إشادة جماهيرية واسعة بأداء الدراما العربية على دبي

حوالي سنة فى البلاد

تألقت شاشة "تلفزيون دبي" التابعة لمؤسسة دبي للإعلام في الموسم الرمضاني الحالي بما قدمته من مسلسلات عربية متنوعة، استطاعت احتلال قائمة "الترند" في مواقع التواصل الاجتماعي، وتمكنت من لفت أنظار الجمهور والنقاد على حد سواء، والذين أشادوا بما جادت به هذه الأعمال من أفكار نوعية لامست قضايا المجتمعات العربية، وما حملته هذه المسلسلات من مواقف درامية وكوميدية، وما قدمته من معالجات فنية مختلفة عكست المستوى الاحترافي الذي تمتعت به الدراما الرمضانية هذا العام.
وعلى رأس الأعمال العربية التي يقدمها "تلفزيون دبي" ضمن دورته البرامجية الرمضانية، جاء مسلسل "النار بالنار" للمخرج السوري محمد عبد العزيز، والذي تدور أحداثه حول المدرسة السورية مريم التي تضطر إلى الهروب من وطنها الذي مزقته الحرب، لتجد نفسها عالقة في مدينة بيروت اللبنانية، وحيدة ودون أوراق ثبوتية، الأمر الذي يضطرها إلى المكافحة والمواجهة للاستمرار بالعيش في مدينة لا تعرفها أبداً. وقد نجح المسلسل الذي يحمل بصمات رامي كوسا في التأليف، في التربع على عرش "ترند" مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن خطف أنظار متابعي الدراما العربية على شاشة تلفزيون دبي،  حيث نال أداء الفنان عابد فهد والفنان جورج خباز إعجاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أشادوا كثيراً بأداء الفنانة كاريس بشار مؤكدين أحقيتها في الحصول على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في المسلسل، فقد تمكنت كاريس، نجمة الإبداع في غالبية الأدوار التي تُنسب إليها سواء كانت كوميدية أو درامية أو اجتماعية، منح مُشاهد مسلسل "النار النار" جرعة فنية تمزج الحزن والغبطة، وعكست بأسلوبها وملابسها وحركاتها حالة الانكسار التي تعيشها اللاجئات السوريات، بقدرة واقتدار.
كما كان النجمان اللبنانيان طارق تميم وساشا دحدوح من أكثر الثنائيات جذباً في المسلسل، واستطاعا استقطاب أنظار الجمهور، حيث أشاد بهما المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد نجح تميم في رسم الضحكة على وجوه الجمهور لصدق أدائه في شخصية "جميل"، الصحافي الذي أصابته خيبة الأمل بالكثير من الأمور واتجه خطأً للقمار، لكنه حافظ على إعتداله وإنفتاحه، فيحاول تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين والسوريين في العمل ويحارب على طريقته العنصرية والتطرف بين أفراد الحي الواحد والذين تفرقهم السياسة والجنسيات.
 
ميراث الزوج
وعلى حد سواء، استطاع المسلسل المصري "1000 حمد لله ع السلامة" من إخراج عمرو صلاح وسيف الشواربي،  أن يجدب الجمهور بما حمله من فكرة لافتة ومواقف كوميدية كثيرة، حيث يدور العمل وهو من تأليف محمد ذو الفقار وإنتاج شركة العدل غروب، ومن بطولة يسرا، وشيماء سيف، ومحمد ثروت، ومايان السيد، وآدم الشرقاوي، ومطرب المهرجانات مصطفى عنبة، حول الدكتورة سميحة (الفنانة يسرا) التي تفقد زوجها في كندا، حيث تقرر ونجليها سامح وسماح العودة إلى بلدها مصر بعد أكثر من 25 عاماً على مغادرتها، للبحث عن ميراث زوجها الراحل، وتلتقي بشقيق المحامي وزوجته ويبدؤون رحلة البحث عن الميراث المزعوم.
ونجح العمل الذي يعرض على شاشة تلفزيون دبي، في لفت أنظار شريحة كبيرة من متابعي الدراما الرمضانية، والذين أشادوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بما قدمه من فكرة ومواقف كوميدية، حيث أشاروا إلى أن أفضل ما في المسلسل هو التوظيف الجيد  للشخصيات، كما شخصية الممثل الشاب آدم الشرقاوي الذي وضع في المكان المناسب، كمصري يحمل جنسية أجنبية وعاش حياته بأكملها في الخارج، ويمكن للمشاهد بسهولة تقبل لكنته غير الأصيلة على عكس التساؤلات التي طرحت على ذهن المشاهد عن دوره في مسلسل "مجنونة بيك" العام الماضي، كما برزت في العمل شخصية الفنانة يسرا التي تواصل تألقها في الدراما الرمضانية التي تحولت إليها منذ أكثر من 20 عاماً، لتكون الوحيدة من أبناء جيلها التي لا تزال تحافظ على حضورها الدائم في رمضان، وقد تمكنت في هذا العمل من تجديد دمائها بين الدراما الاجتماعية والكوميدية، عبر تقديمها ثيمة "المهاجر العائد لأرض الوطن، الذي يفاجئ بما تغيّر في بلده أو يواجه تحديات جديدة ويُعامَل كأجنبي.
 
