السودان.. طرفا الأزمة يستعدان لاستئناف التفاوض في جدة

١٠ أشهر فى الإتحاد

أسماء الحسني (الخرطوم)
يستعد وفدا القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لاستئناف مفاوضات التهدئة في مدينة جدة برعاية سعودية أميركية، فيما اعتبر خبراء في تصريحات لـ«الاتحاد» أن مفاوضات جدة ستكون مختلفة وستوسع منبرها لتشمل أطرافاً إقليمية سواء تلك الموجودة في دول جوار السودان أو منبر «الإيغاد».وقال مصدر دبلوماسي سوداني، أمس، إن وفد القوات المسلحة عاد إلى مدينة جدة السعودية، لاستئناف المفاوضات مع قوات الدعم السريع، فيما أعرب مصدر من «الدعم السريع» عن استعدادها للانخراط مجدداً في التفاوض لحل الأزمة.وأفاد المصدر الدبلوماسي، بأن وفد القوات المسلحة عاد مساء السبت إلى جدة لاستئناف المفاوضات مع «الدعم السريع».وفي أواخر مايو الماضي، علقت القوات المسلحة مشاركتها في المفاوضات.بدوره، قال مصدر بقوات الدعم السريع، طلب عدم نشر اسمه، لوسائل إعلام: «ممثلونا على استعداد لاستئناف التفاوض مع القوات المسلحة للوصول إلى حل سلمي للأزمة، نتمتع بالإرادة السياسية الكافية لاستئناف التفاوض». ويتبادل طرفا الأزمة اتهامات ببدء القتال في 15 أبريل الماضي، وارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات. في غضون ذلك، أعلن أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الكيني وليام روتو بحثا الأوضاع في منطقتي القرن الأفريقي وحوض النيل والأزمة في السودان، خلال مشاركة الرئيس المصري في قمة منتصف العام التنسيقية التابعة للاتحاد الأفريقي، أمس، في نيروبي.وأوضح فهمي في بيان أنه «تمت مناقشة جهود التنسيق بين المبادرات المتعلقة بتسوية الأزمة في السودان، بما في ذلك قمة دول جوار السودان التي عقدت في مصر يوم 13 يوليو الجاري، والتي تتكامل مع الجهود الإقليمية الأخرى لإنهاء الصراع والانتقال للحوار السلمي».ومع دخولها شهرها الرابع، خلّفت الاشتباكات أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج البلاد، بحسب الأمم المتحدة.وتوقع خبراء ومحللون سودانيون تطورات إيجابية في مفاوضات جدة التي تقودها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية من أجل إنهاء الأزمة واستعادة الاستقرار والسلام.وقال الكاتب والمحلل السياسي السوداني عزيز سليمان في تصريح لـ«الاتحاد» إن «كل المؤشرات تؤكد أن هناك تحول جديد في مسار المفاوضات، وأن ما صدر على لسان شمس الدين كباشي نائب القائد العام للقوات المسلحة من تأكيد على الحوار لم يصدر من قبل عن قيادات الجيش»، وأعرب عن اعتقاده بأنها ستكون بداية جديدة من أجل إحلال السلام في السودان، وأن الأمر يحتاج إلى جدية من الجميع من أجل التعجيل بإنهاء الأزمة.بدورها، قالت رشا عوض الكاتبة الصحفية السودانية ورئيس تحرير صحيفة «التغيير» لـ«الاتحاد» إن فلول النظام السابق هم من يريدون استمرار الأزمة، وهم مستمرون في التصعيد، رغم كل ما تجره من خسائر على البلد.وأعربت عوض عن اعتقادها بأن مفاوضات جدة ستكون مختلفة هذه المرة، وأنها ستوسع منبرها ليشمل أطرافاً إقليمية، سواء تلك الموجودة في دول جوار السودان أو منبر «الإيغاد». وقالت: إن «توحيد المنابر التفاوضية شرط أساسي لنجاح جهود إنهاء الأزمة وكذلك وضع حد لتدخلات فلول نظام البشير في تصعيد الأزمة».فيما أكدت الدكتورة زحل الأمين أستاذ القانون الدستوري والإنساني بجامعة الزعيم الأزهري لـ«الاتحاد» ضرورة البحث عن حلول جذرية ناجعة لإنهاء الأزمة السودانية.من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي السوداني زين العابدين صالح لـ«الاتحاد»، ضرورة توافق كل القوى السودانية على كيفية تأسيس الدولة الديمقراطية، وأن يستفيد الجميع ويتعظ من تجربة الأزمة التي كادت تفقد الدولة نفسها، وأن تبتعد القوى السياسية عن فرض شروطها ومشاريعها على الآخرين، وأن يدرك الجميع أن السودان هو دولة كل السودانيين، وأن الجميع يجب أن يتشاركوا في بناء دولتهم.

شارك الخبر على