خبير بحريني التخلي عن الدولار مهمة شبه مستحيلة

٨ أشهر فى البلاد

قال خبير الأسواق العالمية علي البستكي إن مطالب بعض قادة مجموعة بريكس بالتخلي عن الدولار كعملة أساسية للتداول السلعي وتسوية المدفوعات، هي مطالب صعبة التحقق وأشبه بالمستحيلة، حد انها تحتاج إلى معجزة ربما. 
وأشار إلى أن طرح عملة بديلة للدولار هي عملية معقدة وتحتاج إلى وقت طويل، للحصول على الثقة لهذه العملة، وأن يتم تداول كميات كبيرة ومهولة كما هو الحال بالنسبة للدولار، والذي يعتبر “سيد العملات”. 
وقال تعليقا على الدعوة لاستبدال عملة جديدة تابعة للبريكس بالدولار: “جميع السلع الضرورية مسعرة بالدولار، كما يعتبر الدولار ملاذاً آمناً للاستثمارات حتى مقارنة مع الذهب في الوقت الحالي، حيث إن السندات الأميركية تحقق عوائد مالية عالية وتجذب المستثمرين”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال قبل أيام إن “التخلي عن الدولار كعملة عالمية عملية لا رجعة فيها”، وأضاف خلال كلمته في قمة البريكس التي أقيمت في جنوب إفريقيا أن مجموعة دول البريكس تناقش الانتقال للتعامل بالعملات المحلية في جميع مجالات التعاون الاقتصادي فيما بينها. 
وتابع البستكي: “لا أرى أي إمكانية لوجود عملة منافسة للدولار في المستقبل، أنا أتحدث لفترة لا يقل عن 50 سنة، أي عملة جديدة ستحتاج وقتا طويلا لكي تجد لها حيزاً في السوق العالمي”.
يشار إلى أنه في يوليو 1944 في وسط الحرب العالمية الثانية، اتفقت 44 دولة في العالم على ثبيت عملات أجنبية مقابل الدولار حيث تم تحديد الدولار بسعر 35 دولاراً مقابل أونص من الذهب لينشأ نظام مالي عالمي جديد، للمساعدة على التغلب على آثار الحرب الاقتصادية، قبل أن يعلن الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون في 1971 وقف العمل بتحويل الدولار الأميركي إلى الذهب، غداة حديث عن توجه دول لطلب الذهب مقابل الدولار والضغط على مخزون الذهب لدى الولايات المتحدة.
وأشار البستكي إلى أنه بالنسبة لحجم تعاملات الدولار الأميركي، فإنه يعتبر العملة الأكثر تداولاً على مستوى العالم، وحسب إحصاءات بنك التسويات الدولية (BIS)، تشير التقديرات إلى أن حوالي 88 % من تجارة العملات اليومية تتم باستخدام الدولار الأميركي. وهذا يشمل التعاملات البنكية الدولية والتجارة الدولية وصفقات النفط والسلع الأساسية الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام الدولار الأميركي في العديد من الصفقات المالية الدولية مثل القروض والسندات والمشتقات المالية.
وأكد أن البنوك المركزية تولي أهمية كبيرة للدولار الأميركي فهي تستخدمه كوحدة لتسوية المعاملات الخارجية ولتنظيم سياسات النقد الداخلية. تسهم استخدامات الدولار الأميركي في تحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي في الدول المختلفة. عندما تواجه البلدان أزمات مالية أو اقتصادية، يكون الاعتماد على الدولار الأميركي أحد الوسائل المتاحة للحفاظ على استقرار النظام المالي وتعزيز الثقة.
ويرى أنه على الرغم من الأهمية الكبيرة للدولار الأميركي، فهناك نقاشات بشأن التخلي عنه كعملة رئيسية في النظام المالي العالمي، وتوجهات في بعض الدول والمنظمات في التنويع وتقليل الاعتماد على الدولار الأميركي. ومع ذلك، يواجه أي تحول من هذا القبيل تحديات عديدة، بما في ذلك إيجاد عملة بديلة قوية ومقبولة عالمياً وتأثيره على الاستقرار المالي العالمي. 
وأوضح أن جميع دول العالم لديها حيازات كبيرة من السندات الأميركية، بما فيها الصين التي لديها أكبر الحيازات، لافتاً إلى أن أي هبوط في هذه السندات سيؤدي لخسارة كبيرة لمعظم دول العالم والبنوك والمؤسسات.

شارك الخبر على