من الأشهر اليوم؟

نور إبراهيم (القاهرة)من حق جماهير شمال لندن أن تحلم بالفوز بلقب الدوري الإنجليزي «البريميرليج»، بعد البداية الجيدة جداً لفريقها توتنهام هوتسبير منذ بداية الموسم، وتصدره للمسابقة بعد 8 جولات، برصيد 20 نقطة وبفارق الأهداف عن أرسنال الثاني، ونقطتين عن مانشستر سيتي الثالث.صحيح إن الدوري مازال في بداياته، ومن الصعب الحكم على البطل من الآن، إلا إن هناك مؤشرات ومتغيرات تخص توتنهام وحده كان لها أكبر تأثير على «السبيرز»، وأهمها المدير الفني الجديد، الأسترالي أنج بوستيكوجلو، الذي نجح في «جمع شمل» الفريق وطوُع أداءه وفقاً لفكره وأسلوبه ورؤاه، كما لا يمكن إغفال دور اللاعبين وتطور مستواهم نحو الأفضل، وكذلك الدور المحوري، الذي يلعبه النجم الإنجليزي جيمس ماديسون القادم من ليستر سيتي، والذي مثل إضافة حقيقية للفريق.ومنذ 6 أشهر فقط، كان مستقبل توتنهام يبدو غامضاً إذ كان يحتل المركز الثامن في نهاية دوري الموسم الماضي الذي كان يدربه فيه الإيطالي أنطونيو كونتي ومن بعده كريستيان ستيليني بديله المؤقت حتى نهاية الموسم، ولم يحقق معظم اللاعبين طموحات الفريق، باستثناء هاري كين الذي سجل 30 هدفاً، ولكنه رحل إلى بايرن موينيخ في الصيف الماضي بعد مفاوضات شاقة و«ماراثونية» بين إدارة البايرن ودانييل ليفي رئيس «السبيرز».ووصل الأمر بتوتنهام، وهو في هذه الحالة المتردية، إلى حد هروب عدد غير قليل من كبار المدربين ورفضهم لفكرة تدريب الفريق، ومنهم الألماني ناجليسمان والإسباني لويس إنريكي، فكان التعاقد مع الأسترالي أنج بوستيكوجلو المدير الفني السابق لسيلتيك جلاسجو الاسكتلندي، الذي حقق معه نجاحاً كبيراً، وإن كان تعيينه لم يسهم كثيراً في البداية في تحسين الأجواء داخل النادي، لأنه لم يكن المدرب الكبير الذي تنتظره الجماهير، إلى جانب نقص خبرته التدريبية على أعل مستوى احترافي، ما أثار قلق هذه الجماهير.غيرأن هذا الأسترالي أثبت أنه «رجل الموقف» القادرعلى «قيادة سفينة» توتنهام إلى «عهد جديد» أفضل.وبالفعل كانت بدايته مشجعة في فترة الإعداد التي سبقت الموسم، ووضع أسلوب لعب جديداً ونظام تعامل مع اللاعبين مختلفاً عن سابقيه، في محاولة لاستخلاص أفضل ما لديهم.واليوم.. يتصدر «السبيرز» قمة ترتيب «البريميرليج» برصيد 20 نقطة وبفارق الأهداف عن أرسنال، وبفارق نقطتين عن مانشستر سيتي حامل اللقب، بعد مباريات الجولة الثامنة للمسابقة، ولم يعرف توتنهام طعم الهزيمة من بداية الموسم، غير أن بعض المصادر الصحفية الإنجليزية ترى أنه ليس معنى ذلك بقاء توتنهام على قمة الدوري طويلاً، في حين يرى المحللون إن وضع الفريق حالياً لم يكن وليد مصادفة، وإنما بفضل وجود وجهود هذا المدرب الإسترالي الذي استطاع أن يحول توتنهام من فريق عديم الثقة في إمكاناته، إلى فريق أكثر توازناً في كل خطوطه، ويستحق أن يكون أحد المرشحين بقوة للفوز باللقب هذا الموسم، وإنه على الأندية الأخرى أن تأخذ هذا على محمل الجد.ورغم هذا الدور الواضح للمدرب الأسترالي، إلا إنه لا ينسب الفضل لنفسه، وإنما للاعبين، وعن ذلك قال لشبكة «تي إن تي سبورتس» ذات يوم: اللاعبون يريدون تغيير «مصير» هذا النادي، ويلعبون كرة قدم حقيقية داخل المستطيل الأخضر تؤهلهم للمنافسة بقوة على البطولات.