مرشد سياحي
في المقابل، شهد الموسم الرمضاني الحالي عودة الممثل الكوميدي المصري أحمد أمين إلى الشاشة الصغيرة عبر مسلسله "الصفارة" الذي يجسد فيه شخصية "شفيق"، المرشد السياحي الذي يسرق "صفارة" أثرية ترجع للملك توت، ليعود من خلالها بالزمن 3 دقائق ليغير فيها ما يشاء، حيث تأتي تجربته هذه بعد تقديمه في موسم الدراما الرمضانية الماضي شخصية "عرفات" والتي لاقت نجاحاً كبيراً بعد أن خرج من خلالها من عباءة الأدوار الكوميدية، قبل أن تجذبه "الصفارة" ليعود مجدداً إلى الكوميديا.
ويلعب بطولة العمل كل من طه دسوقي وآية سماحة وسامية الطرابلسي وحاتم صلاح ومحمود البزاوي وإنعام سالوسة، وهو من تأليف ورشة كتابة تضم سارة هجرس وشريف عبد الفتاح وعبد الرحمن جاويش، وفيه يتعاون الفنان أحمد أمين مجدداً مع المخرج علاء إسماعيل، وقد تمكن العمل من الاستحواذ على انتباه الجمهور الذي أشاد بما تضمنه من مواقف كوميدية التي مثلت أهم عوامل نجاح المسلسل، بالإضافة إلى تميزه في دقة اختيار أبطاله خاصة الممثل طه دسوقي، الذي أظهر براعة كبيرة في أداء الشخصيات المختلفة.
 
تجربة جديدة
وبمجرد عرض الحلقات الأولى من مسلسل "تحت الوصاية" على تلفزيون دبي، تصدرت الفنانة منى زكي، قمة "تريند" مواقع التواصل الإجتماعي، حيث تمكن من نيل إشادة الجمهور الذي وصفه بـ "المسلسل البديع والمبهر"، و"تجربة جديدة على أعلى مستوى في الدراما المصرية"، وتدور أحداث مسلسل "تحت الوصاية" وهو من إخراج محمد شاكر خضير ورامي نصيف، ومن تأليف خالد وشيرين دياب، حول "حنان " التي تجسدها الفنانة منى زكي، وهي ربة منزل وأم لرضيعة وطفل "9 سنوات" فاقدة الثقة في نفسها مكتفية برعاية بيتها وطفليها، وبعد وفاة زوجها تجد نفسها وحيدة في مواجهة عالم ذكوري، حيث تمر بتحديات تتخطاها تباعًا لتتحول من امرأة مستسلمة إلى سيدة قادرة على تحدي الجميع.
أما مسلسل "عملة نادرة" للمخرج ماندو العدل، فقد حظي بإشادة النقاد الذين قالوا أن نجاح المسلسل يعود إلى فكرة السيناريو بالأساس، حيث كتبه مدحت العدل بطريقة احترافية، وأشاروا في تعليقاتهم المختلفة إلى أداء الفنانة نيللي كريم، حيث قالوا إنها تمكنت من لفت الأنظار رغم خوضها الدراما الصعيدية للمرة الأولى في مشوارها الفني، وقدمت اللهجة بحرفية شديدة، كما شهد المسلسل الذي يشارك في بطولته كل من الفنان جمال سليمان، وجومانا مراد، وكمال أبو رية، وفريدة سيف النصر، عودة النجم أحمد عيد الذى اختاره المخرج ماندو العدل بعد غياب كبير عن الساحة الفنية، حيث قدم أحمد عيد دوراً جديداً بعيداً عن اللون الكوميدى، فيما شكل كل من الفنان محمد فهيم وفريدة سيف النصر وجومانا مراد مفاجأة العمل.
 
 
 

شارك الخبر على