكم إمارة أبوظبي في مدينة العين، كما كان في العام 1958 عامًا غير عادي في تاريخ إمارة دبي، ففي هذا العام أقيم حفل مهيب لتنصيب الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكمًا لإمارة دبي، بعد وفاة والده الشيخ سعيد بن مكتوم بن حشر”.
وأضاف “أتت الوفود لتشهد مراسم تنصيب الحاكم الجديد وتبارك له، وجاء حكام الإمارات الأخرى وأفراد من الأسر الحاكمة ليشهدوا الحفل. ومن بين تلك الوجوه أطل وجه الشيخ زايد”.
وقال الهاملي “بعد الحفل مضى الشيخ زايد إلى مدينة العين ليكمل ما كان قد بدأه فيها، بينما مضى الشيخ راشد إلى البناء على ما أسّسه مع والده، لكن صورة لقاء الشيخين الشابين في حفل التنصيب ذاك انطبعت في الذاكرة لتكوّن عنصرًا من عناصر لوحة كانت تتشكّل وقتها لتكتب تاريخًا”.
ويكمل “بعد 8 سنوات تقريبًا، في السادس من أغسطس عام 1966، تولى الشيخ زايد مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي، جاء الشيخ زايد برؤى وطموحات وآمال وتصورات وأفكار جديدة، وروح تتوق لإحداث تغيير شامل في منظومة الحياة”.
وأضاف الهاملي “وكان مشروع الاتحاد هو المشروع الأول الذي عمل لتحقيقه، حيث كان الاتحاد هو حلمه الأكبر، وكان تحقيق هذا الحلم بحاجة إلى رجال ذوي عزائم صادقة وهمم كبيرة، وعندما تلفّت حوله لم يجد رجلًا يملك رؤية عميقة أكثر من الشيخ راشد، لهذا يمّم شطر دبي، حيث تربطه بحاكمها أواصر قربى ونسب”.
وزاد “داخل خيمة صغيرة بين أبوظبي ودبي اجتمع الشيخان في 18 فبراير 1968، ووقّعا اتفاقًا تاريخيًّا أعلنا خلاله دمج إمارتيهما في اتحاد واحد، فكان اتحاد الإمارتين هو النواة الأولى التي تشكّل منها اتحاد الإمارات بعد ذلك، وأدى إلى قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971”.
وأردف الهاملي “واليوم عندما ننظر إلى ما حققته دولة الإمارات خلال 52 عامًا، لا نملك إلا أن نقول: رحم الله الآباء المؤسسين، وحفظ لدولة الإمارات قادتها وأبناءها المخلصين”.
 من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي الإماراتي عبدالعزيز المعمري “تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بعيد اتحادها الثاني والخمسين، وما يميّز دولة الإمارات منذ تأسيس دولة الاتحاد في 2 ديسمبر 1971 أنها اعتادت أن تقدّم للعالم دروسًا جديدة في كل عام”.
وتابع المعمري “ما تحقق خلال 52 عامًا يفوق الخيال والتوقعات، والإنجازات الإماراتية عديدة ومتنوعة وشملت كافة المجالات، هنا أود القول أن من أهمّ الدروس التي قدمتها دولة الإمارات للحكومات والدول في العالم أجمع ورسالة خاصة للعرب، أنه إذا أردتم تستطيعون تحقيق ما تحلمون به وتستطيعون التغلب على التحديات والصعاب، فالنموذج الإماراتي يثبت ذلك”.

