القمة المصرية الأردنية الفلسطينية جهود دؤوبة للتوصل لتسوية شاملة للقضية الفلسطينية

٩ أشهر فى كونا

من إسلام عبدالفتاح

القاهرة - 14 - 8 (كونا) -- جهود دؤوبة تبذلها مصر من أجل التوصل لتسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وبما يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في الحرية والاستقلال والدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
وتحرص مصر على المشاركة بشكل فاعل في مختلف اللقاءات والمحافل العربية والإقليمية والدولية لمناقشة التطورات والتحديات المرتبطة بالقضية الفلسطينية فضلا عن استضافة اجتماعات عديدة لتوحيد الصف الفلسطيني وإنجاح عملية المصالحة وآخرها اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية والذي عقد في شهر يوليو الماضي بمدينة العلمين الجديدة.
وتعتبر صيغة التنسيق الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية أحد أبرز المسارات التي اتبعتها مصر لتكثيف التنسيق والتشاور بين قادة الدول الثلاث من أجل بلورة تصور لتفعيل الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات والعمل مع الدول العربية والشركاء الدوليين لإحياء عملية السلام وفقا للمرجعيات المعتمدة وذلك في إطار الجهود الرامية لمساعدة الشعب الفلسطيني.
وفي هذا السياق أكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الاثنين أهمية توقيت اجتماع القمة الثلاثية في ظل الممارسات والانتهاكات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني واستمرار تعنت حكومة الاحتلال مع السلطة الفلسطينية.
وأوضح هريدي أن مخرجات القمة تضمنت رسالة دعم وتأييد ومساندة للرئيس الفلسطيني محمود عباس واهتماما من الجانبين المصري والأردني بالحل الشامل للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي.
وأضاف أن القمة أكدت أهمية تعزيز الوحدة الفلسطينية وضرورة إنهاء الانقسام مبينا أن الجهود ما زالت جارية لتشكيل اللجنة التي وافق عليها الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في اجتماعهم الأخير بمدينة العلمين المصرية.
وبين هريدي أن هذا اللجنة مهمتها الأساسية وضع خريطة طريق لإنهاء الانقسام الفلسطيني معربا عن الأمل في تشكيلها بأقصى سرعة لأن وجود صوت فلسطيني واحد سيكون له أثر كبير على القضية الفلسطينية.
ومن جهته قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة السويس الدكتور جمال سلامة في تصريح مماثل ل(كونا) إن القمة المصرية الأردنية الفلسطينية مهمة للتشاور بين الدول الثلاث حول الملفات المرتبطة بالقضية الفلسطينية مؤكدا أنه "من الصعب بل من المستحيل الآن الحديث عن مفاوضات ومن ثم إحياء عملية السلام".
واستبعد سلامة التوصل حاليا لتفاهمات مع الاحتلال الاسرائيلي لوقف الممارسات غير الشرعية والأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في ظل وجود حكومة بنيامين نتنياهو "الأكثر تطرفا بتشكيلها الهش".
وأشار إلى أن القمة الثلاثية قد تساهم في تسريع عملية المصالحة الفلسطينية وخاصة أنها جاءت بعد اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية والذي عقد مؤخرا برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ومن جانبه قال الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن العربي أسامة عجاج في تصريح ل(كونا) إن القمة الثلاثية تأتي في سياق زخم سياسي ودبلوماسي كبير تشهده عدد من دول المنطقة رغم أن انعقادها يبدو طبيعيا نظرا لأن القاهرة وعمان هما الأكثر اهتماما بالقضية الفلسطينية بحكم عوامل التاريخ والجوار الجغرافي.
وأشار عجاج إلى أن القمة تأتي في إطار عدد من التحركات أبرزها الزيارة التي قام بها رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي.آي.إيه) وليام بيرنز إلى (القاهرة) و(رام الله) و(تل أبيب) لمناقشة مقترح الادارة الأمريكية بعقد اجتماعي جديد للمجموعة الخماسية التي تضم الولايات المتحدة ومصر والأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية والتي سبق لها أن عقدت اجتماعين على المستوي السياسي والأمني في (العقبة) و(شرم الشيخ).
ولفت في هذا السياق الى أن هناك "حالة من الاحباط" لدى الأطراف العربية الثلاثة بعدم التزام الاحتلال بتعهداته في الاجتماع و"عتاب" على الإدارة الأمريكية بأنها لم تقم بواجبها تجاه الزامه بتلك التعهدات.
ونوه بأهمية مخرجات القمة وخاصة ما يتعلق بتأكيد القادة على أن حل القضية الفلسطينية وتحقيق السلام العادل والشامل خيار استراتيجي والإشارة إلى المرجعيات العربية لتسوية الأزمة وعلى رأسها إنهاء الاحتلال والتمسك بمبادرة السلام العربية بكل عناصرها فضلا عن توسيع إطار التشاور والتنسيق في الاطار الثلاثي للعمل مع الأشقاء والأصدقاء لإحياء عملية السلام.
وأكد عجاج أهمية توقيت انعقاد القمة الثلاثية في ظل الحراك السياسي والدبلوماسي الإقليمي والدولي لإحياء عملية السلام ووجود العديد من الجهات الرافض للممارسات الاسرائيلية وآخرها أستراليا التي قررت اعتبار المستوطنات الاسرائيلية غير شرعية واعتزامها استخدام مصطلح "الأراضي الفلسطينية المحتله بما فيها القدس".
وكانت القاهرة قد استضافت في يناير الماضي قمة ثلاثية بين الرئيس السيسي والملك عبدالله الثاني والرئيس عباس لبحث تطورات القضية الفلسطينية في ضوء المستجدات في الأراضي الفلسطينية المحتلة والأوضاع الإقليمية والدولية المرتبطة بها.
وأكد القادة خلال هذه القمة ضرورة توفير المجتمع الدولي الحماية للشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه المشروعة وتكاتف الجهود لإيجاد أفق سياسي حقيقي يعيد إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين محذرين من خطورة استمرار غياب الأفق السياسي وتداعيات ذلك على الأمن والاستقرار.
كما استضافت مدينة (العلمين) في يوليو الماضي أعمال اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية برعاية مصرية وبرئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبحث التطورات الفلسطينية وسبل استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه القضية الفلسطينية.
ودعا الرئيس عباس في ختام الاجتماع إلى تشكيل لجنة متابعة من الفصائل الفلسطينية لتحقيق المصالحة وتوحيد الصف الفلسطيني لمواجهة الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية معربا عن أمله في عقد لقاء آخر قريب في مصر لإعلان إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية. (النهاية) أ س م / م م ج

شارك الخبر على