«أفلام الأجزاء».. بين استثمار النجاح والإفلاس

١٠ أشهر فى الإتحاد

سعيد ياسين (القاهرة)
تجرى الاستعدادات حالياً لتقديم أجزاء جديدة لعدد من الأفلام التي تم عرضها سابقاً خلال سنوات ماضية تتراوح بين 4 و25 سنة، وهو ما يجعل النقاد وصناع السينما يترقبونها بحذر، بين فشلها لأسباب ما، وبين الأمل في تحقيق الأجزاء الجديدة للنجاح ذاته الذي حققته في السابق.. «الاتحاد» استطلعت آراء عدد من النقاد والقائمين على هذه الأجزاء فماذا قالوا..؟تردد خلال السنوات الماضية حديث عن تقديم أجزاء جديدة من أفلام «الفيل الأزرق» لكريم عبدالعزيز، «كازابلانكا»، و«هروب اضطراري» لأمير كرارة، «صعيدي في الجامعة الأميركية» لمحمد هنيدي، «عصمت أبو شنب» و«الدادة دودي» لياسمين عبدالعزيز، «نمس بوند» و«غبي منه فيه» لهاني رمزي، «تيمور وشفيقة» لأحمد السقا ومنى زكي، «أولاد حريم كريم»، لمصطفى قمر وياسمين عبدالعزيز، «نوارة» لمنة شلبي، «عمر وسلمى» لتامر حسني ومي عز الدين، و«يا دنيا يا غرامي» لليلى علوي وإلهام شاهين وهالة صدقي.الناقد الفني أحمد عبدالقوي، قال إنه رغم الإعلان عن تقديم أجزاء جديدة لعدد كبير من الأفلام، إلا أن الذي دخل حيز التنفيذ هو «أولاد حريم كريم»، كجزء جديد من فيلم «حريم كريم» الذي قُدم جزأه الأول عام 2005، بطولة مصطفى قمر وياسمين عبدالعزيز وداليا البحيري وبسمة وعلا غانم، ومن حق أصحاب الأفلام التي تقدم في أكثر من جزء استثمار النجاح مع شخصيات ومواضيع حققت نجاحاً جماهيرياً.ويرى عبدالقوي أن هذا أمر مشروع بغض النظر عن الذين يهاجمون الفكرة، والفيصل في المسألة شباك التذاكر، بدليل أن الأجزاء الثانية من «الجزيرة» و«ولاد رزق» و«الفيل الأزرق» و«الكنز» حققت أرقاماً قياسية في الإيرادات، مقارنة ببقية الأفلام التي عرضت في التوقيت نفسه.ظاهرة عالميةوكشف المؤلف صلاح الجهيني عن أنه يقدم قريباً الجزء الثالث من فيلم «ولاد رزق» إخراج طارق العريان، بعنوان «القاضية»، ويضيف فيه شخصيات وأحداثاً جديدة، من خلال دخول الأشقاء الأربعة في مواجهات خطرة مع عدد من المجرمين.وقال إن أفلام الأجزاء ظاهرة عالمية، وهذا يؤكد نجاح الفيلم، بدليل ما يحدث في السينما العالمية، حيث أُنتجت أجزاء كثيرة من سلسلة أفلام «مارفل» وغيرها.إفلاس واستسهال وفي رأي المؤلف محمد السيد، أن أجزاء الأفلام إفلاس فني واستسهال وتكاسل عن البحث في مواضيع جديدة، ورهان على المجهول، ومحاولة للعب على نجاح الجزء الأول، وهو ما قد لا يحدث في الأجزاء التالية التي لا تقدم جديداً، وغالبيتها مفتعل ولا تضيف للموضوع، وعلى هؤلاء البحث عن قصص جديدة، خصوصاً أن فشل الجزء الثاني قد يقضي على نجاح العمل الأصلي.اختلافوقالت المؤلفة زينب عزيز، إن أحداث الجزء الثاني من فيلمها «حريم كريم»، سيتم تقديمها في إطار درامي مختلف، ويرصد علاقة الأبناء الذين كانوا أطفالاً في الجزء الأول، وأصبحوا شباباً في الجامعة، وسيكون لهم دور كبير في العمل.قواعد محددةوأوضح المخرج عبدالحي المطراوي أنه لا توجد قواعد محددة للحكم على نجاح الأجزاء الجديدة أو فشلها، وأن القواعد العامة في كل أفكار الأفلام لا بد وأن تأتي معبرة عن قضية أو واقع اجتماعي، وأن تكتب بشكل جيد وجاد، وترصد لها ميزانيات معقولة لتخرج بالصورة المأمولة. وقال إن أفلام الأجزاء في مصر تواجه -بسبب عدم التخطيط واستثمارها بشكل جيد- مشاكل صعبة، تتمثل في أن الممثلين الذي يقبلون بالبطولة الجماعية في الجزء الأول، يحرصون فيما بعد على البطولة المطلقة، بجانب أن تباعد السنوات بين الأجزاء يمثل عائقاً كبيراً على صعيدي الشكل والمضمون.سلاسل ناجحةأفلام الأجزاء من الظواهر القديمة في السينما المصرية، حيث قدمتها ليلى مراد في سلسلة باسمها، منها «ليلى بنت الفقراء» و«ليلى بنت مدارس» و«ليلى بنت الريف» و«ليلى بنت الأغنياء»، وهناك سلسلة أفلام إسماعيل يس أيضاً باسمه، كما قدم عادل إمام ثلاثة أجزاء من «بخيت وعديلة»، ومحمد سعد جزأين من «اللمبي»، وكريم عبدالعزيز وحنان ترك جزأين من «حرامية في كي جي تو».فيما قدمت السينما العالمية العديد من أفلام الأجزاء، منها «جيمس بوند»، و«روكى» لسلفستر ستالوني، و«هاري بوتر وغرفة الأسرار»، و«مت في يوم آخر» و«باتمان» و«حديقة الديناصورات»، وغيرها.

شارك الخبر على