وأضاف “لكن السؤال المهم هو أين يكمن السر في نجاح النموذج الإماراتي؟ من وجهة نظري أن السر يكمن في النية الصادقة ووضوح الرؤية والإخلاص في العمل والتكاتف المجتمعي مع القيادة وثقته بها، لذا استطاعت دولة الإمارات من تحويل التحديات إلى فرص نجاح والعقبات إلى درجات للصعود والعلو”.
وأبان المعمري “لقد واجه القادة المؤسسون لاتحاد دولة الإمارات الكثير من الصعاب والتحديات، ونحن نحتفل في كل عام بعيد الاتحاد نستذكر جهودهم وتضحياتهم وإخلاصهم، إلا أن الملاحظ كأن هذه الصفات والسمات ورثت وترسخت لدى أبناء الإمارات الذين أصبحوا اليوم يحبون العمل ويبحثون بأنفسهم عن التحديات للتغلب عليها ويضيفون المزيد من الإنجازات والنجاحات لرصيد دولتهم”.
وقال “لقد مرت الإمارات بثلاث مراحل مهمة ومكملة لبعضها المرحلة الأولى مرحلة التأسيس وهي مرحلة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله ثم تلتها مرحلة التمكين مرحلة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله وها نحن اليوم نعيش المرحلة الثالثة مرحلة الصعود نحو المستقبل بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة”.
وأردف المعمري “هذه المرحلة التي أعدّت لها دولة الإمارات الخطط والبرامج الطموحة، بهدف الوصول إلى المستقبل، وقد أعلنت دولة الإمارات عن عدة استراتيجيات لذلك منها استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل، وعملت على تعزيز الوعي لدى الشعب بأهمية استشراف المستقبل والاستعداد له”.
وواصل “في المفهوم والفكر الإماراتي الاحتفال بعيد الاتحاد ليس نهاية سنة وبداية أخرى جديدة، بل هو الاحتفال بما تحقيق من إنجازات والاحتفال ببدء انطلاقة جديدة مع سنة جديدة مليئة بالطموحات والأحلام والهدف هو تحقيق المزيد من الإنجازات وزيادة رصيد الإنجازات الإماراتية”.
وأكمل المعمري “خلال هذا العام تحققت الكثير من الإنجازات نذكر منها تصدر دولة الإمارات 186 مؤشرًا عالميًّا، و430 مؤشرًّا إقليميًّا، واحتفظت بمكانتها للعام التاسع على التوالي ضمن أهم عشرين دولة من كبار المانحين للمساعدات”.
وقال “كذلك تحقيق رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي أطول مهمة لرائد فضاء عربي حيث قضى 6 أشهر في محطة الفضاء الدولية أي أنه أكمل 4000 ساعة عمل في الفضاء قام خلالها بإجراء نحو 200 تجربة علمية، هذا الإنجاز يؤكد أهمية الاستثمار التي قامت به دولة الإمارات في أبنائها من خلال تسليحهم بالعلم والمعرفة وتجهيزهم وتأهيلهم للمستقبل ومتطلباته”.
إلى ذلك، قالت الكاتبة والإعلامية الإماراتية عائشة سلطان إنه “في ذاكرة شعب الإمارات، يطل اليوم الوطني أو يوم الاتحاد، باعتباره يومًا خالدًا لا يشبهه أي يوم، كيوم العيد تمامًا، تهزّك فيه كلمات الأغنيات الوطنية التي تبثها الإذاعات وأجهزة التلفزة”.
وأضافت سلطان “وتتذكّر أنك وأنت طالب صغير تكون في أكثر حالاتك ابتهاجًا في هذا اليوم، إذ تحيي العلم متحفزًا كمن يأتي إلى المدرسة للمرة الأولى، وتردّد كلمات النشيد الوطني كأنك تقبل جبين الحياة”.
وقالت “في الثاني من ديسمبر من كل عام، تحتفي دولة الإمارات بأجمل أيامها، الإمارات التي كانت قبل اثنين وخمسين عامًا مجرد حلم في وجدان الآباء المؤسسين زايد وراشد طيب الله ثراهما وغفر لهما، إذ يجلسان على رمال الصحراء يخططان ويرسمان الحلم الذي نعيشه وننعم به جميعنا اليوم”.
وتابعت سلطان “الإمارات التي غدت منارة للعالم، ويدًا ممدودة للجميع، واسمًا شاهقًا يتردد في كل الدنيا، ويهطل خيره وعطاؤه في كل مكان، وله في قلوب الجميع محبة واحترامًا زرعها هذا الخير المتواصل للأشقاء والأخوة والجيران والأصدقاء في كل مكان في أيام المسرات كنا في أيام الشدائد”.
وقال “الإمارات هي التراث الأصيل والانتماء العربي والإسلامي العميق، وهي التسامح مع الجميع والانفتاح على الآخر، إنها دولة صنعت بالحلم، وشُغِلت بالجد والعمل، واشتغلت بالبناء والتنمية والعلم والتخطيط ومواكبة آخر المستجدات، وعلا بنيانها بالعمل والاجتهاد والاقتصاد والجامعات والتقنيات والشباب والنساء والرجال، واقترنت بالطموح الذي لا سقف له، وانشغلت بالفضاء وبالمستقبل الذي لا ينسى ماضيه وهو يعيش هويته وحاضره بطمأنينة”.

وتابع سلطان “إنها الوطن النبيل الذي أخذنا من أيدينا بمحبة ولقّننا كيف نحبه، ونحميه ونخاف عليه، فأحببناه أكثر من أنفسنا، لذلك يسارع الشباب إلى ميادين العلم والعمل كما إلى ميدان الخدمة الوطنية برضا واندفاع، مجللين بالجسارة والرجولة، يقدمون كل ما يمكنهم لأجل الإمارات ولحمايتها، لتبقى مصانة عصية على أن تمس طالما استقر معنى الانتماء في عقولهم كمرادف للحياة والولاء والكرامة”.
وقال رئيس تحرير الأخبار المحلية بتلفزيون دبي طلال الهنداسي إن الحلم الإماراتي لا يزال يتجدد بشكل مستمر، ويعبّر عن وطني يسعى دائمًا لأن يكون فوق أعالي السحب، ببريق الإنجاز، والنهضة، والبناء، والتي سطّر خلالها المواطن الإماراتي حكايات لا تنسى في بناء الأوطان، وفي مواجهة التحديات الصعبة والشائكة.
وأكمل “في هذه المناسبة الكبيرة، نستذكر بفخر كبير باني نهضة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي أسّس الدولة على ركائز قوية، تقوم على اللحمة الوطنية، والعطاء، والإنتاج، والوفاء للوطن”.
وتابع الهنداسي “ونستذكر أيضًا ذكرى تأسيس الاتحاد، إنجازات الإمارات، وصورها الزاهية في التعايش والانفتاح على الآخر، وكيف أصبحت موئلًا لشعوب العالم، ولثقافاتهم، وتنوعهم الديني والعرقي، في صورة خالدة في وجدان وضمير الشعوب كلها”.

شارك الخبر على