تعزيز جودة الحياة الأسرية

٧ أشهر فى الإتحاد

تُعدّ الأسرة الركيزة الأساسية في بناء أي مجتمع، وهي تقوم بدور حيوي في تنشئة الفرد وتطوير المجتمع وتأهيله لتحقيق أهدافه الوطنية، وتلعب الأسرة دوراً كبيراً في مجال غرس القيم والأخلاق والمبادئ في نفوس أبناء المجتمع وعقولهم، وترسيخ أواصر التعاون والتكافل بين الجميع، على النحو الذي يعزز الُّلحمة الوطنية، ويقوي الروابط المجتمعية.
وتُولي دولةُ الإمارات حمايةَ الأسرة أهميةً فائقة، وثمّة الكثير من الجهود التي بُذلت في هذا السياق، لعلّ من أبرزها اعتماد حكومة الإمارات في نوفمبر 2019، سياسة حماية الأسرة التي تهدف إلى تعزيز منظومة اجتماعية تحقق الحماية لأفراد الأسرة، وتحفظ كيانَها وحقوقَها بما يعزز دورَها ومشاركتَها الفاعلة في التنمية المجتمعية. وتخدم هذه السياسةُ المرأةَ والرجل والطفل والمسنّ وأصحاب الهمم، لحمايتهم جميعاً من العنف والإيذاء بشتّى أشكاله، كما تنظِّم آليات العمل في المؤسسات العاملة في مجال العنف الأسري، بما يؤسس لوجود إطار مرجعي يسهم في استخلاص النتائج والمبادرات لمعالجة القضايا المرتبطة بالعنف الأسري.
وتعكس تصريحات قيادتنا الرشيدة، ممثّلةً في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الحرصَ الشديد على دعم كيان الأسرة الإماراتية، وتعزيز تماسكها، وهنا تجدر الإشارة إلى قول سموه: «الأسرة قيمة عظيمة تنبض بين ثناياها كل معاني الحياة»، وقول سموه: «كونوا مع أُسَركم فهي هِبة غالية منَّ الله تعالى بها علينا».وتقوم مؤسسة التنمية الأسرية التي تحظى برعاية واهتمام ودعم خاص من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات» بدور كبير في رعاية الأسرة الإماراتية، التي تحظى بمكانة متميزة على الصعيدَين الإقليمي والدولي. وهنا تجدر الإشارة إلى أن دولة الإمارات احتلت المركزَ الأول عربيّاً ضمن قائمة «أفضل الدول لرعاية الأسرة» لعام 2019، كما جاء في صحيفة «يو أس نيوز ويرلد ريبوت» الأميركية.وممّا لا شك فيه أن الاستقرار الأسري في دولة الإمارات وفّر لها فرصاً ثمينةً لتأسيس مجتمع متطور قادر على مواجهة التحديات وتعزيز عملية التنمية وتحقيق الكثير من الإنجازات التي عززت من التقدم المستمر لنموذجنا التنموي الذي يحظى بكل تقدير في مختلف الأوساط الإقليمية والدولية، وصنع الفارق الحقيقي في رفعة وطننا الغالي.وفي ظل هذه الاهتمام الكبير الذي تُوليه دولة الإمارات لتعزيز جودة الحياة الأسرية، والأنشطة المتعدّدة التي تقوم بها الجهات المعنيّة، نظَّمت جمعية «كلُّنا الإمارات»، بالتعاون مع مركز الدائرة الإيجابية، خلال الأسبوع الماضي، وعلى مدار يومين متتاليين، ورش عمل اجتماعية بعنوان «جودة الحياة الأسرية»، بحضور عدد كبير من الآباء والأمهات والأبناء.وجاء انعقاد هذه الفعالية، كما أكد عبدالله أحمد العلي، المدير التنفيذي لجمعية «كلُّنا الإمارات»، ضمن الأنشطة الاجتماعية للجمعية الهادفة إلى تعزيز الاستقرار الأسري وتماسك المجتمع، وترسيخ مفهوم الوطنية، ونشر أواصر الألفة والتلاحم بين أفراد المجتمع، والمساهمة في تنشئة أجيال فاعلة وواعية على المستويين الشخصي والوطني.إن دولة الإمارات، التي يحظى فيها الإنسان بأهمية مطلقة باعتباره الهدف النهائي لعملية التنمية الشاملة، تُولي الأسرة، وهي الحاضنة الأساسية للفرد، اهتماماً خاصّاً، ولا تدخّر الجهات المسؤولة في هذا الإطار جهداً لتعزيز كيان الأسرة وترسيخ دورها الفاعل في تحقيق أهداف المجتمع وتعزيز الهوية الوطنية. 
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. 

شارك الخبر على