«إيكواس» تتمسك بحل أزمة النيجر دبلوماسياً

٩ أشهر فى الإتحاد

دينا محمود (عواصم)
أعرب قادة دول غرب أفريقيا، أمس، عن دعمهم الحازم لحل أزمة النيجر دبلوماسياً، مؤكدين أنهم سيجعلون التفاوض مع القادة العسكريين الذين سيطروا على السلطة في النيجر «أساس» مساعيهم لنزع فتيل الأزمة.وقال الرئيس النيجيري بولا تينوبو الذي يترأس القمة الطارئة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إيكواس» في أبوجا: «نمنح أولوية للمفاوضات الدبلوماسية والحوار كأساس لنهجنا».ورغم ذلك، قرر قادة «إيكواس»، أمس، نشر «القوة الاحتياطية» التابعة للمنظمة الإقليمية لاستعادة النظام الدستوري في النيجر، وفق القرارات التي تمت قراءتها في نهاية قمة عقدت في أبوجا.  وقال رئيس مفوضية «إيكواس» عمر توراي، إثر القمة الاستثنائية، إن المنظمة أمرت «بنشر القوة الاحتياطية لإيكواس لاستعادة النظام الدستوري في النيجر». ولم يتسن على الفور تحديد ما يعنيه عملياً «نشر القوة». وتأتي القمة بعد أربعة أيام على انقضاء مهلة حددتها «إيكواس» لقادة انقلاب النيجر، لإعادة الرئيس المنتخب محمد بازوم الذي اعتقله حراسه في 26 يوليو إلى منصبه. لكن العسكريين تجاهلوا المهلة.وأقر تينوبو بأنه «للأسف، لم تفض المهلة المحددة بسبعة أيام التي أصدرناها في قمتنا الأولى إلى النتيجة المرجوة». وأضاف: «علينا إشراك جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك قادة الانقلاب، في محادثات جادة لإقناعهم بالتخلي عن السلطة، وإعادة الرئيس بازوم إلى منصبه».وتابع: «من واجبنا استنفاد سبل الاتصال كافة، لضمان عودة سريعة للحكم الدستوري في النيجر».وفي تعبير جديد عن مقاومتهم للضغوط الدولية، أعلن قادة الانقلاب الخميس تعيين حكومة جديدة. ويتولى رئيس الوزراء الجديد علي الأمين زين، رئاسة الحكومة المكونة من 21 مسؤولاً، فيما يتسلم جنرالان من المجلس العسكري الحاكم الجديد رئاسة حقيبتي الدفاع والداخلية. والثلاثاء، رفض قادة الانقلاب مسعى لإيفاد فريق يضم ممثلين عن «إيكواس» والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى نيامي.لكن في تحوّل أمس الأول، أعلن أمير سابق لمدينة كانو النيجيرية أنه التقى قادة الانقلاب للمساعدة في التوسط في الأزمة. وأفاد سنوسي لاميدو سنوسي للتلفزيون النيجيري الرسمي، بأنه تحدّث إلى قائد الانقلاب الجنرال عبد الرحمن تياني، وسيوصل «رسالة» إلى تينوبو، رغم أنه ليس مبعوثاً رسمياً من الحكومة.وقال سنوسي المعروف بعلاقته الوطيدة مع تينوبو: «قدمنا على أمل أن يمهّد وصولنا الطريق لمحادثات حقيقية بين قادة النيجر ونيجيريا».وقبل توجهه إلى أبوجا أمس الأول، قال رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو، إن باوزم لا يزال الرئيس الوحيد المعترف به للنيجر.وفي هذه الأثناء، حذر القائد السابق لقوات حلف شمال الأطلسي «الناتو» في أوروبا الأدميرال المتقاعد جيمس ستافريديس، من التبعات المحتملة للأزمة الحالية في النيجر، على الوضع في القارة الأفريقية بأسرها، وذلك في ظل استمرار الأزمة الناجمة، عن رفض قادة الانقلاب في هذا البلد، مساعي القوى الإقليمية والدولية التي تطالب بإعادة الرئيس بازوم إلى منصبه.وحذر ستافريديس، الذي شغل منصبه العسكري في «الناتو» بين عاميْ 2009 و2013، من أن التداعيات المترتبة على ما يجري في النيجر، قد لا تظل محصورة بداخل أراضي هذه الدولة، الواقعة في منطقة الغرب الأفريقي.وشدد الأدميرال الأميركي المتقاعد، بحسب مجلة «نيوزويك» الأميركية، على أن الصراع في النيجر، على خلفية الانقلاب الذي وقع في السادس والعشرين من الشهر الماضي، يتضمن «بكل تأكيد» جميع العناصر التي يمكن أن تفضي لاندلاع ما وصفه بـ «مواجهة شاملة» في أفريقيا، خصوصاً على ضوء الموقع الاستراتيجي لهذا البلد، في منطقة الساحل.وتزامنت التحذيرات التي أطلقها القائد العسكري الغربي السابق، مع تصريحات بدت متفائلة، أدلى بها المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، وقال فيها إن بلاده ترى أن الفرصة لا تزال قائمة لإيجاد تسوية للأزمة في النيجر، وأن «نافذة الأمل» لإيجاد حل لم تُغلق بعد، وذلك رغم قرار واشنطن تعليق برنامج المساعدات التي تقدمها للسلطات في هذا البلد الأفريقي، على إثر وقوع الانقلاب العسكري الأخير هناك.

شارك الخبر على