علماء يبحثون عن أسرار الأوبئة في أجسام الخفافيش

١٠ أشهر فى تيار

تلعب الخفافيش دوراً محورياً في النظم البيئية في الكرة الأرضية، ولكن من المعروف عنها كذلك أنها تحمل عدداً من الفيروسات. وقد بات البشر يتعدّون على موائلها الطبيعية بنحوٍ متزايد، وهو ما يزيد من خطورة تفشي أوبئة جديدة. ودفع ذلك العلماء إلى البدء والتعمق في دراسة الخفافيش؛ أملاً في مساعدتهم بالتوصل إلى حلول تمنع ظهور جائحة جديدة مثل «كوفيد-19».
ووفقاً لما أوردته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، يعمل فريق من العلماء التابعين لكلية الطب البيطري في جامعة بغانا، على تحليل روْث الخفافيش، بهذا التنبؤ بالتفشي الوبائي التالي.
وقد عكف كبير هؤلاء العلماء، الدكتور ريتشارد سو-آير، على دراسة الخفافيش لسنوات عدة. ويقول إن السترات والأقنعة الواقية ضرورية «لحمايتك من أي عدوى قد تنتقل إليك داخل القفص، وأيضاً لحماية الخفافيش من أية عدوى قد ننقلها نحن إليها، ومن ثم فإنها حماية للجانبين».
وينقل التقرير أن أعضاء الفريق يدخلون حظيرة الخفافيش، ويغطون أرضيتها بقماش مشمع عازل للماء.
ولا يزال الكثير من الغموض يكتنف تلك الحيوانات التي تُعدّ الثدييات الوحيدة القادرة على الطيران، وجهاز مناعتها الخارق. فبإمكان الخفافيش أن تكونة حاملة لعدد من الفيروسات، ولكنها لا تمرض.
ووفق الهيئة، انضمت غانا إلى دول أخرى كبنغلاديش وأستراليا، ضمن مشروع عالمي أُطلق عليه اسم (Bat OneHealth)، الرامي إلى اكتشاف سبل انتقال العوامل الممرضة أو الفيروسات من نوع من الكائنات الحية إلى آخر، والتوصل لحلول ممكنة تهدف لوقف تخطي الفيروسات عدداً من الحواجز، لتصبح أكثر فعالية وانتشاراً بين أفراد نوع آخر من الكائنات.
وأكد الدكتور سو-آير أنه عندما أجرى فريق العلماء اختبارات على الخفافيش البرية، لم يرصدوا فيروس «كوفيد-19» فيها.
ويُجري فريق العلماء حالياً اختبارات على روثها، لمعرفة ما إذا كانت حاملة لبكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية. وقد أطعم العلماء الخفافيش ثمار فاكهة الباوباو، وبمجرد أن تتغوط تلك الحيوانات على القماش المشمع، سيجمع العلماء عينات من روثها ذي اللون البرتقالي الفاقع، قبل تخزينها في أنابيب اختبار.
ويقول الدكتور سو-آير: «إذا كانت هناك مقاومة، غفسوف نكتشف لأي نوع من المضادات الحيوية تنمو تلك المقاومة في أجسام الخفافيش. وسنحاول عزل الجينات المقاوِمة من تلك البكتيريا في المستقبل».
 
وينقل التقرير عن الدكتور سو-آير أن البشر هم من يتعدى على موائل الخفافيش، ويعبثون بالنظام البيئي. وهذا يؤدي بوضوح إلى المزيد من الاتصال والاحتكاك بها، ثم احتمال ظهور بعض تلك الأمراض. ويقوم العلماء باستخدام الخفافيش كبش فداء في المجالات التي أخفق فيها البشر.
وتمثل أسواق لحوم الأدغال حول العالم البؤرة التي يقع فيها الاتصال المباشر بين البشر والحيوانات البرية كالخفافيش. ويؤدي ذلك إلى بروز خطورة يحاول العلماء استباقها.
وفي أعقاب تفشي وباء «كوفيد-19»، طالب بعض الخبراء بحظر أسواق لحوم الأدغال؛ نظراً لاحتمال مساعدتها في نشر الفيروسات.
ويشعر الخبراء بالقلق الشديد إزاء احتمالية ارتفاع حالات انتقال الفيروسات من الحيوانات إلى البشر، بسبب التغير المناخي، إذ سيضطر البشر والحيوانات حينها إلى الاقتراب من بعضهم بنحوٍ أكبر؛ وذلك بهف التنافس على المصادر الطبيعية كالمياه، وحتى الاستظلال من أشعة الشمس.
وتُجرى حالياً أبحاث علمية تكلف مليارات الدولارات وتركز على الخفافيش، والسبب في ذلك هو أجهزتها المناعية غير العادية، إضافةً إلى قدرتها على الطيران لمسافات طويلة. وفهم تلك الحيوانات بنحوٍ أفضل، كما يحاول العلماء في غانا الآن، سيكون في غاية الأهمية لصحة كوكب الأرض.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على