رمضان.. الطريق إلى الجنة

حوالي سنة فى الإتحاد

اختص الله شهر رمضان بالعديد من الفضائل والمكرمات، ومما يسعد به الصائمون مغفرة الذنوب، لقوله، صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان، إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه»، (متفق عليه)، وفي رواية: «من قام رمضان..»، (متفق عليه)، وعن عبادة بن الصامت، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً، وحضر رمضان: «أتاكم رمضان شهر بركةٍ، فيه خير، يغشاكم الله فينزل الرحمة ويحط فيها الخطايا، ويستحب فيها الدعوة، ينظر الله إلى تنافسكم ويباهيكم بملائكةٍ، فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقي كل الشقي من حرم فيه رحمة الله»، (المسند للشاشي، 1224).وإن بلوغ شهر رمضان منقبة عظيمة وفضل من الله كبير، ورمضان شهر عظيم حافل بالبركات، تتضاعف فيه الأجور والحسنات، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك»، (سنن النسائي: 129/4)، ومن فضائله فقد روي أن رجلين أسلما مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم مات أحدهما، وأخر الآخر سنةً، قال طلحة بن عبيد الله: فأريت الجنة، فرأيت المؤخر يدخل الجنة قبل صاحبه، فتعجبت لذلك، فأصبحت، فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال عليه الصلاة والسلام: «من أي ذلك تعجبون؟... أليس قد مكث هذا بعده سنةً؟ قالوا: بلى. قال: وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدةٍ في السنة؟ قالوا: بلى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض»، (سنن ابن ماجه: (3185).ويدل هذا الحديث على فضل بلوغ شهر رمضان، وما فيه من فضائل ومكرمات، ومنها: «مضاعفة الحسنات: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله: كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام، فإنه لي، وأنا أجزي به»، (صحيح البخاري: 1904)، ومنها: إجابة الدعوات، قال صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حين يفطر..»، (سنن الترمذي: 3598).ومن فضائل الصيام أنه سبب للفوز بالشفاعة يوم القيامة، فعن عبد الله بن عمرٍو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، يقول القرآن رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان»، (مسند أحمد: 6626). وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم الصائمين ببشارة عظيمة، وهي أنهم ينادون يوم القيامة لدخول الجنة من باب «الريان» لا يدخل منه غيرهم، قال صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة بابًا يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم»، (صحيح البخاري: 1896)، وبشرهم ببشارة أخرى، فقال: «للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه»، (الحديث نفسه).كما أن للصيام والقيام فضائل ينبغي أن يسعى المسلم لاغتنامها، طمعاً في مغفرة الذنوب ومضاعفة الأجر والثواب، وتعبيراً عن شكره لربه الذي امتن عليه ببلوغ شهر رمضان فيقول الله سبحانه وتعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، «سورة البقرة: الآية 185». ويقول عز من قائل: (... وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)، «سورة المطففين: الآية 26».ورمضان شهر الخيرات، ففيه بدأ القرآن الكريم يتنزل آيات بينات، وهو أفضل شهور الدهر لما فيه من بركات، فرض الله تعالى صيامه على كل مسلم بالغ عاقل مقيم قادر خال من الموانع الشرعية، وقد صامه النبي صلى الله عليه وسلم منذ أن فرض إلى أن توفي، صلى الله عليه وسلم، وقد خص الله تبارك وتعالى شهر رمضان بنزول القرآن العظيم فيه، فقال عز من قائل: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، «سورة القدر: الآية 1»، واختص الصيام بإضافته إليه سبحانه دون سائر الأعمال الصالحة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله: كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به»، (متفق عليه).وجعل الله تعالى صيام رمضان وقيامه سبباً للمغفرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»، (صحيح البخاري، 38)، وفي رمضان تفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان أول ليلةٍ من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة، فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلةٍ»، (سنن الترمذي، 682).ولذا فإن من اغتنم هذا الشهر الكريم، فصام نهاره وقام ليله، وأخلص لله عمله، وأكثر من فعل الخيرات، وتقرب إلى الله تعالى بالطاعات، وكف جوارحه عن المحرمات، كان من الفائزين.، وعلى كل مسلم بالغ عاقل رشيد الاستعداد لشهر رمضان المبارك بالعبادة والطاعة والأعمال الصالحة، وأن من صام نهاره وقام ليله كانت مكفرات للذنوب، وفيه تفتح أبواب الجنان، ويدخل الصائمون الجنة من باب الريان.

شارك الخبر على