قرطاج السينمائية تحتفي بمئوية السينما التونسية

٦ أشهر فى البلاد

تحتفي الدورة الـ34 من أيام قرطاج السينمائية، التي ستجرى فعالياتها من الثامن والعشرين من أكتوبر الجاري إلى الرابع من نوفمبر المقبل، بمئوية السينما التونسية (ديسمبر 1922 – ديسمبر 2023) عبر برنامج ثري يرقى إلى مستوى ما حققه الفن السينمائي في تونس. 

واختار المنظمون أن تحمل المعلقة الرسمية للمهرجان صورة الممثلة وكاتبة السيناريو ومركبة الأفلام التونسية هايدي تمزالي (1906 – 1998)؛ كإشادة بها، وبكل السينمائيات التونسيات اللائي أسهمن، بشغف وكفاءة، في إنتاج أفلام في تونس وخارجها، وكن مميزات في كل المهن السينمائية، ككاتبات سيناريو، ومخرجات، وممثلات، وكاتبات إخراج، وخبيرات في التصوير السينمائي، والمونتاج، وهندسة الصوت، والديكور، والإنتاج. 

وكشفت إدارة أيام قرطاج السينمائية، التي يشرف عليها المخرج السينمائي التونسي فريد بوغدير، عن الخطوط العريضة لبرنامج هذه الفعالية؛ إذ ستحتفي أيام قرطاج السينمائية، في دورتها الـ 34، بالسينما الأردنية، ضمن قسم “السينما الأردنية تحت المجهر 2023″، بالنظر إلى ما حققته السينما في الأردن، خلال السنوات الأخيرة، من مكانة مهمة في المشهد السينمائي العربي من خلال الحضور الدولي المتميز، ولكونها أصبحت وجهة لأغلب الإنتاجات السينمائية العالمية. 

وتقدم أيام قرطاج السينمائية، بالتعاون مع “الهيئة الملكية للأفلام” الأردنية برنامجا من العروض يضم عشرة أفلام أردنية، منها خمسة أفلام طويلة هي “ذيب” للمخرج ناجح أبونوار (إنتاج عام 2014)، و”بنات عبدالرحمن” (زيد أبوحمدان 2021)، و”الحارة” (باسل الغندور 2020)، و”فرحة” (دارين ج. سلام 2021)، و”أرواح صغيرة” (دينا ناصر، فيلم وثائقي 2019)، إضافة إلى خمسة أفلام قصيرة، وهي “هدنة” (صالح خطايبة 2020)، و”كروكا” (سامر بطيخي 2022)، و”ديانا” (ميسون الهبيدي 2020)، و”Give up the Ghost” (زين دريعي 2019)، و”Tala’vision” (مراد أبوعيشة 2021). 

ويشير المنظمون إلى أن أيام قرطاج السينمائية، باعتبارها أعرق مهرجان في أفريقيا والعالم العربي، حرصت على الاحتفاء بالرموز التي تركت بصمة لا تمحى في تاريخ السينما الأفريقية، وأسهمت في بناء سينما تدافع عن الشعوب الأفريقية وهويتها، ولذلك ارتأت خلال دورتها الـ 34، أن تحتفي بمرور مئة عام على ميلاد المخرج والكاتب السنغالي صمبان عصمان (1923 – 2023). 

وسبق أن نال عصمان شرف التتويج بأول “تانيت ذهبي” في تاريخ المهرجان عام 1966 عن فيلمه “La Noire de”، وصورت سينما “صمبان” تاريخ الشعوب الأفريقية وواقعها والمظالم التي وقعت عليهم، كما شكلت درعا حاميا للهوية الأفريقية من الفقدان. 

كما ستكرم أيام قرطاج السينمائية المخرج الفلسطيني هاني أبوسعد (1961)، تقديرا لمسيرته الإبداعية الحافلة بأفلام خرجت بالسينما الفلسطينية عن المألوف، ووضعت معاناة الشعب الفلسطيني أمام أنظار العالم. 

ويؤكد منظمو الفعالية السينمائية، التي تحتفي بمئوية الفن السينمائي في تونس، أن الدورة الـ34 من أيام قرطاج السينمائية تواصل، عبر منصة “قرطاج للمحترفين”، دعمها لمنتجي الأفلام الشباب، من خلال تنظيم لقاءات بين منتجي الأفلام الأفارقة والعرب، ودعم الأفلام في مرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج، وفق ما تقرره لجنة تحكيم مكونة من جاكلين نسيا، مبرمجة بمهرجان برلين السينمائي (غانا – ألمانيا)، وديمة عازر، منتجة ومستشارة نصوص سينمائية (الأردن)، وكتيبة برهمجي، مخرج ومركب (سوريا)، وكاتي لينا نداي، مخرجة (السنغال)، وصحبي كريم، منتج ما بعد التصوير (تونس). 

كما تنظم المكتبة السينمائية التونسية احتفالية المئوية، خلال فعاليات أيام قرطاج السينمائية، بشكل مستقل، تحت إشراف المركز الوطني للسينما والصورة (CNCI)، وتتضمن هذه الاحتفالية عروض أفلام مرمّمة، وذلك تكريما للمخرجين، والمنتجين، والفنيين، والموزعين، والممثلين القدامى والحاليين، وعروضا لمقاطع فيديو عن أخبار تصوير الأفلام في تونس والنشاط السينمائي، بما في ذلك تاريخ أيام قرطاج السينمائية نفسها، ومعارض للصور، والقطع النادرة، وغيرها من الفعاليات. 

ويهدف كل هذا – بحسب المنظمين – إلى تقييم جزء كبير من مسار السينما التونسية، التي لا تزال تعتبر حتى اليوم، من قبل النقاد الدوليين، وبفضل منتجي الأفلام ورواد الأعمال السينمائية، واحدة من أهم أكثر مسارات السينما تجديدا، وأصالة. 

وقد اختار منظمو الدورة الـ34 من أيام قرطاج السينمائية، درة بوشوشة (تونس)، رئيسة للجنة تحكيم الأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة، والمخرج محمد صالح هارون (تشاد)، رئيسا للجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة وأفلام التحريك. 

ويعتبر إحياء تونس لمئوية السينما على أراضيها حدثا مهما من حيث استعادة تاريخ اللحظات الأولى لتشكل الفن السينمائي في البلد المتوسطي، الذي كان في بدايات القرن العشرين منفتحا على رياح التحولات العلمية والثقافية في الغرب الأوروبي، لاسيما من حيث الحراك الحضاري الذي كان ناتجا في ذلك الوقت عن تنوع الثقافات في البلاد وتعدد الجاليات بمرجعياتها المختلفة في سياق التعايش المثري للحياة الفنية والاجتماعية. 

وترجع بدايات السينما في تونس إلى عام 1896 تاريخ تصوير الأخوين لويس وأوغست لوميار لمشاهد حية لأحياء تونس العاصمة. 

وقد ساعد كون اختراع فن السينما جاء من باريس على أن تكون تونس من أول الدول التي تصلها أضواؤه باعتبارها مستعمرة فرنسية، حيث تم تنظيم أول عرض سينمائي في البلاد عندما بادر رائد السينما التونسية ألبير شمامة شكلي بتنظيم عرض آخر في التاسع والعشرين من أكتوبر 1896.

شارك الخبر على